أكد الأستاذ العيد زغلامي في تصريح ل ''الشعب'' أن عقد قمة عربية طارئة لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في الوقت الراهن مبادرة حسنة لتوحيد الصفوف العربية وفرصة كبيرة لبحث حلول جدية حول العدوان الصهيوني على غزة التي تغتال على مسامع العالم مضيفا أن القمة قد تخرج بنتائج ايجابية رغم رفض القوة الإقليمية مصر التي قالت أنها تفضل إجراء الزعماء العرب لمشاورات غير رسمية بالقمة العربية الاقتصادية. حيث باتت تنكشف بالتدريج أبعاد وملامح جديدة في المشهدين العربي والإقليمي اللذين يشكلان الإطار الأوسع لفهم النتائج والتداعيات السياسية المترتبة على هذا العدوان الإسرائيلي الجديد مشيرا أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والذي دخل يومه الثامن عشر وأسفر عن سقوط 997 قتيلا على الأقل ونحو 400 منهم من النساء والأطفال كشف الانقسامات العميقة بين دول عربية مثل مصر التي تعارض حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وسوريا وقطر المتعاطفتين مع حماس . كما لم يخف الانعكاس السلبي الذي يشكله رفض مصر المشاركة في القمة العربية والانعكاسات الوخيمة على الوحدة العربية الأمر الذي يتطلب حسبه إعادة النظر في آلياته ولعل أقصى ما يمكن توقعه هنا من هذه القمة هو تخفيف الحصار بانتظار تبلور موقف الإدارة الأمريكيةالجديدة الذي سيظل على الأغلب قريبا من المطالب الإسرائيلية مما يعني إجمالا أن حركة حماس والشعب الفلسطيني قد كسبا جولة لكن الصراع مازال مفتوحا في ظل ارادة إسرائيلية واضحة مع غياب عربي رسمي حيث يمكن استنتاج مسار التحرك العربي المستقبلي في هذه الأزمة فالمتفق عليه على الصعيد العربي الرسمي هو مسألة وقف العدوان الإسرائيلي فقط، مع انتقادات متتالية لموقف مجلس الأمن الدولي المتهم بالتباطؤ في التعامل مع العدوان على غزة، وتوجيه انتقادات أخرى للموقف الأوروبي الذي اعتبر العملية البرية الإسرائيلية دفاعية وليست هجومية. ووصف زغلامي بعد أن أدان بشدة حرب الإبادة التي يقترفها الكيان الصهيوني في حق الأبرياء في غزة الصامدة بجريمة حرب ضد الإنسانية أمام صمت وتواطؤ أطراف داعمة للصهاينة في ظل الخرق المفضوح للقوانين واضاف أن صمت الحكام العرب والمسلمين ووقوفهم عاجزين عن وقف العدوان وانتشال الصهاينة من المنطقة يشكل وقودا لالة الدمار اليهودي التي تكاد تقضي على مدينة غزة التي تعيش الأسبوع الثالث من العدوان الاسرائلي مؤكدا أن الإعلان عن دور تركي جديد سيكون أكثر تأثيرا في الشرق الأوسط قريبا فالموقف الرسمي العربي بات ينطوي على التمسك بخيار السلام الاستراتيجي . وفي سياق اختزال المعنيين السياسي والتحرري للقضية الفلسطينية ولمعركة غزة الحالية قال الأستاذ زغلامي أنه تأتي سياسة إغاثة أهل غزة حيث يشهد القطاع المنكوب توالي المساعدات العربية والإسلامية والدولية في تظاهرة إعلامية معنية بالمشهد الإنساني ومعالجة الأعراض الجانبية أكثر. من جهة أخرى نوه الأستاذ زغلامي بالموقف الجزائري من القضية الفلسطينية حيث أكد أنها كانت من بين الدول القلائل التي كان لها قرار واضح المتمثل في إدانة العدوان ورفض كل تعامل على حساب الشعب الفلسطيني كما كان لها موقف قوي ودعم مادي أقوى مضيفا أن الموقف ليس بالجديد حيث كانت دائما مع القضية الفلسطينية التي كانت تؤمن بتسوية شاملة لها . ومع هذا كله قال محدثنا أن القضية الفلسطينية كسبت شيئا رئيسيا في هذه الأزمة يتعلق بالتأكيد على مكانتها الهائلة لدى شعوب الأمة وقدرتها على إلغاء التقسيمات بين المحاور الإقليمية في المنطقة إذ تبقى فلسطين وقضيتها وأهل غزة بحاجة لدعم اكبر . ------------------------------------------------------------------------