95٪ من المصابين يتغلبون على المرض دون الحاجة إلى دواء حذر عضو في اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا المستجد ورئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور بقاط بركاني، من الاستعمال العشوائي للكلوروكين، الدواء الذي سيخصص لعلاج المصابين بداء كورونا في الجزائر، مؤكدا أن انعكاساته قد تكون أخطر من الفيروس نفسه في حال استعماله بصفة عشوائية وهذا لا يعني أن مشكل فيروس كورونا قد وجد له حل نهائيا. في تصريح خص به «الشعب»، أوضح عضو لجنة متابعة ورصد وباء كورونا، أن هذا العلاج يتضمن بروتوكولا يخضع الى مقاييس علمية دقيقة ولا يمكن لأحد أن يفسره إلا الاطباء الذين يشرفون علاج المرضى وفق كل حالة، قائلا إنه تم الشروع في استعماله منذ بضعة أيام لعلاج المصابين بالفيروس بمستشفى القطار. وأشار الدكتور بقاط إلى أن الدواء ليس بجديد وانما استعمل من قبل في الجزائر لعلاج داء الملاريا وكذا علاج التهابات المفاصل، ونظرا لآثاره الجانبية، فمن المرتقب أن لا يعمم على جميع المصابين بفيروس كورونا، وانما سيضطر الاطباء الى استخدامه لعلاج الحالات المستعصية التي وصلت الى مرحلة خطيرة من المرض، مضيفا أن الجزائر قادرة على إنتاج هذا الدواء محليا بكميات كافية. في ذات السياق، أكد أن 95٪ من المصابين بالداء يستطيع جهازهم المناعي مقاومة الفيروس بسهولة دون الحاجة الى أدوية، وبالتالي فإنه من المستحسن إبقاء المصابين تحت الرقابة الطبية عوض استعمال الدواء الذي كان في وقت سابق يعالج به داء الملاريا، فهو بمثابة المغامرة نظرا لعدم التوصل الى نتائج ملموسة مؤكدة 100٪، رغم نجاح بعض التجارب الاوروبية. فيما يخص أهمية الحجر الصحي لمكافحة انتشار الوباء، دعا بقاط المواطنين الى التحلي باليقظة والالتزام بالإجراءات الوقائية التي تعد السلاح الوحيد للحد من الاصابة بالفيروس وتفشي الداء أكثر في الجزائر وعدم احترامها سينتج عنه كارثة حقيقية، مشيرا الى أهمية الاستفادة من التجربة الصينية التي تمكنت من التغلب على الوباء بفضل تطبيق الجميع التعليمات الاحترازية. واستبعد أن تسوء الاوضاع في الجزائر أكثر فيما يخص تفشي الوباء، نظرا للمجهودات المبذولة يوميا، موضحا أن نقص الامكانات في المستشفيات الجزائرية لا يعني أن الجزائر ستفقد السيطرة على الوباء ولن تتمكن من التحكم فيه، بل هي قادرة على تدارك النقائص من خلال تنظيم القطاع ومساهمة الموارد البشرية المؤهلة، مشيرا الى أن الدولة إلتزمت بتوفير جميع المستلزمات ووسائل العلاج الضرورية بتخصيصها حوالي 100 مليون دولار لهذا الغرض. وأضاف عضو لجنة متابعة وباء كورونا، أن السلاح الوحيد لدى الجزائر لمنع تفشي وباء كورونا، رغم توفير وسائل ومعدات العلاج، يكمن في الالتزام بالإجراءات الوقائية والذهاب الى أبعد من ذلك باتخاذ إجراءات صارمة واستثنائية تصل الى إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال الشامل ليس في البليدة فقط وإنما بالعاصمة وولايات أخرى انتشر فيها الداء لأخذ الاحتياطات الاضافية وتفادي سيناريو إيطاليا التي فقدت السيطرة على الوباء.