أكد رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، أن المحادثات الليبية الجارية هذه الأيام في جنيف تشهد تقدما في عدة مجالات. وقال سلامة، في مؤتمر صحفي عقده، أمس الأول، في مدينة جنيف السويسرية، «إن وفدا لجنة 5+5 العسكرية يشعران بأهمية تحويل الهدنة في ليبيا إلى وقف دائم لإطلاق النار»، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب «التزامات من قبل الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق». وبيّن سلامة، أن الاجتماعات بين طرفي اللجنة العسكرية 5+5 لم تكن مباشرة، مؤكدا أن بعثة الأممالمتحدة «لم تضغط باتجاه تحقيق ذلك». وأوضح المبعوث الأممي أن المسار العسكري هو أحد المسارات التي تحاول بعثة الأممالمتحدة تنظيمها تنفيذا لمخرجات مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، مشيرا إلى أن هناك محاولة للتوصل إلى تفاهمات بشأن السلاح الثقيل ومصير المجموعات المسلحة وعودة النازحين في ليبيا. وذكر أن طرفي اللجنة العسكرية (5+5) سيعودون إلى ليبيا «لبحث نتائج جلسات جنيف مع قياداتهم»، مضيفا أنهم «يأملون في مشاركة الشخصيات المدعوة من جانبي مجلس النواب ومجلس الدولة الاستشاري، في المسار السياسي في 26 فبراير في جنيف». وأكد سلامة أن الحوار المنعقد في جنيف (ليبي-ليبي) ومن دون حضور أو مشاركة أي طرف أجنبي، معلنا عن انعقاد اجتماع في القاهرة للمشاركين في المسار السياسي والمالي، مقررا يوم 9 فيفري. وأكد المسؤول الأممي أن هناك دولا حضرت مؤتمر برلين وخرقت تعهداتها بوقف تصدير الأسلحة إلى ليبيا، وذلك دون ذكر اسم أي منها. وكانت محادثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة بصيغة (5+5)، تحت رعاية الأممالمتحدة، قد انطلقت، الاثنين الماضي، بمشاركة خمسة من كبار الضباط يمثلون حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، وخمسة عينتهم القوات الموالية للمشير خليفة حفتر. وكانت الندوة الدولية حول ليبيا ببرلين، في جانفي الماضي، بمشاركة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، قد توصلت إلى الاتفاق على إنشاء لجنة متابعة تتكفل بتنفيذ القرارات المتوصل إليها بمرافقة أممية من أجل تأمين الهدنة ووقف إطلاق النار دائم في ليبيا نحو إرسال ملاحظين يعتزم الاتحاد الافريقي اقتراح إرسال بعثة ملاحظين مشتركة مع منظمة الأممالمتحدة، من أجل مراقبة احترام وقف اطلاق النار في ليبيا، في الوقت الذي أكد الطرفان المتنازعان في هذا البلد على استعدادهما للتفاوض حول هدنة دائمة، حسبما علمت واج، أمس، من مصدر مقرب من الملف الليبي. وأوضح ذات المصدر لوأج، عشية القمة الافريقية الهامة حول ليبيا، أنه «فور التوقيع على وقف القتال والأعمال العدائية في ليبيا، سيقترح الاتحاد الافريقي إرسال بعثة ملاحظين مشتركة مع منظمة الأممالمتحدة، من أجل السهر على احترام وقف إطلاق النار ميدانيا». كما أن المنظمة القارية التي تريد أن تنظر في الملف الليبي مرة أخرى، تسعى منذ أسابيع إلى الاضطلاع بدور طلائعي لاحتواء الأزمة في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ سنة 2011. ويأتي اقتراح المنظمة الافريقية، غداة مباحثات جنيف بين طرفي الصراع في ليبيا، واللذين قبلا بتحويل «الهدنة» إلى «وقف إطلاق نار دائم»، لكن لم يتم تحديد الشروط بعد. وسيعقد مجلس السلم والأمن الافريقي قمة، اليوم، بهدف «تأمين مسعى افريقي مكيف يساعد على تثبيت وقف إطلاق النار واحترام الحصار المفروض على الأسلحة ووقف التدخلات في ليبيا»، حسبما صرح به لوأج مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي اسماعيل شرقي. وتضم قمة اليوم، 15 رئيس دولة عضو في مفوضية السلم والأمن والوزير الأول الليبي فايز السراج والأمين العام الأممي ورئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا والرئيس الكونغولي ساسو نغيسو. كما تمت دعوة ثلاثة رؤساء دول إلى هذه القمة، من أجل مناقشة أزمة الساحل المتداخلة مع الأزمة الليبية وهم البوركينابي روش مارك كريستيان كابوري رئيس مجموعة ال5 للساحل ومسار نواكشوط، الجنوب افريقي سيريل رامافوزا والنيجيري ايسوفو محمادو رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. وستتناول القمة عرضا حول تقرير اجتماع اللجنة رفيعة المستوى ببرازافيل ودراسة نتائج ندوة برلين وكذا مكتسبات اجتماع بلدان جوار ليبيا الذي جرى في 23 جانفي بالجزائر. واستطرد يقول إن «هذه العناصر ستسمح لنا بتحديد الاجراءات العملية من أجل جعل اللجنة رفيعة المستوى أكثر استباقية وتحديد مساهمة افريقيا في الوقف النهائي للأعمال العدائية». وأضاف السيد شرقي أنه «من الضروري أن يكون مسعانا لتحقيق المصالحة شاملا، وأن يتعدى طرفي النزاع في الميدان ونشمل كل المتدخلين والأطراف الليبية التي يمكنها مساعدتنا على رسم حلول دائمة لهذا النزاع». أما ندوة برلين فإنها قد أكدت على المهمة الموكلة للمنظمة الافريقية، بتنظيم ندوة مصالحة وطنية في ليبيا. كما اقترحت الجزائر، من جهتها، احتضان هذه الندوة بهدف إيجاد حل للأزمة الليبية.