قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للقوات الفرنسية في كوت ديفوار أنه يرغب في إعطاء «دفع جديد» لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، ذاكرا أن ذلك سيكون أحد أهداف قمة دول المنطقة التي من المتوقع أن تعقد في جانفي 2020 بجنوب غرب فرنسا. وصرح ماكرون، أمس الأول، من قاعدة «بور بويت» في كوت ديفوار أن مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل تحتاج إلى «دفع جديد»، وذلك بمناسبة قمة من المرتقب عقدها في جانفي 2020 لقادة دول المنطقة في مدينة بو (Pau) جنوب غرب فرنسا. وكان مقررا أن يجتمع قادة مجموعة الخمسة ساحل (النيجر، تشاد، بوركينافاسومالي وموريتانيا) مع نظيرهم الفرنسي في 16 ديسمبر الجاري، ليتأجل الاجتماع إلى مطلع السنة الجديدة بسبب رفض دول المنطقة الطريقة لنبرة الرئيس الفرنسي، أثناء حدثيه عن «تقييم التواجد العسكري لبلاده في المنطقة في إطار قوة برخان». وتوج اجتماع طارئ لمجموعة الخمسة ساحل بالتأكيد على أن «مكافحة الارهاب تتطلب تعاونا دوليا شريطة أن يكون على أساس الاحترام المتبادل». وقال ماكرون مخاطبا ألف عسكري فرنسي عقب وصوله إلى كوت ديفوار للاحتفال بعيد الميلاد مع القوات الفرنسية، «آمل أن نتمكن من إعطاء عمق جديد وتعهدات جديدة ودفع جديد لهذه العملية من أجل كسب المعركة الضرورية لاستقرار الساحل وأمنه وبشكل أوسع للمنطقة وأيضا أوروبا». وكما فعل في النيجر عام 2017 وفي تشاد عام 2018، تبنى ماكرون خطابا عاطفيا ودعا الفرنسيين إلى التفكير «في جنودنا» الذين اختاروا «الالتزام» في مواجهة «تهديد دائم»، وهي المفردات التي استخدمها في قاعدة نجامينا العام الماضي. وفي معسكر بور بويت، تحدث ماكرون خصوصا عن الخسارة الفادحة التي تكبدها الجيش الفرنسي والمتمثلة في مقتل 13 من قوات عملية برخان في حادث تصادم مروحيتين خلال عملية لمكافحة الإرهاب في مالي. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من ابيدجان أمس، أنّ عملية برخان الفرنسية قتلت 33 «إرهابيا» صباحا في مدينة موبتي في مالي. وتجدر الإشارة إلى أن زيارة ماكرون لنجامينا العام الماضي جرت في أوج أزمة حراك «السترات الصفراء» التي هزت بقوة رئيس الدولة. والأجواء لا تبدو أفضل هذا العام إذ أن السلطة التنفيذية تواجه منذ 16 يوما إضرابا لقطاع النقل يسبب اضطرابات كبيرة في الرحلات في عطلة عيد الميلاد. وقام الرئيس الفرنسي بجولة لدول الساحل شملت النيجروبوركينافاسو في وقت تشهد بلاده، إضرابات شاملة ضد الإصلاح الذي يعتزم إدخاله على نظام التقاعد. وتوعد الفرنسيون رئيسهم بتصعيد الاحتجاجات إلى غاية مطلع جانفي المقبل، وتحالفت النقابات العمالية المضربة مع حركة السترات الصفراء في احتلال الشوارع والتظاهر ضد سياسيات ماكرون، ورفع محتجون شعار «ماكرون إرحل».