أكد الخبير الاقتصادي احمد سواهلية ان أغلب الدول النامية اتخذت اجراءات تحسبا لدخولها عالم صناعة السيارات منذ عقود طويلة وحاولت توفير المناخ اللائم للاستثمار في هذا النوع من الصناعة المهمة للطلب الملح والمتزايد والاهتمام بهذه الوسيلة المهمة في قطع المسافات. قال الاستاذ الجامعي سواهلية ان الجزائر كانت من بين دول اتخذت اجراءات لتركيب المركبات كمرحلة أولى، ثم في مرحلة ثانية صناعة كاملة للمركبات، وقدمت الكثير من المزايا الاقتصادية للمستثمرين كالإعفاءات الجمركية للمواد المستوردة وتخفيض للضرائب، ومنح قروض بنكية كبيرة جدا وتوفير العقار اللازم واعتماد نظام تفضيلي لاستيراد قطع المركبات مفككة تماما أو شبه مفككة، وهو ما عرف بنظام «أس كادي سي كادي» مقابل ادماج محلي لبعض المواد كالحديد والتلحيم وغيرها وتوفير مناصب للشغل. وأضاف الخبير، تم توقيف استيراد السيارات وتوجيه الطلب لهذه المصانع من أجل نجاح هذه التجربة التي وفرت لها كل أسباب النجاح، لكن ورغم تقديم كل الامتيازات ظهر عنصر المفاجأة، بحيث لم تكن هناك اطلاقا مصانع للمركبات بل كان استيرادا مباشرا، ما اضطر السلطات الجديدة للبلاد بتوقيف هذا الفساد الكبير الذي كان تهريبا للعملة الصعبة وتضخيما للفواتير بحجة استيراد قطع المركبات. الاكتفاء بتمثيل علامتين واوضح الخبير الاقتصادي انه نظرا للطلب المتزايد على اقتناء المركبات الجديدة وفي غياب مصانع للمركبات، اضطرت السلطات إلى فتح الاستيراد مجددا من أجل توفير المركبات وفقا لدفتر شروط محيّن عرف النور مؤخرا، ويشترط على الوكلاء الباحثين عن الاعتماد عدم احتكار العلامات والماركات والاكتفاء بتمثيل علامتين على الاكثر لفتح المجال وتنافس المستثمرين الآخرين. وتأسف المتحدث لما يحدث لسوق السيارات حيث مازالت دول العالم المتقدم توفر نوعا محددا من المركبات ذات جودة متوسطة يتم توجيهها للعالم الثالث كسيارات الاور 2 مقارنة بمعيار الاور 6 وغيرها في احسن الأحوال، ما جعل دفتر الشروط يصر على معايير السلامة والأمان بشرط اقتنائها من المصنع الأم أملا في اقتناء مركبات أكثر أمان. مركبات الديزل الخيار الأفضل لكنها ملوثة للبيئة وشدد الخبير على ضرورة اشتراط معايير للأمان والسلامة المعتمدة دوليا مع توفر عامل المحافظة على البيئة، لان العالم جله لازال يعاني من أزمة المحافظة على البيئة وهو ما جعله يبحث عن نوع من المركبات أكثر حفاظا للبيئة لان ما هو أكثر اقتناء هو محركات الديزل وفي أحسن الأحوال البنزين ولكن الغالب اليوم محركات الديزل لما تمتاز به من كفاءة وقدرة وقوة على باقي المحركات في قطع المسافات خاصة الطويلة وكذلك حياته الكبيرة مقارنة بباقي انواع المحركات إضافة للاستهلاك القليل للطاقة وذلك ما جعل الكثير يقبل وبقوة على اقتناء مركبات لمحركات الديزل ولا يهمه البيئة وبالتالي. اضاف سواهلية ان مركبات الديزل هي الخيار الأفضل للاستخدام وهذا ما جعلها الأغلى ثمنا وامتيازها بالعمر الطويل إضافة إلى سعر وقود الديزل الأقل ثمنا لكنها حسبه أكثر تلويثا للبيئة ولم تستطع الشركات المصنعة التخلص من عامل تلوث البيئة الناجم عن المحركات، ولذلك سعت كثيرا من الدول إلى حظر مركبات الديزل وتحفيز أنواع المركبات الأخرى خاصة بتوفير طاقة الغاز للسيارات وبأسعار مغرية إلا أن الغاز يشكل خطرا حقيقيا في حالة الانفجار أو الاصطدام كما أن قوة دفعه أقل قوة من الديزل فكان اهتمام الناس ذاتيا وليس جماعيا باختيار الديزل دون الاهتمام بتلوث البيئة التي لا تهم سوى الحكومات.