اعتبر الوزير الأول، عبد العزيز جراد، خلال زيارة عمل وتفقد، قادته، أمس، لولاية وهران، رفقة عدد من الوزراء، أن الأرقام الجزائرية المربوطة بفيروس كورونا «تبشر بالخير»، وعبّر عن تفاؤله حيال مؤشرات التحكم في الوضع الوبائي في البلاد، بفضل تكاتف الجهود والتأطير المحكم لهذا الجانب. أفاد جراد في تصريح صحافي، أنّ بلوغ هذا التّحكم في وباء كرونا، يرجع أساسا إلى الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدولة لتطويق المرض، خاصة تدابير الحجر الصحي وكذا مستوى الأداء العالي للأسرة الصحية، قائلا: «نحن مطمئنين، بأنّ الطاقم الطبي وعمال القطاع بمختلف مستوياتهم، يقومون بواجبهم الجبار نحو المرضى والوطن». وأضاف: «ولا يمكن إنكار أن هذه المرحلة تعد صعبة بالفعل على الجزائريين، غير أنّ الحكومة شرعت في تنظيم الحكامة التي جعلت الدولة الجزائرية تسير وفق نسق إداري وطبي وسياسي واقتصادي منذ تسجيل حالات الإصابة الأولى وتركيز الجهود على مكافحة فيروس كورونا المستجد». وجدد جراد نداءه للمواطنين بضرورة التجنّد جميعا ضد هذه الأزمة، ومواصلة الامتثال، بكل وعي وصرامة، بالإجراءات اﻟراﻣﻳﺔ إﻟﻰ اﻟوﻗﺎﻳﺔ التي تظل الحل الوحيد في الوقت الراهن لوقف زحف الوباء وكبح اﻟﻌدوى». وعلى ضوء ذلك، أعلن الوزير الأول من وهران، عن تمديد إجراءات الحجر الصحي بخمسة عشر (15) يوما إضافية، موضحا أنّ «هذا القرار الحكومي، جاء بعد موافقة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على تمديد العمل بنظام الحجر الحالي، وكذا مجمل التدابير الوقائية المرفقة له، من 14 ماي إلى 30 ماي 2020». وأكّد جراد خلال لقائه بالإطارات الطبية بالمؤسسة الإستشفائية أول نوفمبر، على ضرورة الإرتكاز على العنصر البشري والكفاءات الوطنية بالداخل الخارج لتحقيق الأهداف المتوخاة في مختلف المجالات، موضحا أن التطورات بالدول، لا تقاس بإمكاناتها الطاقوية، وإنما بمدى نجاعة منظومتها التربوية والصحية، مردفا بالقول: «وإذا أردنا صناعة المستقبل، لابد من الارتكاز على هذين المحورين الأساسيين». وأعرب عن امتنانه للمجهودات التي قدمها الجيش الأبيض للتخلص من جائحة كورونا، مشددا على ضرورة تعزيز التنظيم على أسس محكمة، نحو بناء قاعدة متينة في المجال الصحي على المدى المتوسط، كما ثمّن في سياق متصل القرارات الهامة التي أصدرها رئيس الجمهورية وطاقمه الحكومي لإعادة النظر في المنظومة الاقتصادية والسياسية والصحية. جدير بالذكر، أنّ الوزير الأول خلال محطته بوهران، في زيارة عمل وتفقد للهياكل الصحية، كان مرفوقا بوزراء الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، الصناعة والمناجم فرحات آيت علي، الثقافة بن دودة، وكذا مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الصحية. سنوفر 7 ملايين كمامة واقية أسبوعيا كما أعلن جراد عن توفير 7 ملايين كمامة واقية أسبوعيا، حتى يتمكن المواطنون من استعمالها إلى غاية تجاوز الأزمة الصحية التي تسبب فيها فيروس كورونا، مشددا على أن «هذه الوسيلة الوقائية تمثل حماية من التعرض للإصابة بفيروس كورونا». وحث بالمناسبة، كافة المواطنين على «ضرورة مواصلة استعمال هذه الكمامات الواقية إلى غاية الخروج من هذه الأزمة الصحية منتصرين»، معتبرا أن الأمر «قضية مسؤولية فردية وجماعية أين يتحتم على الجميع العمل بالتدابير الوقائية لحماية أنفسهم وعائلاتهم. الأزمة فرصة لتقييم الوضع ورسم الآفاق يعد المركز الاستشفائي الجامعي لوهران «الدكتور بن عودة بن زرجب» الوحيد الذي يحوز على مصلحة الأمراض المعدية على مستوى ولاية وهران ويتكفل ب57٪ من حالات كوفيد-19، أي 201 من 353 حالة مؤكدة منذ بداية الجائحة. ويتم التكفل بمرضى كوفيد-19 على مستوى مصلحة الأمراض المعدية، إضافة إلى غرف أخرى تم تسخيرها لاستقبال الحالات المشكوك فيها أو المؤكدة لعلاجات أخرى. ويتم الكشف على مستوى هذه المؤسسة عن طريق اختبارات «بي.سي.ار» الاختبارات السريعة والسكانير. وخصص ذات المرفق الصحي، مؤخرا، سكانير لحالات كوفيد-19 مع ضمان مسار عازل. ولم تعرف غالبية الحالات الاستشفائية على مستوى هذه المؤسسة الصحية أي مضاعفات، كما أن العدد الإجمالي للحالات التي تماثلت للشفاء بلغ 106، مقابل تسجيل 3 وفيات منذ بداية الجائحة. عهد استيراد كل شيء قد ولّى شدد الوزير الأول جراد على أن «عهد استيراد كل شيء قد ولّى»، مؤكدا أن السياسة الجديدة للحكومة ترتكز على «تشجيع الإنتاج الوطني». وقال الوزير على هامش زيارته لورشة الملعب الأولمبي الجديد لوهران (40.000 مقعد) «لم يعد هناك مجال لاستيراد كل شيء وأي شيء»، مبرزا أن توجهات السياسة الجديدة للبلاد تقوم على «الإنتاج الوطني وترشيد النفقات». ووجه السيد جراد بالمناسبة، تعليمات للشركة المكلفة بإنجاز أرضية الملعب الأولمبي الجديد للعمل على إنتاج العشب والركاز محليا، مضيفا أنه «ليس بالإمكان مواصلة الاعتماد على مؤسسات أجنبية لاستيراد مواد وسلع يمكننا إنتاجها محليا». ...ويطلع على الوضعية الوبائية بغليزان كما طلع الوزير الأول على الوضعية الوبائية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بولاية غليزان وظروف التكفل بالمصابين بالفيروس على مستوى مستشفى «محمد بوضياف» بعاصمة الولاية. وقُدم لجراد، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الولاية، عرضا حول الوضعية الوبائية المتعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجدة بغليزان وكذا الإجراءات المتخذة للتكفل بالمصابين. وكانت هذه المؤسسة الصحية قد اتخذت عديد الإجراءات لمواجهة تفشي الوباء، وقامت باستحداث «وحدة كوفيد-19» بمصلحة الأمراض المعدية، ينشط بها أزيد من 10 أطباء متخصصين في علم الأوبئة والأمراض المعدية والأمراض التنفسية والصدرية وكذا أطباء متخصصين في الإنعاش والتخدير والطب الداخلي، إلى جانب أطباء عامين، وفق مصدر من ذات المستشفى. كما تم تسخير 4 فرق شبه طبية تضم كل واحدة 14 ممرضا يعملون بالتناوب وعلى مدار الساعة، وفق ذات المصدر، الذي أشار إلى تخصيص فندقين (بالمطمر وغليزان) لإيواء الطاقم الطبي الذي يتكفل بمعالجة المصابين بالفيروس التاجي. وتم أيضا توفير أزيد من 30 سريرا بنفس المستشفى للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا، علاوة على أجهزة التنفس الاصطناعي للتكفل بالحالات الحادة. كما تم بمدخل مصلحة الأمراض المعدية، وضع ممر للتعقيم يعمل بتقنية الاستشعار، إلى جانب جهاز للكشف بالأشعة. والى جانب ذلك، تم إنشاء خلية تتكفل بدعم «وحدة كوفيد» العلاجية بمختلف المعدات والوسائل والأدوية، إلى جانب متابعة التحاليل الصادرة عن ملحقة معهد باستور لوهران. يذكر، أن 14 مصابا بالفيروس قد غادروا مؤخرا مستشفى غليزان بعد تماثلهم التام للشفاء عقب خضوعهم للبروتوكول العلاجي الكلوروكين. وبلغ عدد المتعافين بولاية غليزان 44 شخصا وذلك إلى غاية الأحد.