اتخذت السلطات الولائية بتندوف حزمة من التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، معتمدة خطة ممنهجة ومدروسة لتجاوز أي طارئ. ورغم أن الولاية لم تسجل أي حالة إصابة بالوباء، لكنها مجندة للوقاية من «كوفيد-19». التفاصيل في هذا الحوار الحصري الذي أجرته «الشعب» مع الوالي «يوسف محيوت». الشعب: كيف هي الوضعية الصحية على ضوء التدابير الاحترازية التي اتخذتموها لمجابهة الوباء؟ يوسف محيوت: الإجراءات الاحترازية بالولاية ليست وليدة اليوم، فمن تسجيل الحالة الأولى للإصابة بالفيروس بالجزائر، لأول مرة، والمتعلقة بالرعية الإيطالي اتخذنا جملة من التدابير في حينها على مستوى تندوف لمجابهة الوباء وقمنا بتشكيل بعض الخلايا، منها خلية أزمة والتي تُعنى بدراسة كل الجوانب المتعلقة بجائحة كورونا والبحث عن التدابير الواجب اتخاذها للحيلولة دون انتشاره، حيث قامت خلية الأزمة باتخاذ قرار يقضي بغلق بعض المحلات والأنشطة التجارية التي تخلق تجمعات للمواطنين، بالإضافة إلى عملية تعقيم واسعة للهياكل والمنشآت والشوارع الرئيسة للمدينة منذ فيفري الفارط. خلية الأزمة بالولاية تتابع عن كثب الوضع الصحي والبيئي محلياً أولاً بأول، وهي على استعداد للخروج بقرارات في حينها للتصدي للوباء كلما دعت الضرورة ذلك. - الطريق الوطني رقم 50 الرابط بين تندوف وبشار على مسافة 800 كلم يضم عديد التجمعات السكنية والبدو الرحل وهي خط الدفاع الأول للولاية، ما هي الإجراءات المتبعة في هذا الشأن؟ أذكرك أن رئيس بلدية أم العسل هو عضو في خلية الأزمة الولائية، ونفس الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذت ببلدية تندوف تم اتخاذها ببلدية أم العسل. كان لخلية الأزمة دور كبير في إعادة افتتاح الصيدلية الوحيدة على مستوى قرية حاسي خبي (370 كلم شمال عاصمة الولاية) في غضون 48 ساعة بعد توقف نشاطها لأزيد من 03 أشهر هذا لتوفر الدواء لكل محتاج. وعي بضرورة التقيد بإجراءات الحجر المنزلي - كيف تمت تدابير الحجر الصحي للوافدين إلى تندوف عبر المعبر الحدودي الشهيد «مصطفى بن بولعيد» أو من ولايات الشمال؟ السلطات المحلية بالولاية اتخذت قرارا في وقت سابق بإخضاع المواطنين القادمين من موريتانيا لحجر صحي على مستوى المعبر. هذا الإجراء جاء تنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية والقاضي بغلق كل المنافذ الحدودية البرية وترتيب إجراءات الحجر الصحي على المواطنين القادمين من خارج الوطن. الحجر الصحي تم على مستوى المعبر، وقد تم رفعه عن 22 مواطنا، ومؤخرا تم رفعه عن 04 مواطنين آخرين. أما على مستوى الطريق الوطني رقم 50 فقد تم إخضاع 44 مواطنا للحجر الصحي كخطوة أولى، لكن مع تزايد أعداد المسافرين القادمين من الولايات الأخرى، أصبح من المستحيل إخضاع كل المواطنين لهذا الإجراء. قمنا بجلب معدات حديثة للكشف السريع وتمكنا من فحص كل الوافدين على مستوى نقطة المراقبة وكانت نتائجهم سلبية، مع إلزامهم بالحجر المنزلي، بالإضافة الى فحص الأشخاص الذي خضعوا للحجر الصحي وعددهم يقارب 200 شخص. نشيد هنا بتجاوب المواطنين مع إجراءات الحجر الصحي وبمستوى الوعي الكبير لهم من خلال الاستفسار عن الرقم الأخضر 3030 أو التبليغ على الحالات المشتبه بها وحتى تجاوبهم لإجراءات الحجر المنزلي الجزئي. في بادئ الأمر كان هناك سوء فهم لإجراءات الحجر المنزلي في اليومين الأولين، لكن بفضل حملات التوعية الواسعة لمسنا في اليوم الثالث من تطبيق الحجر المنزلي تجاوبا كليا للمواطنين بطريقة حضرية. - في حال حدوث أي طارئ، ما هي القدرة الاستيعابية للمستشفى وقدرات الولاية من ناحية المعدات الصحية والطاقم الطبي؟ نتمنى المحافظة على «صفر» حالة إصابة بولاية تندوف حتى انحسار الفيروس والقضاء عليه نهائياً. لكن إذا ظهرت حالات مؤكدة فنحن مستعدون لذلك، سواء من الناحية البشرية أو الهياكل الاستشفائية وحتى من ناحية التكفل بالمرضى. المستشفى المختلط بتندوف قادر على التكفل بأزيد من 300 حالة إصابة دفعة واحدة، ونستطيع توسيع الطاقة الاستيعابية إذا اقتضت الضرورة ذلك. - كيف تعملون حالياً مع السلطات الصحراوية لاحتواء الوضع ومجابهة الوباء؟ السلطات الصحراوية اتخذت الإجراءات اللازمة في حينها وهذا لا يمنع من وجود تنسيق محكم وتفاهم كبير بين السلطات بالولاية والسلطات الصحراوية، وهم حالياً يمتلكون إمكانات هائلة تسمح لهم بفحص الحالات ومجابهة تفشي الوباء في المخيمات، مع الحرص على التشاور الدائم والمستمر بيننا. كل الاحتياطات لتزويد المنطقة بالمواد الاستهلاكية - يطالب بعض المواطنين بغلق الطريق الوطني رقم 50 أمام حركة المسافرين لمنع وصول الوباء لولاية تندوف، كيف تنظرون لهذه المطالب؟ لا نستطيع غلق الطريق الوطني رقم 50 أمام المواطنين لأي سبب من الأسباب، لأن هذا الإجراء لم يتخذ حتى في بعض الولايات الموبوءة. غلق الطريق أمام المواطنين يعطل مصالح العديد منهم ممن كانوا في رحلة علاج أو مهمة عمل أو غيرها. وعلى المواطنين في تندوف الاطمئنان، لأن الإجراءات الاحترازية المتخذة في نقطة المراقبة 40 وعلى مستوى منافذ الولاية والطريق الوطني رقم 50 وتزويدها بطاقم طبي وسيارة إسعاف 24/24 من شأنه تجنيب الولاية الإصابة بالوباء. - كيف هي وضعية التموين بالمواد واسعة الاستهلاك؟ هل سجلتم بعض التخوف لدى المواطنين؟ تخوف المواطنين جاء بُعيد تطبيق إجراءات الغلق التي مست بعض الأنشطة التجارية بالولاية، وقد أثر ذلك على نمط الاستهلاك بالولاية وأحدث نوعاً من الاختلال في السوق. لكن سرعان ما أدرك المواطنون أن كل السلع موجودة بكميات تكفي احتياجات الولاية لفترة طويلة، وقد تدخلتُ شخصياً مع زملائي ولاة سطيف، البيض، تلمسان وغيرها من مراكز التموين من أجل ضمان استمرار حركة السلع إلى الولاية، والسوق حالياً يسير بطريقة عادية وكل السلع متوفرة. - والعمليات التضامنية كيف تجرى؟ اتخذنا بعض الإجراءات التي لها علاقة بالجانب التضامني، فالحجر المنزلي الجزئي قد أضرّ ببعض الفئات وقد سعينا الى التقليل من انعكاساته على العائلات المتضررة، حيث قمنا ببرمجة عملية تضامنية لفائدة هذه العائلات يتم من خلالها توزيع إعانات عينية لفائدة هذه الأُسر. عملية الإحصاء تتكفل بها جمعيات الأحياء، وقد وصلنا الى تحضير 1000 قفة جاهزة للتوزيع على محتاجيها والعملية متواصلة، على أن نشرع في توزيعها في غضون أسبوع أو اثنين. ونشكر كل فعاليات المجتمع المدني، رؤساء الأحياء، الكشافة الاسلامية، الهلال الأحمر الجزائري والمحسنين على الهبة التضامنية التي شهدتها الولاية والتي مكنت من جمع كميات جد معتبرة من المواد الغذائية المختلفة التي ستوزع على محتاجيها. وبالمناسبة، أطلب من مواطني ولاية تندوف الالتزام بالتدابير الوقائية، فالوباء سريع الانتشار وأحسن علاج للفيروس هي الوقاية والالتزام بالحجر وتفادي التجمعات، مهما كانت طبيعتها أو سببها، الوباء في مراحله الأخيرة وما على المواطنين إلا التحلي بالصبر وستخرج بلادنا منتصرة وسنتغلب على هذه الجائحة.