تسببت الأخبار الكاذبة والشائعات حول فيروس كورونا كوفيد-19 بالجزائر، في إحداث بلبلة وتشويش مجهودات الدولة في مواجهة الفيروس المعدي، حيث حذرت الأستاذة بكلية الحقوق بجامعة باتنة-1 فاتن صبري سيد الليثي، من تداول شائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي، لما لها من أضرار على المجتمع، تفوق أضرار الوباء. أوضحت فاتن الليثي، في تصريح لجريدة «الشعب»، بخصوص تفاقم الإشاعات حول الفيروس، أنه على الجهات المختصة أن تضرب بيد من حديد كل من يحاول نشر أو إشاعة أخبار كاذبة، من شأنها المساس بأمن واستقرار المجتمع، مشيرة إلى أن خطورة الإشاعات مما دفع بلجنة الفتوى لوزارة الشؤون الدينية، إلى وصفها بالكبائر وأنها تتجاوز أهداف الإثارة والتحريض والمناورة، إلى نشر الهلع والخوف وتدمير القدرة المناعية للشعوب في مواجهة الفيروس القاتل. وقالت الدكتورة مفصلة في الأمر، إن الشائعات تتمثل في نقل أخبار مكذوبة أو مغلوطة وتزييفها ونقلها على نطاق واسع وفق منطق يمارسه شخص أو مجموعة أشخاص جزءا من عمليات التضليل والمغالطة، مما يتسبب في خلق توترات اجتماعية ونفسية لدى الأفراد والجماعات، مرجعة غياب الثقافة القانونية والوعي لدى المواطنين، خاصة فئة بعض الشباب التي تعتبر الأكثر عرضة لمثل هذه التجاوزات التي تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون. غير أن أخطر الإشاعات على الإطلاق، بحسبها، التشكيك في الأرقام الرسمية حول عدد المصابين بالفيروس وعدد الوفيات، والتي تقدمها وزارة الصحة يوميا عبر ناطق رسمي للجنة مكلفة برصد ومتابعة الفيروس تتشكل من أكفأ الإطارات الطبية على المستوى الوطني والعالم. وقد انخرط للأسف بحسب محدثتنا - في هذه العملية حتى بعض الأطباء، منهم عن حسن نية، وبعضهم عن سوء نية مسبقة، عندما تحدثوا عن أعداد لا تحصى من الوفيات في المستشفيات الوطنية، خاصة بالجزائر العاصمة والبليدة، التي تخضع لحجر صحي كامل، خاصة بعد تحفظ بعض مديريات الصحة محليا على تقديم أرقام وإحصائيات. في هذا السياق أوضحت الليثي، أن ومواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى منصة تنطلق منها الشائعات والأمور المغلوطة في كثير من الأحيان، ظهرت جليا في شائعات توقف محطات البنزين عن العمل ونشر أخبار كاذبة حول إصابات أشخاص بالفيروس في مختلف مناطق الوطن وكذا قضية عدم وفرة المواد الغذائية مثل السميد..إلخ، حتى أصبحت المكان الخصب لنشر كل ما يهدد الاستقرار داخل الوطن، ويثير حفيظة المواطنين ومخاوفهم، أو المبالغة فيها فنشر الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا التي تكدر الأمن العام تؤدي إلى عرقلة جهود مجابهة الفيروس. كما أشارت محدثتنا، إلى أن تأثير الشائعات عبر الإنترنت يتميز بسرعة واتساع نطاق الانتشار عبر الشبكات الاجتماعية، وسهولة تجهيل مصدر الشائعة ومن يقف خلف إطلاقها، خصوصاً مع انتشار الحسابات الوهمية على وسائل التواصل، وتوافر تقنيات تزييف الصور والفيديوهات، لإضفاء صدقية مزيفة على محتوى الشائعة تساعد على انتشارها، إضافة إلى جهل معظم المتلقين للحقيقة. وأشارت الليثي إلى أن الأخبار الزائفة، خاصة منذ انتشار الوباء اتخذت أشكالا عدة، تشمل المحتوى الملفق الهادف إلى الخداع والأذى، والمحتوى المزور الذي ينتحل هوية المصادر الحقيقية، والمحتوى المضلل الذي يستخدم المعلومات بطريقة مضللة لتحقيق غرض خبيث، عبر التلاعب بالمحتوى، إضافة إلى التهكم أو السخرية التي قد تتسبب، أيضاً، في التضليل، وهو الأمر الذي تعاملت معه الجهات المعنية بصرامة من خلال فتح تحقيقات والقبض على مروجي الشائعات بعدة ولايات من الوطن ما أثار ارتياحا نسبيا لدى المواطنين.