منذ الوهلة الأولى لشعور الجزائريين بالخطر الداهم لوباء فيروس كورونا سارعوا كرجل واحد لمحاصرة تفشيه وابعاد أذاه الى أقصى حد وفق الوسائل المادية والبشرية المتاحة خاصة ماتعلق باعتماد الجانب الوقائي في هذا العمل التحسيسي الصحي. وضمن هذا المسعي الشامل لم يستثن المجتمع المدني بما فيه الحركة الجمعوية ولجان الأحياء نفسه من هذا الالتزام بالاندماج فورا في هذا النشاط المسؤول الحامل لقيم التضامن مع الغير في الظروف الاستثنائية والوقوف معه في المواقع الصعبة الناجمة عن أحداث لم تخطر على باله أبدا من شدة وقعها على الانسان. وهكذا لم تترك تلك الفعاليات ذات الخبرة الميدان فارغا بل منذ اللحظات الحاسمة التي حركت في كل الاتجاهات على المستوى المحلي بحثا عن الاطار الفعال الذي تشنط فيه وتكون الى جانب العائلات وهذا بمساعدتها قدر المستطاع على تجاوز هذه المحنة ماديا ونفسيا وهذا بالبقاء في تواصل معها قصد تلبية مطالبها في الحين وعدم تركها عرضة للتأثيرات من هنا وهناك. هذه المعركة المضادة لفيروس كوفيد 19، إقتحمها هؤلاء الشباب في وضح النهار عن طريق الاقتراب أكثر من الناس تارة عبر شاحنات بمكبرات الصوت تدعو الى احترام قواعد الوقاية والتمسك بها وعدم التخلي عنها كالحجر البيتي ، وترك مسافة تقدر بمتر واحد مابين الأشخاص عند اقتناء المواد الغذائية واسعة الاستهلاك او مادة الخبر او الخضر، كما وزعت مطويات ووثائق ذات الصلة ومنح البعض أقساطا من الدقيق والفرينة لمن لم يستطيعوا الحصولعلى ذلك..كما هناك خدمات أخرى هامة جدا تقدم حاليا منها تنظيف وتعقيم الأحياء في الجزائر العميقة انهم رجال واقفون ، هؤلاء موجودون حاليا في الميدان لم يبرحوه أبدا يبذلون قصارى جهدهم من أجل ان يقدموا مالديهم من عتاد وعدة للناس. يؤدون عملهم بكل تفان واخلاص لخدمة الاخر حفاظا على الجميع من هذا المرض الفتاك والى غاية أن يرفع عنا. وهكذا تتكاتف كل الجهود من أجل هدف واحد والصور التي نقف عليها عبر شوارعنا نهارا او ليلا تترجم هذه الارادة الرافضة للاستسلام في وقت الشدة وهذه خصلة جزائرية محضة راسخة في الضمير الجمعي كانت تسمى ب« التويزة» وتحولت الى التضامن.