تم، أمس، الإعلان رسميا عن دمج المراكز الثقافية الفرنسية الخمس بالجزائر ومصالح التعاون الجامعية والتربوية واللغوية والثقافية التابعة لسفارة فرنسا المتواجدة بكل من العاصمة قسنطينة، عنابة، وهران وتلمسان فيما أصبح يعرف ب »المعهد الفرنسي للجزائر« بالإضافة إلى المركز الثقافي بتيزي وزو الذي سينجز قريبا. وحسب »إكزافيي دريانكور« سفير فرنسا بالجزائر جاء هذا الإدماج في إطار الإصلاح الشامل للشبكة الثقافية الفرنسية والتعاون في الوزارة الفرنسية للشؤون الخارجية والأوروبية هدفها الرئيسي تحقيق استجابة مناسبة لتحديات القرن ال 21. وتهدف السفارة الفرنسية بالجزائر من وراء هذا الدمج إلى خلق جهاز ثقافي بالجزائر يتميز بأكثر شفافية وتواجدية، مشيرا إلى أن الإصلاح يترجم بمنح المزيد من التآزر بين الفروع للتعاون وبعث مصالح السفارة الفرنسية الخمس من خلال توحيدها، وتفعيل تأثير الدبلوماسية الثقافية كون أن الحكومة الفرنسية تولي أهمية كبيرة لتعليم اللغة باعتبارها السبيل الوحيد للنقاش والحوار. وكشف السفير »إكزافيي دريانكور« في ندوة صحفية بالمركز الثقافي الفرنسي عن رصد سفارته لغلاف مالي لتمويل نشاطات »المعهد الفرنسي للجزائر« قدر ب 14 مليون أورو تحت إدارة واحدة وتسيير واحد خصص 44٪ منه لتشجيع التعاون الأكاديمي والبحث العلمي بين الجامعات الجزائرية والفرنسية، في حين خصص 17٪ للنشاطات الثقافية. وحول حصيلة السنة الماضية، أوضح إكزافيي أن 1618 طالب دارس بالمراكز الثقافية الخمس استفاد من منحة لمواصلة الدراسة بالجامعات الفرنسية، بالإضافة إلى منح 4831 تأشيرة للطلبة الراغبين في مواصلة دراستهم في فرنسا علما أن السفارة منحت بصفة إجمالية 140 ألف تأشيرة، وتسجيل 270 باحث جزائري بفرنسا خلال نفس السنة. يضاف إلى ذلك إحصاء 11 ألف طالب مسجل بالمراكز الثقافية الفرنسية الخمس، وتم تنظيم 510 تظاهرة ثقافية، ناهيك عن القيام ب 6 مشاريع في إطار جبهة التضامن ذات الأولوية. وعن العدد الإجمالي للطلبة الجزائريين في الجامعات الفرنسية قال إكزافيي انه حاليا يزاول 20 ألف طالب الدراسة و5 آلاف طالب يطلبون تأشيرة كل عام. وبخصوص إقصاء الجنوب من مثل هذه المراكز تأسف السفير الفرنسي بالجزائر عن عدم إنشاء قطب بإحدى ولايات الجنوب واهتمامهم بالمدن الكبرى في الساحل الجزائري مرجعا ذلك للبعد والارتباط التاريخي بها وللكثافة السكانية، مشيرا إلى انه هناك مسعى حثيث لتوسيع النشاطات الثقافية للسفارة الفرنسية مستقبلا سيما وانه تم تسجيل تطور في كل من ورقلة وبشار وأدرار وتمنراست. وثمن في هذا السياق المتحدث جهود الدولة الجزائرية في تعميم وتشجيع التعليم سيما اللغات مستدلا بذلك بحرص وزارة التربية على تعزيز القطاع بالجنوب بألف أستاذ ومعلم في اللغة الفرنسية. وفيما تعلق بانجاز مدارس للدكتوراه أوضح مدير المعهد الفرنسي للجزائر »جويل لاسكو« أنها محل اهتمام ونقاش مع وزارة التعليم العالي وتحتل الأولوية لأنها تصب في قلب اهتمام الدبلوماسية الثقافية الفرنسية والتعاون الأكاديمي.