توقع، قادة تكتل الجزائر الخضراء، أن يحصدوا الأغلبية من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية المقررة يوم ال10 ماي، في حال إذا ما جرت الإنتخابات في شفافية ونزاهة ووفق المعايير الدولية، على أن تعود المرتبة الثانية للحزب التقليدي »الأفلان«، والمرتبة الثالثة للأحرار. وبنى قادة تكتل الجزائر الخضراء، قناعتهم بالفوز على أربع مؤشرات حصرها أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، في التجاوب الكبير للمواطنين مع برنامج الأحزاب الثلاثة المشكلة للتكتل، والذي دفع حسبه خصومه السياسيين إلى التحرش بهم، نتائج عملية سبر أراء قامت بها وسائل إعلام جزائرية وأخرى دولية والتي رتبت تكتل الجزائر الخضراء في المرتبة الأولى، فضلا عن رغبة الشعب على حد قوله، في الذهاب إلى جمهورية جديدة ونظام حكم جديد، لا يكون فيه جيل الثورة، وهي مؤشرات ايجابية اعتبرها تصب في صالح التكتل الأخضر، وتنبئ بتصدره الريادة السياسية خلال الخمس سنوات القادمة، إذا ما جرت الانتخابات في شفافية ونزاهة. وبشأن نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق الهام، في ظل الحديث عن مقاطعة محتملة من طرف المواطنين، اعتبر ابو جرة أن نسبة 45 بالمائة التي تحدث عنها شريكه السابق في التحالف الرئاسي عبد العزيز بلخادم، مقبولة، لأن »ألفنا ان تكون النسب متدنية خاصة في العواصم الكبرى«، فيما توقع أن تكون في حدود ال50 إلى 60 بالمائة في الولايات الداخلية. وفي الوقت الذي أصر فيه فاتح ربيعي وحملاوي عكوشي، الأمينين العامين لكل من حركة النهضة والإصلاح ، على أن تكتل الجزائر الخضراء، سيحصد أغلب الأصوات، ويتحصل بذلك على الأغلبية، توقع أبو جرة أن تعود المرة الأولى إلى التكتل أو إلى حزب تقليدي في إشارة لحزب جبهة التحرير الوطني، والمرتبة الثالثة للأحرار. وبناء على هذه التكهنات، أكد ربيعي، أن التكتل يتجهز لتشكيل الحكومة، يجري التفكير في تفاصليها. وفي رده على سؤال، يتعلق بموقفهم في حال إذا لم يتحصلوا على الأغلبية في الانتخابات المقبلة، وهل يعتبرون ذلك دليلا على التزوير، أكد أبو جرة أنهم لا يشككون في نزاهة الإنتخابات، ولكن »فيه نقطتين سوداوتين ظهرتا في الحملة هما استعمال المال السياسي والقذر، والتهجم على الناس، والانحراف على البرنامج والدعاية الانتخابية«، مشددا على ضرورة ترك الشعب يختار بكل حرية، وعلى الدولة احترام ارادته حتى »نجنب وطننا أزمة نحن في غنى عنها«. ولدى تقييمهم الحملة الانتخابية، أجمع قادة تكتل الجزائر الخضراء على نجاحها، بدليل الحضور المكثف للمواطنين للتجمعات الشعبية التي نظمت عبر 48 ولاية، والمقدر عددها ب 76 تجمعا شعبيا، إلى جانب 210 عمل جواري قام به بالإضافة إلى قادة التكتل، القيادات المركزية، والمحلية عبر بلديات ودوائر الوطن، وهو ما سمح حسب أبو جرة بتوسيع الوعاء النضالي للأحزاب الثلاثة إلى مواطنين غير متحزبين، اسحسنوا فكرة التكتل، فضلا عن الخطاب الانتخابي، الذي لاقى استحسان الطبقات المثقفة والنخب بعد أن وزع في مطويات باللغتين العربية والفرنسية. وأعاب قادة التكتل، عدم اهتمام وسائل الإعلام الجزائرية بالحملة الانتخابية، متهمين إياها بتهميش التكتل وعدم تغطية نشاطاته، وإيلاء الأهمية لمواضيع أخرى، على حد قول أبو جرة. وفند أبو جرة خبر الإعتداء عليه في التجمعات الشعبية التي نشطتها بولايات المدية، عنابة، والمسيلة، معتبرا رشق ابن أحد المترشحين للحافلة التي كانت تقل وفد التكتل في ولاية المسيلة بالشيء العادي، فيما ربط اعتداء عنابة بتصفية حسابات بين ثلاث أشخاص. من جهة أخرى، وفي تعليقه على نتائج الانتخابات الفرنسية، رحب ابو جرة بفوز فرانسوا هولاند، وقال نبارك للشعب الفرنسي رئيسا يليق به. وحول مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية، قال أنها ستعرف تطورا، فيما أكد أن مطلب تقديم فرنسا اعتذارها للجزائر عما ارتكبته من مجازر، يبقى »خيارا لن نتراجع عليه وعلى فرنسا الرسمية أن تعتذر على فرنسا الاستعمارية وتعوض الجزائريين« مشيرا إلى أن هذا المطلب تاريخي، لا يسقط بالتقادم.