هل تدخل الازمة التي تعبث بسوريا دولة وشعبا مرحلة الانفراج بعد ان تم التوصل الى توقيع بروتوكول الاتفاق لايفاد مراقبين من الجامعة العربية للتحقق من اتخاذ جملة من الاجراءات التي تدخل ضمن جماية المدنيين العزل ويتعلق الامر بسحب قوات الجيش الى مواقعها الاصلية واطلاق سراح الموقوفين جراء الاحداث التي جرت وفتح المجال امام وسائل الاعلام العربية والمراقبين لمعاينة الوضع على الارض فيما يؤجل امر رفع العقوبات المقررة سابقا الى وقت لاحق بمعنى الى ان يتم اعداد التقرير الاول. يجدث هذا فيما تصل فيه الازمة الى منعرج خطير ما يطرح السؤال ان كان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي عازما على السعي لجمع الفرقاء حول طاولة الحوار فينجزفي سوريا ما عجز عنه عمر موسى في ليبيا ؟ الملاحظ بعد المنحى الذي اخذته التطورات الدامية المؤسفة ان الازمة في تلك الربوع من بلاد الشام ذات الامتداد التاريخي البعيد دفعت الى دائرة انتاج ردود الفعل من كافة الاطراف السورية بالدرجة الاولى والعربية التي انخرطت بشكل مندفع لمناصرة طرف على آخر مما قلص من مساحة المسعى للارادات الخيرة الداعية الى تغليب التعقل والحكمة والاحتكام الى الحوار الشفاف بدوت اقضاء او شروط مسبقة خارج المبادئ التي تضمن الهدوء مما يعطي الفرصة بالحجم الكبير للتوصل الى حل سلمي يسطر الطريق للتوجه الى الشعب السوري لقول كلمته طالما انه المعني الاول بمصيره بعيدا عن شحن مزيد من الفرقة والانقسام والانتقام وهو ما يعد اغتيال لفرصة السلم المدني. ان التطرف لن ينتج غير التطرف وبالتالي مزيد من الخسائر والآلام والدماء وهو ما لا يقبله غاقل سواء في السلطة او المعارضة بل وفي الاطراف العربية والدولية المناهضة للتغيير السياسي بالعنف وانما تتمسك بالخيار السياسي والمدني مهما طال او تطلب معاناة ويكفي ان تراجع الاحداث التي حصلت في عدد من البلدان العربية بين تلك التي عرفت كيف تعالج اوضاعها بمنهجية داخلية فقلصت من الفاتورة وتلك التي لجأت الى الاستعانة بالقوات الاجنبية وتفضيل تدويل النزاعات الداخلية دون مراعاة المصالح الوطنية تحركها نزعة الانتقام والمهم ان تنتزع السلطة باي ثمن طالما ان الانسان العربي تحول الى وقود يوهم بصناعة ربيع يحمل في تقلباته خريفا يسقط اوراق اوهام تسوق عبر قنوات تلفزيوينية معروفة لا يسمع منها اي دعوة للهدوء والتشجيع على خيار الحوار. وفي خضم هذا الواقع المقلوب الذي يؤجج للفرقة ويهيئ لبرمجة البلدان العربية للدخول في حروب اهلية تحت شعارات ومطالب لا يمكن الاختلاف حولها مثل الحريات والتداول الديمقراطي للسلطة ورفض توريث السلطة وكسر شوكة الحزب الواحد ومحاسبة المتسببين في الفساد، فان الجامعة العربية لا يعقل ان تتوقف عند مستوى الملاحظة ورصد ما يبحث عنه البعض ممن اصطفوا وراء مؤامرة التدويل وانما الى جانب المطالب التي حددتها من الواجب عليها ان تسعى ايضا الى تكريس حالة من ضبط النفس وتشجيع الفرقاء على الجلوس حول طاولة الحوار وفي اقرب وقت ونبذ ما يرتكب من اعمال تعرقل مثل هذا المسعى. اليست تحمل اسم الجامعة بمعنى ان يكون هدفها وعقيدتها العمل لجمع كل ما هو مفرق وليس الانزلاق الى لعب دور شاهد على ملف لا تبدو تفاصيله واضحة بشكل جلي امام تضارب الانباء وغلبة لغة الرفض والانتقام على لغة المسؤولية التاريخية والشرعية في ظل ما تذكيه بعض العواصمالغربية من نار الفتنة وهنا الخطر اذا ما تصرفت البعثة العربية بتسرع وانفعال او خضعت لوصفة جاهزة تحضر الطريق لتدويل الملف العربي فتتم سرقته من البيت العربي باتجاه منبر دولي تكون فيه الكلمة الاولى والاخيرة للمتربصين بالعالم العربي من مخططي مشروع الشرق الاوسط الكبير ودعاة الفوضى الخلاقة والسماسرة الذين يتعاطون معهم مقابل علاوات في شكل مشاريع وتمويلات واسترجاع الهيمنة على مناطق نفوذ قديمة. هل تعطي الجامعة العربية فرصة للدعوة الى الحوار وارغام كل الاطراف على ذلك وفي ذهنها الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها الجامعة بقيادة امينها العام السابق في قضية الاوضاع في ليبيا. ان الراي العام العربي والعالمي المتشبث بالسلم المدني يامل ان تتغلب لغة العقل والمسؤولية على الانانية والشحناء وروح الانتقام التي تفسد في الارض اكثر مما تحقق شيئا آخرا مهما كان براقا خاصة وان المحيط برمته مرتبط بكل ما ينجر عن لحظة لا مسؤولية او تهور او انهزام امام واقع لا يزال ضبابيا في خلفياته وابعاده يستثمر صانعوه في الجوانب الهشة للسلطة القائمة التي كان عليها ان تعرف ميف تستبق الاحداث وتحرق اوراق المؤامرة قبل ان تنتشر قبل ان يحترق الوطن برمته.