قال عبد القادر زبيدة صحفي مختص في الصحافة الإلكترونية بسيدي بلعباس وناشط على مواقع التواصل الإجتماعي أن الإعلام الرقمي بمختلف أنواعه وقع تحت إختبار قوي فرضته عليه الأزمة الصحية الراهنة لجائحة كورونا ، لمعرفة مدى مصداقيته في معالجة المعلومة ونقلها. أرجع الصحفي زبيدة عبد القادر الذي يسير صفحة على مواقع التواصل الإجتماعي تعنى بالشأن المحلي ويتابعها أزيد من 26 ألف متابع أن الصحافة الرقمية لا تعتبر منافسا للإعلام التقليدي بقدر ما هي مكمل له ، فكلاهما يسعى لتنوير الرأي العام وإيصال المعلومة للمواطن ، إلا أن مواقع التواصل الإجتماعي بحكم الخصائص التي تتمتع بها من حيث إتاحتها للمستخدم المشاركة والتفاعل الآني مع المستجدات من أحداث وأراء وغيرها أضحت تفرض نفسها في الحقل الإعلامي وهو ما دفع بالكثير من الشباب إلى إمتهان ما يسمى بالصحافة الشعبية أين أصبح بإمكان الكل أن يرسل أو يستقبل الأخبار ويشارك أيضا في التعليق عليها أينما كان، وفي أي وقت أراد ، وهو ما يحقق نظرية إعلام الجمهور للجمهور اين يتولى الجمهور جزءاً كبيراً من العملية الاتصالية الإعلامية .ومن هذا المنطلق – يضيف زبيدة – قررت أن أنشئ صفحة على مواقع التواصل الإجتماعي تكون منبرا إعلاميا محليا يعنى بالشأن المحلي وتكون حلقة وصل بين المواطن والمسؤول ، خاصة وأني ملم بأبجديات العمل الإعلامي انطلاقا من تكويني والخبرة التي اكتسبتها في مجال الصحافة المكتوبة ، وقد لاقت الصفحة تفاعلا كبيرا منذ بدايتها سنة 2015 ، نظرا لمحتوياتها التي تركز أساسا على العمل الإعلامي الجواري الهادف بداية بالجانب المعلوماتي أين تقدم الصفحة آخر المستجدات والأحداث التي تشهدها الولاية وتغطي الاحداث الرسمية والغير رسمية ،فضلا عن الريبورتاجات الميدانية بالصوت والصورة ، كما تولي الصفحة اهتماما كبيرا للشق الإجتماعي أين تهتم بالمبادرات الخيرية و التحسيس على فعل الخير من خلال التنسيق و العمل لتغطية نشاطات مختلف منظمات المجتمع المدني و الجمعيات الناشطة في المجال الخيري وتعتبر صوتا لمن لا صوت له لإيصال معاناة أبناء الولاية واحتياجاتهم ومشاكلهم اليومية . هذا وأعمل في الوقت الحالي على تطوير الصفحة ليكون لها صدى على المستوى الوطني. وعن سلبيات ومساوئ الإعلام الرقمي أكد الصحفي زبيدة أن مواقع التواصل الإجتماعي كانت ولاتزال حقلا خصبا لنمو الإشاعات وانتشارها لاسيما وأن العديد منها تسير من قبل أشخاص بعيدين كل البعد عن العمل الإعلامي ، الأمر الذي يسقطها في الأخطاء والمعلومات المغلوطة التي تتداول بشكل كبير وتؤثر على الرأي العام ، وما يحدث حاليا في ظل الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كورونا لخير دليل على ذلك ، أين وضعت مواقع التواصل الإجتماعي في اختبار حقيقي وقوي لتحري مصداقيتها من عدمها ، فبقدر ما ساهمت في تخفيف وطأة الأزمة في الحد من التواصل المباشر بين الناس ومنع تفشي الفيروس بقدر ما فشلت وفي كثير من المواطن في اختبار المصداقية ، وهنا – يضيف – بأن جمهور هذه الوسائط يتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية في نشر أخبار مغلوطة وإشاعات سعت إلى بث القلق والرعب في نفوس الناس الذين هم متعطشون لأي معلومة حتى وإن كانت من صفحات ومواقع مجهولة المصدر والهوية . هذا وركز زبيدة على أهمية اختيار المتلقي للصفحات المعروفة بمصداقيتها من أجل تتبع الأخبارو الإبتعاد عن تلك الفاقدة للمصداقية ، وأضاف أن صفحته تفادت نشر اخبار كورونا ليس بحجة غياب المعلومة و انما لتفادي تهويل و زرع الذعر في نفوس المواطنين ، باعتبار ان المواطن في غنى عن هذا النوع من الأخبار ، لتركز الصفحة خلال هذه الجائحة على العمل الميداني المنصب في نقل انشغالات المواطنين المختلفة ممن تضرروا من تداعيات هذه الازمة على غرار نقل إنشغالات سائقي سيارات الأجرة، اصحاب محلات بيع العطور و التبغ و الجرائد ، كما قامت الصفحة بنقل معاناة الفئات المعوزة القاطنة بمختلف المجمعات السكنية الفوضوية، وقامت أيضا بتغطية العديد من المبادرات الخيرية ، إلى الجانب التركيز على العمل التوعوي التحسيسي الخاص بالوقاية وكذا العمل التضامني .وختم الصحفي زبيدة عبد القادر حديثه إلى الشعب بالدعوة إلى تضافر كل الجهود سواء داخل الحقل الإعلامي او خارجه لمكافحة هذا الوباء ولخدمة الصالح العام للعباد والبلاد.