تحت شعار «كفاح صمود تضحية لاستكمال سيادة الدولةً الصحراوية»، وبمشاركة حوالي 2000 من مختلف مكونات المجتمع الصحراوي، ينطلق غدا وإلى غاية الاثنين القادم ببلدة التفاريتي الصحراوية المحررة، المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو بإرادة قوية في إنجاح هذه المحطة التي تهدف بالأساس إلى حشد كل الجهود من أجل انتزاع حق تقرير المصير واستكمال سيادة الدولة على كامل تراب الجمهورية الصحراوية. المؤتمر سبقته تحضيرات مكثفة ودعوات حثيثة لإنجاحه، كونه يشكل حلقة حاسمة في مسيرة القضية الصحراوية التي و إن حقّقت مكاسب كبيرة في السنوات الأخيرة، إلا أنها مازالت تعترضها عقبات وعراقيل متعدّدة يصرّ الاحتلال المغربي والمتواطئون معه على وضعها في طريق إقرار الشرعية وتحقيق الاستقلال، ما يتطلّب مزيدا من التلاحم روح المقاومة والتضحية لإجهاض المناورات الخبيثة التي يحيكها المحتل وزبانيته بغية قتل القضية والإجهاز عليها بالتقادم. موعد الصحراويين مع مؤتمر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «البوليساريو «غدا، هو بكل تأكيد فرصة لتقييم مسيرة المقاومة والكفاح، والبحث عن نقاط القوة قصد تعزيزها ومكامن الضعف لتجاوزها، وسيعكف المجتمعون ببلدة التفاريتي على وضع إستراتيجية كفاحية للمرحلة المقبلة تنهي حالة الجمود التي تلفّ القضية الصحراوية منذ 28 عاما، وتتوّج ببسط السيادة وبناء الدولة الصحراوية على كامل حدودها المعترف بها دوليا. ومن المهم الاشارة الى أن القضية الصحراوية وإن كانت قد حققت انتصارات ومكاسب كثيرة على المستوى الدولي، فإن الهدف المنشود وهو تحقيق الاستقلال، مازال رهينة تعنّت مغربي مقيت، وتماطل من جانب الأممالمتحدة التي تكتفي في كلّ مرّة بتمديد مهمّة المينورسو دون حتى توسيع مهامها الى مراقبة حقوق الانسان، كما أنّها لم تبادر إلى تعيين مبعوث أممي جديد منذ أن استقال الألماني كوهلر ليتولى دفع عملية السلام التي لا نفهم لماذا لا يكترث أحد لتعطّلها مع أن صبر الصحراويين بدأ ينفد وقد يدفعهم الظلم الدولي إلى التفكير بجدّ في استئناف القتال، وهو أمر من شأنه أن يزيد من متاعب المنطقة المنهكة بالأزمة الليبية وبالخطر الارهابي الذي يحيط بها جنوبا. في انتظار الحرية بالتأكيد سيقف مؤتمر البوليساريو عند المكاسب الدبلوماسية التي حققها الشعب الصحراوي من خلال تنامي العلاقات الدبلوماسية للدولة الصحراوية، وحضورها البارز على المستوى الافريقي الذي ترجمته المواقف المتقدمة لهذا الاتحاد ودعمه واحتضانه للقضية الصحراوية باعتبار الصحراء الغربية أخر مستعمرة في إفريقيا، وسيشير إلى فشل المغرب الذريع في المساس بالوضعية القانونية للصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار، ليطالب بوقف أي استغلال غير شرعي لثروات الصحراء الغربية وحمايتها من النهب الممنهج الذي تتعرض له على يد الاحتلال والشركات والدول المتورطة معه. وبكل تأكيد سوف لن يفوت البوليساريو أن تزرع في أفئدة الشعب الصحراوي مزيدا من الحماس و الإصرار على المقاومة بكل الأشكال السلمية لتحقيق النصر. ومعلوم أن جبهة بوليساريو التي تعني اختصارا الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تأسست بعد انعقاد مؤتمرها التأسيسي في 20 ماي 1973، وتهدف إلى إقامة دولة مستقلة في إقليم الصحراء الغربية الذي إحتله المغرب بعد أن غادره الاستعمار الاسباني.