لايزال فيروس كورونا يحصد الأرواح في أرجاء العالم، وإلى غاية أمس، توفي أكثر من 64 ألف شخص في مختلف الدول منذ ظهور الوباء أول مرة ديسمبر الماضي. بالتزامن مع ذلك، صدر تحذير أممي يخص دول العالم الأقل تقدما، خصوصا مناطق النزاعات أو تلك التي تضم عددا كبيرا من اللاجئين، حيث اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن «الآتي أسوأ». ويستعد الأميركيون لمرحلة صعبة من انتشار وباء كورونا، بعدما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في بلادهم 300 ألف حالة. كما تزداد المخاوف في الصين، بسبب العجز عن وقف الإصابات الجديدة، بينما تظهر بارقة أمل في إيطاليا صاحبة أكبر سجل للوفيات. وتجاوز مجموع الإصابات المؤكدة بمرض كوفيد-19 في أنحاء العالم مليونا و203 آلاف حالة، توفي منها أكثر من 64,700 ألف، بينما تعافى أكثر من 247 ألف مصاب، وذلك وفقا لأحدث إحصاءات قدمتها، امس، جامعة جونز هوبكنز الأميركية التي تراقب انتشار الوباء. والدول التي سجلت أكبر أعداد من الوفيات الجديدة خلال 24 ساعة الماضية هي الولاياتالمتحدة (1399 وفاة)، فرنسا (1053 وفاة، مع احتساب الوفيات في دور رعاية المسنين)، إسبانيا (809 وفيات) وبريطانيا (708 وفيات، شملت طفلا في الخامسة يعتقد أنه أصغر متوف بالفيروس في البلاد). وتأتي الولاياتالمتحدة في المرتبة الأولى من حيث الإصابات، حيث سجلت فيها أكثر من 312 ألف إصابة، في حين تجاوزت الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى صباح أمس 8300 حالة. ترامب: مقبلون على شيء مروّع وتوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن يرتفع عدد الوفيات في بلاده بشكل كبير، مجدّدا تأكيده أن الأسبوعين المقبلين سيكونان الأصعب. وقال ترامب في البيت الأبيض، «إننا مقبلون على وقت سيكون مروعا جدا، ربما لم نر قط مثل هذه الأعداد، إلا خلال الحربين العالميتين الأولى أو الثانية أو ما شابه ذلك». وشدد ترامب على حاجة بلاده إلى الأقنعة، مهددا بما سماه «الانتقام» في حال لم تأخذ بلاده ما تريده من الأقنعة، وقرر منع تصدير أجهزة التنفس المصنعة محليا إلى كندا وأميركا اللاتينية. وقال الرئيس الأميركي، إن الحكومة سترسل آلاف العسكريين إلى الولايات لمساعدتها في مكافحة الوباء، موضحا أنه يجري إرسال ألف عسكري إلى مدينة نيويورك، من بينهم أطباء عسكريون وممرضون. حالات جديدة في الصين من جانبها، أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين، أمس، تسجيل 30 إصابة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي، أمس الأول السبت، بارتفاع 19 حالة عن اليوم السابق. وتزايدت حالات الإصابة الوافدة من خارج البلاد، بالإضافة إلى تسجيل حالات جديدة من العدوى المحلية. وعلى الرغم من تراجع وتيرة الإصابات اليومية في الصين بفارق كبير عن ذروة الوباء في فيفري الماضي، فإن بكين تحاول التصدي للإصابات الجديدة كليا. وأكثر ما يقلق الصين في الأسابيع الأخيرة هو الحالات الواردة من الخارج والمصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض لكنهم ينقلون الفيروس إلى غيرهم. بارقة أمل أوروبية وتتصدر إيطاليا القائمة العالمية للوفيات بفيروس كورونا، إذ سجلت أكثر من 15 ألف وفاة، لكن بارقة أمل ظهرت، مساء السبت الماضي، حيث تراجع عدد المنقولين إلى وحدات العناية المركزة بالمستشفيات للمرة الأولى منذ انتشار الوباء قبل أكثر من شهر. وقال مدير الحماية المدنية الإيطالية أنجيلو بوريلو، «إنه نبأ مهم لأنه يخفف العبء عن المستشفيات»، مضيفا «إنها المرة الأولى التي ينخفض فيها العدد منذ أن بدأنا إدارة هذا الوضع الطارئ». وفي إسبانيا، سجلت وفاة 809 أشخاص في آخر حصيلة، وهو انخفاض لليوم الثالث على التوالي، وقد أعلنت مدريد تمديد إجراءات الحجر العام لأسبوعين حتى 25 أفريل الجاري. ويشكل هذا التراجع النسبي جدا في عدد الوفيات والإصابات بارقة أمل في تباطؤ انتشار الفيروس بعد إجراءات حجر مشددة فرضتها الدول الأكثر تضررا لأسابيع. القادم أسوأ وصدر تحذير يخصّ دول العالم الأقل تقدّمًا، خصوصًا مناطق النزاعات أو تلك التي تضمّ عددًا كبيرًا من اللاجئين. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنّ «الآتي أسوأ» بالنسبة إلى بلدان مثل سوريا وليبيا واليمن، حيث «تتّجه عاصفة كوفيد-19 الآن إلى مسارح النزاعات تلك». كما دعت منظمة الصحة العالمية الدول الإفريقية، إلى الاستعداد للعاصفة، والإسراع في اقتناء المستلزمات الطبية. وتأذى الاقتصاد العالمي بسبب الوباء وتبعاته، حيث تقدم الملايين بطلبات إعانة البطالة في الولاياتالمتحدة. وقالت وكالة التصنيف المالي «فيتش»، نتوقعت تقلص اقتصادات الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو في الربع الجاري من العام بنسبة 30٪. وتوقعت الأممالمتحدة «ركودا عميقا» في أمريكا الجنوبية مع تقلص الناتج الإجمالي المحلي بنسبة ما بين 1,8 إلى 4٪. عفو عن المساجين في المغرب قالت مصادر رسمية، أمس، إن العاهل المغربي الملك محمد السادس أصدر عفوا عن 5654 معتقل، خوفا من تفشي فيروس كورونا المستجد في السجون. وقالت وزارة العدل في بيان، إنه تم تحديد المستفيدين من هذا العفو بناء على «معايير إنسانية وموضوعية مضبوطة، تأخذ بعين الاعتبار السن، هشاشة الوضعية الصحية، مدة الاعتقال، وما أبانوا عنه من حسن السيرة والسلوك والانضباط». كما أوضح البيان، أنه سيتم الإفراج عنهم على دفعات نظرا «للظروف الاستثنائية المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية، وما تفرضه من اتخاذ الاحتياطات اللازمة». وأضاف البيان، أنهم سيخضعون «للمراقبة والاختبارات الطبية ولعملية الحجر الصحي اللازمة في منازلهم، للتأكد من سلامتهم».