يتخوّف فلاحو ولاية سيدي بلعباس من ظاهرة الجفاف الذي باتت تهدد الموسم الفلاحي بالمنطقة، جراء شحّ الأمطار وانعدام التساقطات منذ قرابة الشهر، وهي الوضعية التي دفعت المختصين إلى توعية الفلاحين، خاصة الناشطين في شعبة الحبوب ودعوتهم لإستعمال الري التكميلي في حالة تواصل حالة الجفاف. سجلت مديرية الفلاحة إرتفاعا ملحوظا في المساحة المسقية عبر كامل تراب الولاية، حيث بلغت إجماليا 11450 هكتار، مقارنة بحوالي 10382 هكتار، خلال 2018. وتعتبر زراعة الحبوب في ولاية سيدي بلعباس من الزراعات التي تعتمد على تساقطات الأمطار التي تتوزع أغلبها على شهري ديسمبر وجانفي، مما يؤثر سلبا على إنتاج الحبوب خاصة وأن السقي التكميلي يبقى جد ضعيف بحيث يقدر ب 2,5 من المساحة المزروعة أي ما يعادل 4666 هكتار، على الرغم من أهميته في إستكمال الدورة الإنتاجية وتفادي ضياع المحصول، حيث يعد الحل الأمثل لضمان نجاح المحصول في حالة نقص التساقطات، وتسعى المديرية إلى توسيع وتعميم إستعمال السقي التكميلي في أوساط منتجي الحبوب، خاصة ماتعلق بأنظمة الري الحديثة على غرار إستعمال نظام التقطير الذي توسعت مساحته إلى 3305 هكتار، ونظام الرش المحوري على مساحة 7413 هكتار، فيما تراجع إستعمال السقي التقليدي بالجاذبية إلى 914 هكتار وهوالنظام الذي يستهلك كمية كبيرة من المياه مقابل مساحات مزروعة محدودة. عن نوعية المحاصيل المسقية فقد بلغت المساحة المسقية للمحاصيل الكبرى 4666 هكتار، تلتها الخضروات بمساحة مسقية قدرت ب 4192 هكتار، ثم الأشجار المثمرة ب 2481 هكتار والمحاصيل الصناعية ب 20 هكتارا. ولإنجاح الري التكميلي بادرت المديرية إلى تشجيع هذا النوع من الإستثمارات حيث خصّصت مبلغ 117 مليون دج لعديد الإستثمارات في إطار الصندوق الوطني للتنمية الزراعية، أهمها حفر 20 بئرا، بناء 12 حوضا مائيا، منح 103 وحدة من تجهيزات السقي، 4003 وحدة خاصة برشاشات السقي وحوالي 13 هكتارا من معدات السقي بالتقطير. من جهتها، تشجع مديرية الموارد السقي التكميلي الذي لا يكون على حساب المياه الصالحة للشرب، أين تقوم بتوعية الفلاحين بأهمية إستعمال التقنيات الحديثة المستعملة في هذا المجال على غرار الري بالتقطير الذي يعطي نتائج جد فعالة مقابل إقتصاد للماء بنسب كبيرة. هذا وتهدف حملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي الجاري 2019 -2020 إلى تحقيق أزيد من 92 ألف قنطار من مادة الشعير، 56 ألف قنطار من القمح الصلب، 38 ألف قنطار من القمح اللّين و3180 قنطار من الخرطال. للإشارة، فقد بلغ إنتاج الحبوب بمختلف أنواعها، خلال الموسم الفارط 1.4 مليون قنطار على مساحة إجمالية تقدر ب 186560 هكتار، فيما بلغ إنتاج الأعلاف 381 ألف قنطار بمساحة تصل إلى 10 آلاف هكتار.