بعد الخاطرة ،الرواية تجربة ممتعة اخوضها في عالم الأدب «تنهيدة عجوز عشرينية» نصوصي ومقالاتي تصدر في كتاب من جزيرة المارتينك الفرنسية يعود «ركن رمضانيات مثقف» إلى أرض الوطن ليسلط الضوء على الكاتبة مليكة هاشمي... من طفلة صغيرة تدون أفكارا تراودها قبل النوم، إلى كاتبة شابة تنقل ما تشعر به وتعيشه.. لتصبح الكتابة بالنسبة لها وليدة الحب والوجع وترجمة أدبية للمواقف التي تصادفها، مليكة هاشمي تفتح قلبها ل»الشعب» لتروي مسرتها الأدبية، يومياتها في رمضان، وفي ظل الحجر المنزلي.. كاتبة تطمح للحصول على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية، أن تكون كتاباتها هادفة وتعكس شخصيتها وأفكارها وأن يكون لها إصدار جديد في مجال أدب الطفل، كما تفكر في ضم مقالاتها الثقافية والأدبية في كتاب بعنوان «تنهيدة عجوز عشرينية». - «الشعب»: بداية نود أن نعرف قراء «الشعب» أكثر بمليكة هاشمي، ومتى كانت بداياتها مع الكتابة؟ مليكة هاشمي: مليكة هاشمي كاتبة جزائرية متحصلة على شهادة ماستر في العلاقات الدولية، وأستاذة لغة عربية بالطور الابتدائي، أكتب الخاطرة والقصة القصيرة والرواية، والمقال الصحفي، بالإضافة إلى أدب الطفل. معظم كتاباتي تم نشرها في عدة جرائد داخل وخارج الوطن من بينها جريدة «الشعب»،»صوت الأحرار»، كواليس، الجمهورية، البديل، الحوار، بالإضافة إلى جريدة صدى المستقبل الليبية والموعد التونسية، شاركت في مسابقات عربية للكتب الجامعة، وأدرجت نصوصي بعد فوزها في المسابقات بخمسة كتب جامعة في الأردن ومصر، كتبت بعض الخواطر القصيرة باللغة الإنجليزية. أول إصداراتي كان مجموعة قصصية بعنوان «تحت أشرعة الجنون»، والتي تبنتها دار زهدي للنشر والتوزيع الأردنية، بالإضافة إلى روايتي «رجل على ذمة عشق» والتي تم تتويجها بالمرتبة الأولى بمسابقة نظمتها دار المثقف للنشر والتوزيع. بدايتي كانت مع الرسم حيث كنت أميل إليه منذ صغري، لكن عندما صرت في المتوسط أصبحت أكتب مذكراتي وخواطري بمذكرة سرية لازلت أحتفظ بها إلى غاية الآن، لذا فالكتابة كانت تحتويني دون شعور مني، لدرجة أنني كنت أضع دفترا وقلما قبل النوم أمام مخدعي وأدون عليه الأفكار التي تراودني قبل النوم، الكتابة بالنسبة لي كانت وستظل وليدة الحب والوجع، هي رد فعل تلقائي لما أشعره وأعيشه وترجمة أدبية للمواقف التي تصادفني . أكتب لنفسي لأهدهد الضجيج بداخلي - ماذا تكتب مليكة هاشمي، ولمن تكتب؟ في السابق كنت أكتب لنفسي لأهدهد الضجيج بداخلي، لكن بعدها صرت أكتب عن مختلف المواضيع بشقيها الاجتماعي الثقافي، كتبت عن الحب، الوطن، الأم، الخيبة.. وهذا ما برز جليا بقصصي القصيرة التي نشرتها بالجرائد. - وكيف تجمعين بين القصة والرواية والخاطرة، وأين تجدين نفسك أكثر؟ كنت أميل أكثر للخاطرة، بعدها وجدتني أتجه للقصة والرواية، لكنني أجد نفسي أكثر في كتابة القصص القصيرة، رغم أنه كانت لي تجربة ممتعة في جنس الرواية لكنني وجدت فيها صعوبة أكثر تستدعي التركيز والتعمق والانتباه لكل كلمة أكتبها. - ماذا عن الأجواء الرمضانية، كيف تقضي مليكة هاشمي أيامه، وهل لكتاباتك نصيب في هذا الشهر، أم أن يومياتك الرمضانية تقتصر على المطبخ والسهرات العائلية؟ في حقيقة الأمر تراجعت وتيرتي في الكتابة بشكل كبير بشهر رمضان، نظرا لضيق الوقت وكثرة الانشغالات، لذا فمعظم ما أنشره حاليا عبارة عن فقرات قصيرة. - ما هو طبقك المفضل، وما هي أكثر أكلة تتقنين طبخها؟ طبقي المفضل هو «طاجين الحلو»، بالإضافة إلى المملحات بمختلف أنواعها، أما الأكلة التي أتقن طبخها فهي «طاجين الخوخ» و»الحريرة». - كيف تقضين يومياتك في الحجر المنزلي، وهل زاد ذلك من فرص الكتابة لديك؟ الحجر المنزلي عزز علاقتي بابنتي أكثر، صرت أقضي وقتا أطول معها، كما جدد طاقتي وصرت أميل للطبخ وتجربة الوصفات الجديدة، بالإضافة إلى قراءة الكتب والروايات، لكنه للأسف لم يزد من فرص الكتابة لدي لأنني صرت أكثر انشغالا بالمنزل، الكتابة تحتاج إلى إلهام من خلال الآخرين ومن خلال يومياتنا والمحيطين بنا. - هذا يعني أنه لا يمكن القول بأن الحجر المنزلي سيعلن عن ميلاد إصدار جديد للكاتبة مليكة هاشمي؟ ربما لاحقاً، لأنني أفكر في ضم كل مقالاتي الثقافية والأدبية في كتاب بعنوان «تنهيدة عجوز عشرينية»، كما أنني أفكر في كتابة رواية حضرت لشخصياتها وانطلاقتها، لكن لم أواصل العمل عليها بعد. - الكثير من المثقفين كسروا حاجز العزلة بالفضاء الافتراضي، وباتت لمنصات التواصل الاجتماعي في ظل انتشار الوباء أهميتها لدى الأدباء والكتاب، ماذا عنك؟ هذا يحدث معنا جميعا، خاصة في ظل الحجر المنزلي، العالم الافتراضي كان ولازال همزة وصل بيننا وبين الآخرين، خاصة مع أفراد العائلة من خلال التواصل معهم والاطمئنان عليهم، وهو ما خفف علينا حدة الوضع. - ما هي نظرتك الى علاقة الكاتب مع القارئ مع الزخم الذي يعرفه عالم الكتابة ورقيا وافتراضيا « قارئ العام الماضي هو كاتب هذا العام...كلنا أصبحنا كتاب» من التعليقات التي لفتت انتباهي بموقع التواصل الاجتماعي ، حقيقة صرنا نلمسها حقا، إذ أصبح معظمنا يلقب نفسه بكاتب أو روائي أو قاص بغض النظر عن ماتحمله الكلمة من معنى، أصبحت المكتبات و معارض الكتب تعرض الكثير من الإصدارات الأدبية بمختلف أجناسها لكن السؤال الذي يبقى يطرح نفسه هو أين القراء؟ إن كتابة نص أو خاطرة بسيطة لا يجعل منا أدباء وشعراء فالتسميات مجرد شكليات تسقط عن صاحبها بمجرد الاطلاع على أعماله والقراءة لما تخطه أنامله، فالناقد الأدبي هو الوحيد الذي بإمكانه الفصل بالموضوع بكل مصداقية وشفافية بعيدا عن المجاملات والتعليقات النمطية التي لا تخدم النص ولا صاحبه. أي قارئ عادي أو سطحي قد يجد أن نصك باذخ سامق دون التعمق في مفرداته ومصطلحاته، لكن القارئ الفذ بإمكانه التمييز بين مستويات الكتاب. يحدث أحياناً أن تطلع على عدة كتب لكنك في الأخير تصل إلى خلاصة مفادها أنك لم تستفد شيئا منها أو بطريقة أخرى تشعر أنه لا يوجد ما يميز العمل الذي تقرأ، أصبحت الكتابة هواية لمن لا هواية له، كلنا صرنا أدباء لا نقرأ لغيرنا ولا أحد قد يقرأ لنا. - كاتبة شابة ينتظرها مشوار أدبي كبير.. ما هي طموحاتك المستقبلية؟ كل شخص منا له طموحاته الشخصية حسب المجال الذي يبدع فيه، حاليا أطمح للحصول على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية، وهو ما يشجعني أكثر للاجتهاد، بالإضافة إلى أنني أطمح لأن تكون كتاباتي هادفة دوما وتعكس شخصيتي وأفكاري، من جهة أخرى وبحكم أنني أستاذة لغة عربية بالطور الابتدائي، فأنا أسعى لأن يكون لي إصدار جديد في مجال أدب الطفل.