توقع قادة تكتل ''الجزائر الخضراء'' أمس فوز قوائمهم بأغلبية المقاعد في التشريعيات القادمة ''في حال كانت هذه الأخيرة نزيهة وشفافة''، قائلين إنه ''لا أحد ينافسنا في الفوز إلا التزوير''، واستندوا في ذلك إلى ما وصفوه ب''التجاوب الكبير والمتصاعد للمواطنين مع تجمعاتهم ونشاطاتهم الجوارية، فيما اشتكوا في المقابل من التغطية الإعلامية التلفزيونية لنشاطاتهم، ومن ''تضخيم بعض وسائل الإعلام للاضطرابات التي تخللت نشاطهم السياسي بمنطقتي سيدي سالم بعنابة وقصر البخاري بالمدية''. وبدا رؤساء حركات مجتمع السلم، النهضة، والإصلاح الوطني على التوالي السادة أبو جرة سلطاني، فاتح ربيعي، وحملاوي عكوشي، متفائلين إلى أقصى حد خلال الندوة الصحفية التي عقدوها بمقر حركة مجتمع السلم بالعاصمة، لتقييم نشاطهم خلال الشوط الأول من حملتهم الانتخابية لتشريعيات ال 10 ماي القادم، حيث أشاروا في هذا الإطار إلى أنهم خلال ال 95 نشاطا التي أشرفوا عليها في 17 ولاية من ولايات الوطن، وشملت 19 تجمعا شعبيا و76 لقاءا جواريا، لمسوا تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين، يجعلهم متيقنين بأنهم سيكونون القوة السياسية الأولى في البلاد، ''إلى درجة دفعتنا إلى التفكير من الآن في تشكيل الحكومة''، يقول السيد ربيعي الذي افتتح الجلسة الإعلامية بالتذكير بأن تكتل ثلاثة أحزاب سياسة في إطار استحقاقات انتخابية، ''يعد حدثا غير مسبوق في الجزائر''، في حين قدر السيد سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم أن ''التكتل سيظفر ب 120 مقعد في المجلس الشعبي الوطني وذلك كأدنى تقدير يعتمد على افتراض كسب كل تشكيلة ل 40 مقعدا''. وفي تقييمه لنشاط التكتل بمناسبة الحملة؛ أشار المتحدث إلى أن ''مستوى 32 نشاطا كان متوسطا، بينما تم تسجيل 48 نشاطا جيدا، و13 نشاطا ممتازا''، مذكرا بإخفاق التكتل في تنظيم تجمعين بكل من سيدي سالم بولاية عنابة وقصر البخاري بالمدية، وذلك بسبب بعض الأشخاص الذين اعترضوهم''، وفضل المتحدث أن يصف ما وقع لقادة التكتل في المنطقتين ب''سوء تفاهم'' قبل أن يشدد لهجته ويتهم أطرافا لم يسمها، ب''دفع أموال لعدد من الأشخاص مقابل إفساد نشاط التكتل''، معيبا في نفس السياق على بعض وسائل الإعلام ''تضخيمها لتلك الأحداث''. وذكر السيد سلطاني في تقييمه لحملة تكتل الجزائر الخضراء، بأن أهم الانشغالات المعبر عنها من قبل المواطنين تتلخص في 5 مسائل أساسية هي البطالة، التوزيع غير العادل للسكنات، البيروقراطية، الفساد وبعد المنتخبين عن المواطن، مشيرا -في نفس السياق- إلى أنه في مقابل هذه الانشغالات، لاحظ قادة التكتل في الميدان أن ''هناك إقبالا شبانيا لافتا على التجمعات الشعبية علاوة على حالة احتقان كبير بسبب تدهور القدرة الشرائية''. من جانبه؛ أكد السيد عكوشي رئيس حركة الإصلاح الوطني أن الحملة الانتخابية التي ينشطها قادة تكتل الجزائر الخضراء تعتبر حملة نظيفة، ''وفي التكتل لم ننل من خصومنا كما نالوا منا''، منتقدا ''استغلال بعض الأحزاب المشاركة في التشريعيات لرموز الدولة على غرار حملها لصور الرئيس ومحاولة نسب إنجازاته إليها''. وفي المقابل؛ اعتبر قادة التكتل أنه ''من الطبيعي أن يفتخر متصدر قائمتهم بالعاصمة بالإنجازات المحققة في مجال الطرق، وذلك لكونه وزيرا للقطاع ومسؤولا على خيره وشره''، مفندين ما أثير حولهم بخصوص استعمال الخطاب الديني في الحملة الانتخابية، حيث ذكر السيد سلطاني -في هذا الصدد- بأنه منذ بداية الحملة تم التأكيد على تفادي تحزيب كل من المدرسة، المسجد، الثكنة، الإدارة والعدالة. وأبدى قادة التكتل امتعاضهم من التغطية الإعلامية للتلفزيون لنشاطاتهم، معتبرين بأن ''هناك تقصيرا في نوعية التغطية المخصصة لهم، وصل إلى حد تشويه حقيقية التجمعات الشعبية''، في حين أوضح السيد سلطاني في رده عن سؤال ''المساء'' حول القصد من اعتبار ''التزوير'' المنافس الوحيد للتكتل الذي يتوقع الفوز بالمرتبة الأولى، بأن ذلك لا يعد تشكيكا في الضمانات التي قدمها رئيس الجمهورية من أجل نزاهة الانتخابات، وإنما ''بالعكس هي دعوة لتثمين هذه الضمانات والاستقرار عند الالتزامات التي تم اتخاذها لحد الآن''، مؤكدا أن ''كلام قادة التكتل في هذا الشأن ينم عن غيرتهم على الجزائر ودفاعهم عن الديمقراطية''.