كشفت أزمة تفشي وباء كورونا في الجزائر عن قيمة العمل التطوعي في المجتمع، فمنذ البداية ووصولا إلى الشهر الفضيل كانت ورقلة على موعد مع أحد أبرز الأعمال الإنسانية المهيمنة على الشارع المحلي بورقلة إذ بادرت الكثير من الجمعيات وحتى بعض ممثلي المجتمع المدني بإطلاق أعمال مميزة أخذت من البداية على عاتقها مسؤولية التدخل في أي وقت وأثبتت بعمل الخير جاهزيتها للتصدي والمواجهة في أي ظرف. منذ بداية انتشار الوباء انخرطت عدة جمعيات ناشطة بورقلة في العمل التطوعي وعززت أخرى تواجدها على الساحة أكثر، حيث قررت الكثير منها إلى المشاركة في حملات تعقيم الشوارع كما توجهت بعضها إلى خياطة الكمامات الواقية وتوزيعها على عدة فئات منها عمال المؤسسات والمرضى في المستشفيات وغيرهم. ولأننا استقبلنا الشهر الفضيل في ظل هذه الظروف الخاصة فقد التزمت الجمعيات بتكييف نشاطها الخيري وفق الشروط المطلوبة مع الأخذ بالاحتياطات والتدابير الوقائية اللازمة للتصدي لجائحة كورونا وعلى الرغم من صعوبة النشاط في مثل هذا الظرف ومدى خطورته إلا أن عدة جمعيات تمسكت بفعل الخير وبروح التطوع من أجل الغير. ومن بين عديد الجمعيات التي نشطت بشكل متميز على الساحة خلال هذه الفترة جمعية الصفاء وهي جمعية خيرية تتكفل بتجهيز وتغسيل الموتى ونقلهم عبر كامل التراب الوطني، حيث لم يتوقف المتطوعون منذ بداية انتشار الوباء وبداية الحجر الصحي عن تنفيذ نشاط الجمعية الأساسي مع اتخاذ كل تدابير الوقاية أثناء عملية التغسيل بل وعززوه بإطعام المحتاجين وعابري السبيل بحكم أن منطقة حاسي مسعود معروفة بالعمال كما خصصت قفة مكونة من مواد غذائية كإعانة للعائلات المعوزة والمتواجدة منها في المناطق النائية حسبما أوضح لنا رئيس الجمعية بلمير علي، قدرت ولائيا بأكثر من 600 قفة بالنسبة للجمعية الأم أما بالنسبة لمنطقة حاسي ومسعود فقد تم توزيع 200 قفة وبالإضافة لذلك تتكفل الجمعية بتجهيز وجبة إفطار كاملة يوميا لإطعام المحتاجين وعابري السبيل مع مراعاة كل تدابير الوقائية لتفادي العدوى. جمعية وافعلوا الخير أيضا كانت من بين الجمعيات النشطة خلال هذه الفترة، حيث في ظل حملة التصدي لوباء كورونا تم توزيع حوالي 1600 كمامة كدفعة خامسة ليصبح مجموع ما تمت خياطته وتوزيعه من طرف الجمعية 6300 كمامة تم توزيعها على مختلف الإدارات والهيئات هذا وتم توجيه 100 كمامة كمية من مواد التنظيف في فائدة مرضى السرطان بمركز مكافحة السرطان بمستشفى محمد بوضياف بالإضافة إلى مشاركة أعضاء الجمعية في عمليات تعقيم الشوارع المتواصلة. أما عن نشاطها الرمضاني فقد وزعت خلال أيام هذا الشهر الفضيل 300 قفة من المواد الغذائية على العائلات المعوزة بالإضافة توزيع 400 طرد من المواد الغذائية على المحتاجين بكامل تراب الولاية طيلة شهر رمضان وبمعدل 100 وجبة إفطار يوميا موجهة لفائدة مستعملي الطرقات. وبالإضافة إلى نشاطها الخيري أطلقت الجمعية مبادرة خاصة بكسوة العيد في فائدة الأطفال اليتامى وأطفال العائلات محدودة الدخل دعت من خلالها أهل الخير والإحسان للمساهمة في رسم بسمة الأطفال من هذه الفئات وإدخال الفرحة عليهم على الرغم من الظروف الخاصة التي نعيشها على أن تتكفل الجمعية بتوزيعها لتفادي التجمعات.