إستبدال الأكياس البلاستيكية بالورقية بداية 2020 قلفاط: تمويل صناعة الأكياس من طرف شركاء إتحادية الخبازين ستكون سنة 2020 سنة القضاء على الأكياس البلاستيكية المضرة بصحة المستهلك، وتعويضها بالأكياس الورقية التي لطالما كانت مطلب جمعيات حماية المستهلك واتحادية الخبازين وبعض المؤسسات المختصة في تصنيع هذه الأوراق، لتعمم على جميع الخبازين على المستوى الوطني، حيث سيكون تمويل سعر الأكياس من طرف المؤسسات الكبرى، هذا ما رصدته «الشعب» على هامش معرض الإنتاج الجزائري 28. في هذا الصدد، كشف يوسف قلفاط، رئيس الإتحادية الوطنية للخبازين في تصريح ل «الشعب»، عن بداية تعميم استخدام الأكياس الورقية على مستوى محلات كل الخبازين جانفي 2020 ، بسبب ما ينجر عن الأكياس البلاستيكية من كوارث بيئية، مشيرا إلى أنها مبادرة للاتحادية الوطنية للخبازين وأنه بعد عدة لقاءات مع وزير التجارة ورؤساء مؤسسات مختصة في صناعة الورق مثل مؤسسة تونيك، جيباك، سونيك، تم الإتفاق على توفير أكياس ورقية لتواجه ظاهرة الأكياس البلاستيكية وبالتالي القضاء عليها نهائيا، نظرا لمخاطرها على صحة المستهلك. أضاف قلفاط أن الوزير استدعى شخصيا منتجي الأكياس الورقية لصناعة الكمية اللازمة للخبازين، لتغطية الطلب في هذا المجال على المستوى الوطني، حيث خصصت ثلاث شركات، كما يستفيد الخباز مجانا من هذه الأكياس الورقية ويكون التمويل من طرف شركاء الاتحادية الوطنية للخبازين، بالمقابل توضع العلامة التجارية للشركة المدعمة على الكيس كإشهار لها. أوضح بهذا الخصوص أن هذه العملية يكون بشأنها اجتماع مع كل الأطراف المعنية والإتحادية الوطنية للخبازين، بعد نهاية معرض الانتاج الوطني، مثلما إلتزم به وزير التجارة، ويتم تحضير برنامج للإنطلاق في العملية في أقرب وقت ممكن وفي بداية 2020 لن نجد كيسا بلاستيكيا عند أي خباز حفاظا على البيئة وصحة المستهلك، مضيفا أن الإتحادية شرعت من قبل في العملية لفائدة المصلحة العامة، وهي بصدد مواصلتها مع الحكومة الجديدة . بحسب المتحدث، فإن الأكياس البلاستيكية هي المسبب الأول لمرض السرطان خاصة عند الاطفال الأكثر تعرضا، لهذا سعت الإتحادية للقضاء على هذا النوع من الأكياس ومع صدور مرسوم تنفيذي يمنع منعا باتا استعمال الأكياس البلاستيكية في المخبزة، وكل من يخالف هذا القرار يغلق محله حفاظا على صحة المستهلك. 21 مليون خبزة يوميا في هذا السياق، أشار إلى أن الجزائريين يستهلكون أكثر من 21 مليون خبزة يوميا، وهناك كمية من الخبز ترمى بسبب الكيس البلاستيكي، لأن المواطن يخبئ الخبز في كيس بلاستيكي خاصة إذا كان الخبز ساخنا، ويتركه الى غاية المساء، حيث يتحول في شكل علك لا يمكن تناوله وبالتالي يرميه، قائلا: «هناك نقص ثقافة استهلاك الخبز عند المواطن الجزائري، وسبب آخر هو تدعيم مادة الفرينة من طرف الدولة ما جعل ثمن الخبز ب 10 دج وهو سعر زهيد لمادة غذائية في حياة الإنسان». دعم الشركات الكبرى لتكاليف الأكياس الورقية من جهته، أوضح رئيس الجمعية الوطنية لإتحاد التجار والحرفيين بولنوار أن الأكياس الورقية، ستبدأ بالخبازين كمرحلة أولى لتمس كل نشاط تجاري في المرحلة الثانية قائلا: «تناقشت مع وزيري التجارة والبيئة واتفقنا على هذه النقطة مع وزارة البيئة التي كانت تريد الشروع في العملية، بداية 2020 لكن وجدنا استحالة ذلك، وفضلنا أن تنطلق مع الخبازين أولا». أضاف أنه لم يتم تحديد التاريخ بالضبط، نظرا لعدم توفر الأكياس الورقية بالكمية المطلوبة، وارتفاع سعرها، حيث اقترح على وزارة التجارة أن يكون دعم الخبازين بجعل مجموعة من الشركات الكبرى للخواص تدفع تكاليف الأكياس الورقية، وتضع علامتها مثلما هومعمول به في الدول المتقدمة، وبذلك تحصل على اشهار بأقل التكاليف والمطبعة تضمن دفع مستحقاتها وبالتالي يصل الكيس للخباز مجانا، مشيرا إلى أن مطاحن الحبوب يمكنها تمويل الأكياس الورقية مع وضع علامتها التجارية، والشركات التي تصنع الأفران يمكنها المساهمة أيضا في التمويل. ويرى أن هناك طريقة اخرى وهي ان يستخدم المواطن القفة القديمة المصنوعة من الحلفاء، فهي غير مكلفة وتحافظ على صحة المستهلك، وبالتالي تشجيع الحرفيين، قائلا إن مثل هذه العملية يجب أن تسير معها جمعية حماية المستهلك الخبازين والمطاحن، والمستهلك بدوره ينبغي أن يكون واعيا بخطورة إستخدام الأكياس البلاستيكية على صحته، داعيا لضرورة التقليل من إستهلاك الخبز الذي أغلبيته يبذر. مليون كيس ورقي شهريا ومشروع شراكة قريبا من جهته، أبدى رئيس مؤسسة «طونيك» لصناعة الورق ادريس يلاوي استعداده للسير في هذا المشروع الذي يعود بالفائدة على صحة المستهلك، فمؤسسة طونيك للصناعة معروفة بإنتاجها للورق ولا يوجد أي مشكل لديها فمنتوجها متواجد على مستوى السوق الوطنية، حيث يمكنها صناعة مليون كيس ورقي شهريا، كونها تتوفر على آلات إنتاج تسمح بصناعة 10 ملايين من الأكياس. يرى المسؤول الاول عن الشركة أنه ينبغي توعية المستهلك خاصة الخبازين مع تدعيمهم، وبحسبه فإنه يمكن لوزارة الصناعة أوالتجارة إيجاد حل بفرض رسوم ضريبية لتمويل الأكياس الورقية، قائلا: «المشكل فقط في تحديد اسم المموّل للأشخاص الذين يريدون شراء هذه الأكياس، ثمنها معقول، نحن مستعدون لتخفيض سعر الكيس لأقصى حد». مشيرا إلى أن وزير التجارة وعدهم بتنظيم ورشة مع اتحادية الخبازين والمستهلكين للنظر في كيفية تمويل هذه الأكياس الورقية. في سياق حديثه، نبه يلاوي إلى نقطة مهمة وهي أن 200 ألف طن من نفايات الكارتون مرمية في القمامات، وأنه يجب أن يكون هناك مخطط جديد لجمع هذا النوع من النفايات، وعلى وزارة البيئة تدعيم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للقيام بهذه العملية بحكم أنها تملك ميزانية معتبرة خاصة وأن رئيس الجمهورية المنتخب ألح على ضرورة تشجيع هذه المؤسسات، مشيرا إلى أنه تحدث مع الوزيرة بشأن هذه المسألة، متأسفا لعدم إستفادة هذه المؤسسات من الدعم، قائلا:» شركتنا يمكنها جمع 120 ألف طن من نفايات الكارتون أي بنسبة 10 في المائة، والبقية على المؤسسات الأخرى التكفل بجمعها». في رد يلاوي على سؤال حول سبب تأخر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الميدان، أوضح أن مرّد ذلك هو غياب تخطيط جيد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدا أن مستقبل الجزائر في هذا النوع من المؤسسات مثلما هومعمول به في الدول المتقدمة، مشيرا إلى انه في البلدان المتقدمة يوجد ما بين 35 و45 مؤسسة صغيرة ومتوسطة لكل ألف ساكن على عكس الجزائر التي تتوفر على 22 مؤسسة لكل ألف ساكن، كما ان 95 بالمائة من هذه المؤسسات هي مؤسسات جد صغيرة، أما المؤسسة الصغيرة التي تشغل ما بين 100 و200 عامل لا يوجد الكثير منها. أعرب عن أمله الكبير مع الرئيس الجديد، أن يكون مخطط جديد لتطوير هذا النوع من المؤسسات، مقترحا مركزا لتسهيل إنشاء المشاريع وحاضنات لفائدة الشباب المتخرج من الجامعة والذي يرغب في خلق مشروع مؤسسة جديدة، قائلا: «عندما يتخرج الطالب من الجامعة من المفروض ادخاله في الحاضنات لخلق مؤسسة، يكون فيها دعم من طرف الدولة لتطوير المؤسسات الناشئة لتصبح مؤسسة صغيرة ومتوسطة ». أشار إلى أن مراكز تسهيلات إنشاء مشاريع المؤسسات الصغيرة المتواجدة عبر الوطن، لا تعمل رغم عددها الكبير. بالنسبة لمشاريع مجمع طونيك، فقد حققت نتائج ايجابية ومنتوجها يغطي 30 بالمائة من احتياجات السوق نظرا لجودته، بحسب ما صرح به مديرها، حيث أن ورق التغليف هوالأكثر طلبا لأن هناك مؤسستان فقط عبر الوطن تنتج هذا الورق الكرتوني، إضافة إلى الورق الصحي، خاصة وأن الشركة لديها مطبعة مهمة في افريقيا لها طاقة كبيرة، مع حظيرة لوجيستكية تتوفر على أكثر من 200 شاحنة التي تسمح بتغطية كل احتياجات السوق، و2300 عامل مع 11 مؤسسة تابعة للمجمع. عن التصدير قال، إن هناك صعوبة بسبب عدم توفر الكمية الكافية التي تسمح لهم بالتصدير، في حين تم تصدير بعض المنتوجات الى تونس وخلق ذلك أزمة على مستوى السوق الجزائرية، مضيفا أنه لذا لابد من تطوير الإنتاج مع الزبائن الوطنيين كي تتمكن الشركة من التصدير في نفس الوقت. لكن استطرد قائلا: إن الأولوية تكون للتصدير للحصول على العملة الصعبة . عن المشاريع المستقبلية للمجمع، فهناك مشروع شراكة مع مؤسسة أجنبية في ميدان صناعة الورق وفي أقرب وقت سيوقع عقد لإنشاء مؤسسة معهم، ومشروع آخر لصناعة علب الحليب التي تستورد حاليا، حيث سطر المجمع برنامجا للتكفل بإنتاج مليون علبة يوميا لتقليص الاستيراد ودعم المنتوج الوطني، وبحسب يلاوي فإن الجزائر تستورد أكثر من 400 ألف ورق في اليوم، ومليون ورق مرمي في القمامات يتطلب فقط التنظيم لإسترجاعه قصد تقليص الإستيراد. يرى محدثنا أن أكبر العراقيل التي تواجههم، هو أن العامل اعتاد على دفع أجره دون تقديم عمل نتيجة السياسة الممارسة من قبل، واستطرد قائلا: إنه حاليا مع الرئيس الجديد هناك مخطط عمل كي يشتغل كل عامل وتصبح فيه إنتاجية بالمستوى المقبول. نقص اليد العاملة المؤهلة أكبر مشكل تعتبر مؤسسة «سارل للتغليف» الواقعة بأولاد الشبل من بين الشركات التي شرعت في صناعة الكيس الورقي الخاص بمادة الخبز والورق الغذائي الذي توضع فيه مادة الفرينة وغيرها سنة 1990، لكن المشروع لم ينجح كثيرا وقرابة عامين أصبح هناك طلب على الأكياس الورقية، من بعض الزبائن بالعاصمة بدرارية، العاشور، بئر خادم، بني مراد والبليدة ومخبزتين بوهران، وبعنابة حاليا تنتج الشركة 500 كيس ورقي شهريا على حسب الطلب، يمكن مضاعفة العدد الى 2 مليون كيس شهريا، بحكم أن الورق المستورد باهظ الثمن، بحسب ما أوضحه مدير الانتاج مصطفى أوهرار ل «الشعب». وأضاف أنه منذ سنة 1992 وهو يشير الى موضوع دعم الكيس الورقي كي يصل الى الخباز بسعر معقول، وللتقليل أيضا من الكوارث البيئية للكيس البلاستيكي وخطره على صحة المستهلك لأنه يأخذ 40 مليون سنة كي يذوب ويتحلل في الطبيعة عكس الكيس الورقي، حيث قام باتصالات لكن لم يصل الى الهدف المنشود ، قائلا:« لابد من ممولين والتحسيس ضرورة وسط المواطن، خاصة وأن المستهلك الجزائري يقتني مادة الخبز أحيانا مرتين يوميا»، أملا في أن يشارك في الورشة التي ستنظم مع الخبازين حول استخدام الكيس الورقي. من أهم المشاكل في الميدان قال أهرار هو استيراد الورق الذي يكلف كثيرا والعراقيل البنكية، وكذا الآلات المتوقفة بسبب نقص اليد العاملة المؤهلة لتسيير الآلات التي تم إقتناؤها منذ سنوات، وبالمقابل لا يوجد من يعوض العامل الذي يحال على التقاعد أوينتقل للعمل في مؤسسة أخرى، مشيرا لغياب مدارس لتكوين اليد العاملة في صناعة الورق ، حيث أنه طرح المشكل على الوزارة الوصية، علما أن مؤسسته أنشئت سنة 1985 . في هذا الشأن، قال محدثنا إنه قام بتكوين حوالي 50 شخصا في تسيير الآلات، لكن أغلبيتهم ذهبوا للعمل في مؤسسات أخرى، وبالتالي بقيت بعض الآلات متوقفة لعدم وجود خليفة في اليد العاملة المؤهلة، آملا أن تحقق الحكومة الجديدة التغيير وبحسبه فإن هذه السنة هناك إرادة لتطوير الإقتصاد الوطني وتشجيع المؤسسات الناشطة في كل القطاعات.