حذر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد، من خطر تكرار سيناريو أوروبا في الجزائر في حال عدم احترام المواطنين تدابير الطوارئ التي اعتمدتها السلطات بخصوص فيروس كورونا. أكد عبد الرحمن بن بوزيد الاستعداد التام لمواجهة الأخطار المحتملة التي يشكلها فيروس كورونا الذي جلبه مغتربون أو رعايا يعملون بالبلاد، وقال إنه من المرجح أن يتكرر الوضع الصحي الرهيب الذي تواجهه أوروبا حاليا في الجزائر، والذي أدى إلى وفاة أكثر من 2000 شخص مصاب بالوباء خلال 24 ساعة الماضية. قال الوزير خلال نزوله أمس ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة إنه تم تعبئة مجموعة من الوسائل والأجهزة «ولدينا خطط على جميع المستويات» لمحاولة التعامل مع هذا الوباء، مشيرا إلى أنه بالرغم من قلة الموارد «نسبيا» مقارنة بالدول الأوروبية، إلا أن السلوك المسؤول للجزائريين بإمكانه المساهمة بصفة كبيرة وفعالة في الحد من انتشار الفيروس. إنتقد الوزير خطاب التهويل وأضاف أن الحكومة تحاول أن تبث «خطابا مهدئا» لكي لا تخيف المواطنين بشكل مفرط، من أجل تجنب الذعر، الذي يبدو أنه بدأ يتوغل إلى قلوب الجزائريين، بعدما كانوا يستهترون غير مبالين بخطورة الوضع، وقال إنه من غير المستبعد وضع ولاية بكاملها تحت الحجر (في إشارة إلى البليدة) إذا ما ساءت الأمور أكثر، لكنه يطمئن في ذات الوقت أن الضحايا لن يكونوا بالمئات والآلاف. ومن بين القرارات الأولى للحد من انتشار هذا الوباء، إجراءات الحظر المفروض على تجمعات الناس بسبب الأنشطة الثقافية والرياضية على وجه الخصوص، ولا سيما الحجر الضروري للمسنين، وكذلك الأطفال في المنزل. وأضاف في هذا الإطار أن العيادات الخاصة اتصلت به، وأكدت استعدادها لوضع هياكلها الصحية في الخدمة، مشيرا إلى أن الكارثة الصحية إذا حلت بالبلاد فالجميع معني بتقديم كل ما في إمكانه لتطويق الوباء، «لا فرق بين القطاع العمومي والخاص». وذكر بن بوزيد بقرار وقف خدمات نقل الركاب بين الجزائر والقارة الأوروبية، مشيرا إلى أن جميع حالات الإصابة في البلاد قد تم نقلها من قبل المرضى القادمين على وجه الخصوص من فرنسا وإسبانيا. ولفت في سياق متصل إلى أن مصالح وزارة الصحة تتابع عن كثب ما يحدث في البلدان الأوروبية التي تواجه هذه الكارثة الصحية، تماما كما تُبقي نفسها على علم باستمرار، بالأشخاص الجدد المصابين من خلال معهد باستور «الذي يخبرنا بانتظام عن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس من أجل تمكيننا من تفعيل وسائل المواجهة «.