جرت، أمس، الانتخابات الرئاسية، في أجواء مليئة بالروح الوطنية التي تعود عليها الشعب الجزائري، والتي تعتبر منعرجا حاسما للبلاد في ظل الأوضاع الاستثنائية السياسية الراهنة والفراغ الدستوري الذي تعيشه الجزائر منذ 9 أشهر. تباينت نسبة المشاركة من منطقة إلى أخرى، وتضاربت الآراء على أهمية هذا الموعد الانتخابي الاستثنائي الذي يتماشى واستكمال ما تطمح له الجزائر من استقرار، وغلق منافذ الفتنة ودعاة الفوضى والعصيان، حيث عرفت المشاركة قبيل الساعات الأولى من النهار توافدا غير معهود مقارنة بالمواعيد الرئاسية السابقة. وبلغت نسبة المشاركة على الساعة العاشرة صباحا 6.5٪ تصدرتها بلدية زيغود يوسف، وهوما أكدته التقارير الولائية، لتشهد ولاية قسنطينة على غرار باقي ولايات الوطن توافدا للمواطنين الذين اختاروا التوجه نحو صناديق الاقتراع لإثبات وطنيتهم وحرصهم على أمن بلادهم، لنتفاجأ بالكم الهائل للشباب المتوافد على صناديق الاقتراع، علما أن الولاية تحصي 608071 ألف ناخب موزعين على 214 مركز و1457 مكتب تصويت. الشباب في الموعد «الشعب» وفي جولة ميدانية لعديد القرى والمشاتي المعزولة التابعة لخمس بلديات شرقية على غرار بلدية ديدوش مراد، زيغود يوسف، حامة بوزيان، بني حميدان، بكيرة، ابن زياد، أولاد رحمون، تفاجأنا بالتوافد الكبير للمواطنين وبكل الفئات العمرية. هي مشاهد صنعها المواطن القاطن بهذه القرى والمشاتي التي تبعد عن مقر البلديات بمئات الكيلومترات على غرار قرية مسيدة، دوار بني مستينة، القرية عين الكبيرة، فما بالك بمقر الولاية، حيث عبروا من خلال هذا المشهد الوطني عن قوة تمسكهم بعنصر الأمن والاستقرار التي تعيشه الجزائر رغم الأصوات المعادية والرافضة للانتخابات حيث اعتبروها الحل الوحيد للخروج من النفق المظلم التي تعيشه البلاد . واعتبر المواطنون المشاركة في هذا الاستحقاق المفصلي الحل الوحيد لإحداث تغيير فعلي وجذري،خاصة في حال الاختيار الأحسن لممثلهم في رئاسة دواليب الحكم، فبدءا من المجمع السكني واد الحجر ببلدية ديدوش مراد،انطلقت «الشعب» في عملها الجواري وبعد تأدية واجبها الوطني اتجاه الجزائر،كان مركز «خنطول رابح» الذي يتضمن 2722 ناخب أول محطة،حيث سجل في حدود الثامنة صباحا توافد ملفت للانتباه لشباب وشيوخ. وببلدية بني حميدان التي تبعد عن مقر الولاية ب 25 كلم وتحديدا نحوالمركز الانتخابي حيث كانت أجواء الانتخاب جيدة والحس الوطني لسكان الريف عاليا، هذه البلدية التي تضمنت 7 مراكز موزعة بمشاتي البلدية. في هذا الإطار أكد رئيس المركز مرفق بالسيد «ط.حسين» المكلف بالإعلام على مستوى المركز الانتخابي، أن المركز الانتخابي وبمجرد فتح الأبواب للمواطنين عرف توافدا مقبولا خاصة في الساعات الأولى من الصباح لتتزايد النسبة مع مرور الوقت. وبقرية «المارة» التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 9 كلم والتي تعتبر من بين المشاتي الريفية والمنعزلة إلا أن المركز الانتخابي «ح.حسناوي» عرف حركة انتخابية ملفتة للانتباه هوالآخر، حيث أكد أحد الشباب كان متوجها نحوإتمام عملية الاقتراع أن اليوم هوالموعد الأهم لكل شاب جزائري يريد بالجزائر خيرا، وهي فرصتنا للمضي قدما والارتقاء بالجزائر،خاصة أنها تملك خزانا شبابيا يعتبر طاقة البلاد للعبور لبر الأمان. هي ذات الأصداء التي شهدناها بالمراكز الانتخابية الموزعة عبر بلدية بني حميدان النائية على غرار قرية الصفصافة القريبة من الموقع الأثري «تيديس»، حيث عبر السكان عن ضرورة الانتخاب للمترشح الذي يحقق الأمن والأمان للبلاد ويحقق الاستمرارية في برامج الإصلاحات وأن الانتخاب هوواجب كل مواطن جزائري يخاف على وطنه وعزته، ليؤكدوا أن رئاسيات 12 من شهر ديسمبر هوالحد الفاصل ما بين الأمن واللاأمن. من جهته، أكد رئيس مركز «نابتي حسان» بقرية الصفصافة أنهم عرفوا أجواء انتخابية عالية المستوى يطبعها وعي الشباب بهذا الموعد الانتخابي الهام للعباد والبلاد. وحسب الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها توجهنا نحو المركز الانتخابي «حسيني خوجة» ببلدية زيغود يوسف الذي يتضمن هيئة ناخبة تقدر ب 485 ناخب شهدنا أثناءها توافد شباب ونساء عبروا عن صوتهم لأمن الجزائر واستقرارها. «الشعب» تحدثت مع إحدى حرائر الجزائر والتي أكدت عن مسؤوليتهم في تقرير مصير البلاد عبر الاقتراع لرئيس يوحد البلاد والعباد، ليليه مركز»محمد الشيخ بيوض» الكائن ببلدية «مسعود بوجريو» التي تبعد عن ولاية قسنطينة حوالي 30 كلم والتي تضم 08 مراكز و20 مكتب تصويت بمجموع ناخبين 5947 ألف ناخب. تقربنا من سكان المنطقة النائية الذين توافدوا صباحا نحو مكاتب الاقتراع بشكل قوي فعلى الساعة التاسعة والنصف صباحا، سجلت البلدية مشاركة تقدر ب11.50٪، حيث أكد أحد مواطني المنطقة أن الاقتراع يعتبر واجبا وطنيا لابد من القيام به عرفانا منا كشباب للأمن والأمان الذي أضحى الشعب الجزائري يتنعم بها سيما قرى بلدية مسعود بوجريو المعزولة والتي عانت ويلات العشرية السوداء، مشيرا إلى أن الوضعية على العموم تعرف انتعاشا وتقدما ملحوظا. وهو الحال الذي لمسناه لدى دخولنا لمركز التصويت، فالتواجد الشبابي حاضر بقوة،حيث أكد أحدهم أنه مع التغيير السلمي للأوضاع وأنهم ضد العنف في التعبير وأنهم كشباب تقدموا للمشاركة بالاقتراع بهدف التغيير لا غير، لتشكل النساء النسبة العالية في المشاركة . في هذا السياق صادفتنا الحاجة» فاطمة « طاعنة في السن، التي أبت إلا أن تشارك في انتخاب الأفضل للبلدية، ليؤكد لنا رئيس البلدية الذي استقبل جريدة «الشعب» بكل حفاوة واستقبال أنهم لم يسجلوا أي تجاوزات أوعراقيل تسئ لسير الانتخابات الرئاسية 2019 بل بالعكس تماما أنهم سجلوا توافدا مقبولا من كافة الأعمار والأجناس. حق وواجب كل مواطن مركز «المسعودي» الواقع ببلدية «ابن زياد» التي تبعد حوالي 35 كلم عن ولاية قسنطينة الذي يضم 08 مراكز و35 مكتبا للتصويت بمجموع 12364 ناخب، حيث أكد رئيس المركز «ب. الشريف» الذي أكد أن الإدارة كانت قد وفرت كافة الإمكانيات اللازمة لإنجاح العملية الانتخابية التي تعتبر حق وواجب لكل مواطن جزائري، لنشهد بلوغ الهدف المنشود ألا وهوإجراء انتخابات شفافة وديمقراطية. وأكد نسبة المشاركة على أن الإقبال في الفترة الصباحية كان قليل وهوراجع لعدة ظروف لتعرف ارتفاعا تدريجيا بعد الظهيرة، كما اعتبر نسبة عنصر الشباب مقبولة ليشهد بعدها المركز توافدا ملحوظا. وحسب ما أكدته الإحصائيات الولائية الأولية، تصدرت بلدية مسعود بوجريو المراتب الأولى من حيث المشاركة والتي كانت نتيجة حب التغيير، حيث أكد المواطنون بهذه البلدية وعلى رأسهم شباب المنطقة على حتمية الانتخاب كفرصة للتقدم ولو بخطوات قد تكون إضافة للإنجازات التي تعرفها البلاد في الآونة الأخيرة. بدورهم سكان بلدية «حامة بوزيان» خرجوا للتعبير عن رأيهم واختيار رئيسهم، وخلال زيارتنا لمركز «بوراس عبد الرحمان»، حيث أكد «بوشمع سليم» أن مركزه الذي يتضمن3241 ناخب، التوافد الكبير من قبل المواطنين الذين توافدوا منذ فتح المكتب للاقتراع. من جهتهم، سكان بلدية عين عبيد التي تبعد عن الولاية ب 45 كلم استغلوا وجود جريدتنا بالبلدية ليعبروا حبهم للوطن الذي يستحق حسبهم أن يقفوا بجانبه في الأوقات العصيبة وحمايته من كل من يتربص به شرا لنغادر بعدها حوالي الساعة الثالثة مساء نحو بلدية قسنطينة وتحديدا بالمركز الكائن بمدرسة «بوبلاط صالح» بحي الحاج أحمد باي بالقطاع الحضري سيدي مبروك والذي يعتبر من اكبر المراكز الانتخابية بالبلدية. وبمجرد دخولنا للمركز لاحظنا المشاركة الكبيرة والإقبال المحفز للشباب على مكاتب الاقتراع والذين تحدثوا للشعب عن ضرورة الانتخاب لمواصلة مسار التنمية بالوطن والوقوف إلى جانب بلديتهم والعمل على التنمية المحلية التي تعتبر مستقبل المواطن. وحسب رئيس مركز مدرسة بوبلاط فإن العملية الانتخابية تبشر بمشاركة أكثر مع الساعات القليلة القادمة، والمراكز الواقعة ببلدية أولاد رحمون التي كانت نسبة المشاركة تعكس نية إحداث التغيير بهذه البلدية الطموحة، حيث لاحظنا التوافد لإجراء الانتخاب، وقد تحدثت «الشعب» مع عدد من شباب المنطقة الذين رفضوا جملة وتفصيلا احتمال المقاطعة عن تأدية واجبهم الانتخابي.