دعا الأمين العام لنقابة بيولوجيي الصحة العمومية الدكتور يوسف بوجلال، وزارة الصحة إلى تسريع استيراد باقات الكشف الخاصة بتقنية «بي سي ار» المستعملة في تحاليل الكشف عن فيروس كورونا، بعد تسجيل نفاد مخزونها على مستوى بعض المخابر، وتسهيل دخول وسائل التحاليل المناعية الأقل سعرا من التقنيات المعتمدة في الكشف على المادة الجينية، نظرا لكفاءتها وإمتلاك القطاع الصحي لأكثر من 700 جهاز من هذا النوع، مما سيساهم بشكل كبير في توسيع وتسريع وتيرة التحاليل. قال الدكتور بوجلال ل«الشعب»، إن تسريع وتيرة الكشف المرتفعة عن فيروس كوفيد-19 بإستعمال تقنية «بي سي ار»، أدت إلى تسجيل نقص في باقات الكشف على مستوى المخابر عبر الوطن، إذ قامت بالإستثمار في شراء الأجهزة وتناست الباقات مما تسبب في توقف هذه الأجهزة بعد مدة قصيرة نظرا لعدم توفر الباقات ذات السعر المرتفع، داعيا الولايات التي تملك جهازا واحدا أو إثنين إلى الإستثمار في الباقات بدل صرف أموالها على جهاز آخر يكتب له التوقف بعد أيام فقط من انطلاقه لنفاد الباقات. وأشار إلى أن هذا المشكل دولي، ولا يقتصر على الجزائر فقط التي تعتمد على الاستيراد، نظرا للطلب المرتفع على باقات الكشف بسبب تضاعف عدد الإصابات بفيروس كورونا داخليا وخارجيا، وقد تسبب في توقف عمل مخابر على المستوى الوطني مثلما حدث في ولاية سطيف حيث لولا تدخل الوزير لما عادت للنشاط. وتنتظر نقابة بيولوجيي الصحة، الضوء الأخضر من وزارة الصحة لتسهيل دخول وسائل التحاليل المناعية المعتمدة على الكشف الكمي والنوعي على الأجسام المضادة التي هي أقل سعرا من التقنيات المعتمدة على الكشف على المادة الجينية خاصة تقنية ELISA المناعية نظرا لكفاءتها وإمتلاك القطاع الصحي لأكثر من 700 جهاز من هذا النوع، مما سيساهم بشكل كبير في توسيع وتسريع وتيرة التحاليل. وأعلن الدكتور بوجلال عن إيداع العديد من المستوردين للتقنيات المناعية للكشف عن الأجسام المضادة، ملفاتهم على مستوى الجهات الوصية قصد دراستها والمصادقة عليها، على أن يتم التصريح بدخول هذه الوسائل بعد التأكد من دقة الباقات ومطابقتها للمعايير الدولية، موضحا أن التقنيات المناعية ستسعمل في حال تعذر استخدام تقنية «بي سي ار» التي تبقى دائما التقنية المرجعية الموصى بها من طرف منظمة الصحة العالمية. وفي رده على سؤال حول مدى تقدم مشروع إنتاج باقات الكشف بالجزائر، الذي أعلن عنه الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية في وقت سابق، أوضح وجود مشروعين وطنيين في جامعتين لصناعة باقات الكشف لكن لم يتم البدء في عمليات البيع الواسع لغاية الآن لأن التصنيع الضخم يحتاج إلى وقت. وذكر الدكتور بوجلال، أنه بعد تعميم تقنية الكشف عن كورونا فيروس والتكفل بها من طرف العديد من الجامعات الجزائرية من طرف مختصين في البيولوجيا، تم الإعلان عن بداية تصنيع باقات الكشف عن كورونا فيروس «كوفيد»، بإستعمال تقنية «ار تي/ بي سي ار» من طرف شركة «جان لايف ساينس» بالتعاون مع جامعة سيدي بلعباس، وقد أثبتت الفحوصات دقة هذه الباقات وجودة مضاهية للباقات المستوردة والمستعملة سابقا. ويعتبر هذا الإنجاز الأول من نوعه على مستوى الوطن، حيث تقوم جامعة أو مؤسسة محلية بصنع باقات الكشف بتقنية البيولوجية الجزئية، لأننا ومنذ الأزل ونحن نستورد هذا النوع من باقات الكشف الخاصة بالكشف السريع مهما كان نوعها وبمبالغ مرتفعة جدا، حيث تم التصريح أن الإختبار الواحد لن يتجاوز 1000 دج، في حين أن الإختبارات المستوردة تتراوح بين 4000 إلى 6000 دج. ورغم تسجيل هذا الإنجاز إلا أن الحل -حسب بوجلال- يبقى في وعي المواطنين وحماية أنفسهم عن طريق الإجراءات الوقائية والتزام منازلهم، الأمر الذي سيساعد على التكفل بالحالات المصابة وتفادي الاكتظاظ لأننا في مرحلة التشبع والمؤسسات الاستشفائية بلغت طاقاتها القصوى.