شهدت ولاية قسنطينة توافدا محتشما، صباح أول أمس، للناخبين على مكاتب الاقتراع خاصة فئة النساء لترتفع تدريجيا عند الظهيرة وفي المساء، وتقدر الهيئة الناخبة بالولاية ب575921 ناخب يتوزعون عبر 210 مركز اقتراع وهو ما يعادل 1345 مكتب اقتراع، من بينهم 270522 ناخبة و 305399 ناخب توجهوا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم في المجالس البلدية والمجلس الولائي، حيث قاموا بالانتخاب عبر 210 مركز انتخاب ما يعادل 1345 مكتب موزعين ببلديات الولاية. تقربت “الشعب” خلال جولة استطلاعية قادتها إلى المركز الانتخابي فرحات عباس ببلدية الخروب، من سكان المنطقة الذين أكدوا أهمية الاقتراع خاصة وأن الجزائر تحتاج لمواطنيها لتحقيق الأمن والاستقرار، حيث عرفت نسبة الاقتراع بالبلدية على الساعة الخامسة مساء 27 بالمائة، وهو ما عكس التوافد الكبير للناخبين. وقال أحد الشباب إن الاقتراع هو واجب وطني ولابد علينا من الاستجابة لنداء الوطن وبشكل كبير حتى نتمكن من صيانة أمانة الشهداء الأبرار، وهو الحال الذي لمسناه لدى دخولنا مركز التصويت حيث كان التواجد الشبابي والنسائي حاضرا بقوة، التقينا الحاجة سليمة كماش التي جاءت رفقة ولدها كي تختار من يمثل أبناء شعبها وكما قالت جئت من أجل الجزائر والجزائر لا غير، ليؤكد لنا رئيس المركز أنهم سجلوا توافدا مقبولا ارتفع مساء، فضلا عن مركز الذكور المركزية ببلدية ديدوش مراد الخاص بالرجال والذي يتضمن 3521 كهيئة ناخبة و7 مكاتب، حيث كانت نسبة الاقتراع مرتفعة سيما من طرف الشباب الذي كان يتوافد بقوة لصناديق الاقتراع. أكد لنا أحد الشباب أن العملية تعتبر ضرورة لتحقيق التغيير الذي بإمكانه أن يحسن من وضع البلدية التي تحتاج لأشخاص يتمتعون بالجدية والشعبية بين المواطنين. أكد رئيس المركز بودماغ المركزية أن نسبة الاقتراع ترتفع دائما بالفترة المسائية سيما فيما يخص فئة النساء، وعرفت الأجواء منذ الصبيحة مناوشات بين الحزبين العتيدين وتلخصت في الغش ومسألة الرقابة ودخول بعض المترشحين لمكاتب الاقتراع ما استدعى تدخل مصالح الأمن وإحلال النظام، نفس الأجواء لمسناها بمركز مالك بن نبي بعدد مسجلين يقدر ب 2653، أكد رئيس المركز أن الأجواء عادية سيما مع توفر الإمكانات المادية والبشرية، أما على مستوى الإقبال فقد أكد على حضور مقبول ومن الجنسين. لنتوجه بعدها نحو بلدية مسعود بوجريو وتحديدا نحو مركز بيوض صالح الذي شهد هو أيضا توافدا ملحوظا وهو ما اعتبره رئيس المكتب الذي تحدث معنا أنه أمر لم يكن متوقعا سيما مع التخوف من شبح المقاطعة، إلا أن البلدية بمشاتيها الستة عرفت مشاركة محفزة وهو ما أكدته الإحصائيات الولائية الأولية حيث تصدرت بلدية مسعود بوجريو المراتب الأولى من حيث المشاركة بتسجيلها نسبا عالية مقارنة بمقر الولاية والبلديات المجاورة، وهي النسبة التي كانت نتيجة حب التغيير الحضاري والراقي حتى بأبعد قرية بالولاية، حيث أكد المواطنون بهذه البلدية وعلى رأسهم شباب المنطقة على حتمية الانتخاب كفرصة للتقدم ولو بخطوات قد تكون إضافة للإنجازات التي تعرفها البلاد في الآونة الأخيرة. من جهتهم، سكان بلدية “أولاد رحمون “ التي تبعد عن مقر الولاية ب 30 كلم، تصدرت المرتبة الأولى منذ انطلاق عملية التصويت والتي بلغت بمركز التصويت “غراب” مع انتهاء عملية الاقتراع نسبة 50 بالمائة والذي عرف توافدا كبيرا منذ الساعات الأولى من الصباح، “الشعب” تحدثت مع سكان المنطقة عن عملية الانتخاب ونقلوا عبر منبرنا حبهم للوطن الذي يستحق حسبهم أن يقفوا بجانبه في الأوقات العصيبة وحمايته من كل من يتربص به شرا. وحوالي الساعة الرابعة مساء توجهنا نحو بلدية قسنطينة وتحديدا بالمركز الكائن بمتوسطة حمودي السعيد بالقطاع الحضري سيدي مبروك والذي يعتبر من أكبر المراكز الانتخابية بالبلدية كونها تحوي هيئة ناخبة تقدر ب 980 ناخب، حيث وبمجرد دخولنا للمركز لاحظنا المشاركة الفعالة والإقبال المحفز للشباب نحو مكاتب الاقتراع والذين تحدثوا ل “الشعب” عن ضرورة الانتخاب لمواصلة مسار التنمية بالوطن، وحسب رئيس المركز فإن العملية الانتخابية كانت تبشر بمشاركة أكثر في الساعات اللاحقة وهو ما تحقق، كما توجهنا نحو أحد المراكز التي انعدمت بها المكاتب الرجالية والتي كانت على رأسها “مدرسة عبد المجيد عبد الحق” الكائنة بحي الدقسي والتي كانت الشريحة النسوية به متفوقة بطريقة عالية وهو ما يعكس المشاركة لإحداث التغيير هذا في ظل فتح المجال للمرأة لدخول المعترك السياسي. هيئة مراقبة الانتخابات تسجل خروقات وتجاوزات بالمراكز أكدت منسقة المداومة للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات حكيمة بعطوش ل “الشعب” تسجيل تجاوزات منذ الساعات الأولى لانطلاق عملية الاقتراع تجاوزت 40 حالة إخطار نتج عنها 24 قرارا وإصدار 9 إشعارات، ففي المرحلة الأولى وقفت الهيئة عبر مساعديها المنتشرين عبر إقليم الولاية على الخروقات والنقائص المسجلة منذ صبيحة الاقتراع والتي تمثلت في عدم تشميع الصناديق، عدم الإقفال بوجود قفلين، تعليق قائمة المؤطرين، غياب بعض الكتاب بمراكز الاقتراع والتي تم الفصل فيها مباشرة بإصدار قرارات تأمر فيها المسؤول رئيس المركز بالكف عن ارتكاب المخالفات، هذه الأخيرة التي تمحورت حول عدم السماح لمراقبي الأحزاب بالدخول للمراكز الانتخابية، فضلا عن تلقيهم إخطارات تتعلق بسلوكات عنيفة داخل المركز، مؤكدة في ذات الحين أنه تم التصدي لمثل هذه التجاوزات حسب ما يمليه القانون. للإشارة، فقد كشفت المنسقة أنه مقارنة مع الانتخابات التشريعية فإن محليات 2017 سجلت خروقات كثيرة ومنذ انطلاق عملية الاقتراع وهو ما ربطته ذات المصدر أنه يرجع لكون الانتخابات المحلية ترتبط ارتباطا وثيقا بالمواطن سيما فيما يخص المجالس البلدية.