إيمان جنيدي، ابنة بلدية حمام قرقور بمنطقة بوقاعة، شمال غرب ولاية سطيف، أديبة ومثقفة ناشئة، واسم بدأ يتألق في عالم الكتابة الأدبية والصحفية، تتحدث في هذا الحوار الذي خصت به جريدة «الشعب» عن تجربتها القصيرة وأمالها وآلامها وبعض القضايا، وكذا عن كتابها الأول الذي صدر، مؤخرا، والذي يتضمن مجموعة خواطر بعنوان :»على خاصرة الثلاثين». الشعب: في البداية هل من نبذة عن مسيرتك ؟ إيمان جنيدي: إيمان امرأة حالمة بمستقبل أفضل، قد بلغت من العمر الثلاثين، متخرجة من جامعة سطيف، كنت قد درست ترجمة اللغات، هواياتي تعددت باختلاف السنوات والعدد، حاليا اشتغل كأستاذة لغة انجليزية، ومراسلة صحفية ومصورة فوتوغرافية، لأرتشف بعدها عالم الكتابة، وأدخله من أوسع أبوابه، وكل الشكر لدار «المثقف» للنشر وعلى رأسهم السيدة سميرة منصوري التي فتحت لي قلبها، قبل موافقتها على نشر كتابي الأول.
@ حدثينا عن بداياتك مع الكتابة الأدبية وحتى الصحفية ؟ @@ شققت طريق الكتابة في البداية في سن التاسعة، وكتبت خاطرة «جسد الشوك» حينها، ولكني لم أتجرأ على نشرها، وهناك من شجعني دائما منذ البداية، في الماضي كنت أخشي الفشل، لكني تغلبت على هذا الشعور، لأن الفشل في حد ذاته محاولة للنجاح، أهم شيء ألا يكون لليأس مكان في حياتنا، ونجاحنا يرتبط دائما بإصرارنا على إكمال المشوار الذي سطرناه رغم العراقيل التي تواجهنا. بدايتي الصحفية كانت من خلال موقع صوت سطيف، وتحت يد الأستاذ عاشور جلابي الذي أشكره كثيرا، وهي التجربة التي زادتني قوة وإصرارا، رغم المعوقات التي تلقيتها خلال مسيرتي، إلا أني اكتسبت خبرة كبيرة في الكتابة والنشر، وأصبحت أثق في نفسي أكثر فأكثر، وكانت مفتاحا لنجاحاتي والحمد لله.
- صدرت لك، مؤخرا، مجموعة خواطر بعنوان :على خاصرة الثلاثين، ضعينا في صورة كل معطيات هذا العمل الأدبي الأول لك؟ «على خاصرة الثلاثين» كتاب يحمل بين طياته مجموعة من الخواطر تترجم ما عشته خلال فترات متفاوتة من تجارب وأفكار، كتبت فيه عن الحب والألم والفراق، كتاب يعبر عني وعن تفاصيل أفكاري التي خططتها في مخيلتي. - حدثينا عن لحظات الكتابة زمانا ومكانا ومزاجا،وماذا تمثل في حياتك؟ الكتابة زائر مرغوب به في أي وقت، فهي شعور يتملك الصدر نترجمه لأفكار وكلمات وحروف، ونشكل به مجموعة من الكلمات التي نربطها بما نعيشه، تمتزج الأحاسيس في بداية التفكير بالألم الذي نرتشفه، ونحن نخوض صراعنا مع الحياة، رغبة كبيرة بداخلي وثورة لم تشف إلا عن طريق الكتابة، أحيانا أحسها محض كلمات أربطها ببعضها، لها معنى كبير لما مررت به طوال حياتي. لم أكن أختلي بورقة بيضاء أمزج فيها الحروف، كما أمزجها في خيالي وروحي التي تناهض الوجع والألم والأمل والحب والفراق، وغيرها من المشاعر التي اشتهيتها فيما أكتبه، لأسافر إلى عالم يخصني وحدي عالم تختلف فيه المشاعر والهدف إزاحتها على الصدر الذي يضيق بها بين الفينة والأخرى، في الماضي كنت أكتب وأحرق ما كتبته، ولكن مع الوقت تعلمت أن أكتب وأجهر بما كتبت بكل ثقة. - هل من مشاريع في الأفق ؟ سيصدر لي كتاب ثان، قريبا، في شكل رواية تحت عنوان» شهيق الأروقة «، وهي قصة امتزجت بين الحقيقة والخيال، وأنا حاليا أحضر لرواية ثانية إن شاء الله، وسأستمر في الكتابة مادمت أستطيع فعل ذلك ...
- ما هي نظرتك للحركة الأدبية الشابة في بلادنا، خاصة التي تكتب في مجال الخاطرة والرواية؟ تزخر الجزائر بمجموعة كبيرة من أفضل الكتاب في العالم، والجميع يستحقون فرصة كهذه، ومن المؤكد أنهم سيشكلون منحى جديدا في الكتابة الإبداعية في الواقع، بل وأكثر، لأننا نملك طاقة كبيرة لدى الأجيال علينا أن نستغلها لرفع راية الجزائر عالميا، نالت الرواية الجزائرية شهرة واسعة في الآونة الأخيرة، واتجهت صوبها الأنظار، خاصة أننا بدأنا للتو في اكتشاف مجموعة كبيرة من الكتاب ذكورا وإناثا يثبتون جدارتهم وتميزهم، وأذكر على سبيل المثال الكاتب» أيمن حولي» مشروع كاتب ناجح، وكتاباته رائعة، وغيره كثيرون ممن يستحقون كامل دعمنا وتشجيعنا لهم...بعض الكتاب في الجزائر يتميزون بشكل رائع بلغة أدبية راقية، ويختارون عناوين مثيرة، ونصوصهم مفعمة بالحب والخيال بعناصر تشويقية تؤكد قدرة الموهبة، وكل كاتب يشق طريقه لنفسه سيصل، غير أننا نعاني دائما من التهميش الذي يمس فئة معينة من الكتاب الذين انطفأت شمعاتهم، مع مرور الزمن .. . - ما هي العراقيل التي صادفتك في طريقك كصحفية وكاتبة ؟ العراقيلُ هي حسدُ الحاسدين، وكيد الكائدين لكلِّ شخص يحاول النجاح، ويشقُّ طريقهُ بثقة وعزم .. ولستُ وحدي من يعاني من أصحاب القلوب المريضة الذين لا يطيقون رؤية أي شخص ناجح مبدع، وأنا كغيري من الذين يتعرضون للنفاثات في العقد نتحدى الظلام بقلوب كلها عزيمة على بلوغ النجاح مهما كان ثمنه، حتى إننا أصبحنا نتجرع ما نتعرض له من عراقيل لنزداد قوة وإصرارا. - هذه بعض الكلمات الرجاء التعليق عليها باختصار: الجزائر، حمام قرقور، الثقافة، الصحافة، الفيسبوك، الأمل،الحب، الصداقة،الحرية؟ الجزائر أكبر من أن يُعلق عليها باختصار، مع ذلك فهي الأم التي تحن على أبنائها، رغم الظروف، هي الروح التي نلجأ إليها بعد غربة لتضمنا في ترابها، الجزائر ليست وطنا نسكن فيه، بل وطن سكن فينا.. حمام قرقور: أو ما يعرف تاريخيا ب:أد سافا مينيسيبيوم، هي الأصل والتاريخ الذي نشأت فيه، وافتخر كوني ابنة هاته المنطقة التاريخية التي لم تأخذ حقها في الاهتمام من قبل السلطات للأسف، الثقافة : الثقافة في الجزائر باب واسع، مازالت تبحث لها عن مكانة محترمة لدى المواطن، الصحافة: واقع امتزج مع عدة أزمات، الفيسبوك :أصبح في وقتنا الحالي متنفسا إعلاميا يملك جانبا ايجابيا، وآخر سلبيا، أين تتاح الفرصة للجميع بنشر الكثير من المغالطات، وحتى التشهير بالناس، وشخصيا تعرضت للتهديد ونشر الإشاعات عن شخصي في هذا الموقع، لكن الأمر لم يتجاوز محض كلمات مسيئة لشرفي من أشخاص وهميين همهم الوحيد قتل روح الإبداع بداخلي، ولكن على العكس استفدت كثيرا من هذا الأمر .. الحمد لله. الأمل والحب والصداقة : تتكرر المشاهد فيهم، والرابح الأكبر هو الأمل، فلا وجود للحب دون أمل بلقاء واجتماع، ولا وجود لصداقة دون أمل البقاء. - هل من كلمة أخيرة؟ أخيراً لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكم ولجريدة «الشعب» العريقة التي فتحت لي باب الحوار، لأتوجه بكلمتي إلى كل كاتب وكل شخص يريد أن ينجح في حياته مهما تطاول عليه الحاسدون الذين يظنون أن بإمكانهم إطفاء شمعات حياتكم الإبداعية : لا تعيرهم أي اهتمام.