بعد إعلان وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، أول أمس، عن تدابير جديدة لتقليص استخدام سيارات محركات "الديزل" واستخدام "المازوت"، كإجراء لحماية البيئة والحد من التلوث المؤدي إلى الاحتباس الحراري، تتوالى الأنباء من هنا وهناك، لاسيما في الدول الأكثر تشددا في القضايا البيئية، حول تصنيع نماذج جديدة لمركبات نقل تستخدم محركات "الديزل". فلقد شرعت، أمس، الشركة الهولندية "إيفا برودكتس" EVA products، في تسويق دراجة نارية سياحية جديدة بمحرك "ديزل"، في سابقة هي الأولى في العالم. وستسوق هذه الدراجة التي تحمل تسمية T-800 CDI، في هولندا، في سلسلة محدودة. وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود تقليص استهلاك الوقود، لاسيما الملوث منه، حيث أن هذه الدراجة الجديدة تعتمد على استخدام "المازوت"، وهو من الأنواع الأقل تلويثا مقارنة بالبنزين، كما أن محركات "الديزل" أقل استهلاكا للوقود. ورغم أن الدراجة النارية الجديدة، لا تمتلك جميع مواصفات الدراجة الرياضية، إلا أنها تمتاز في مستوى استهلاكها للمازوت الذي لا يتجاوز 2,5 لتر في مسافة 100 كم، بسرعة 90 كم/سا، مع خزان بطاقة 22 لتر، مما يرفع استقلالية التزود بالطاقة إلى 880 كم. وتؤهل هذه المعطيات الدراجة الهولندية الجديدة، لأن تكون الوسيلة المثلى للراغبين في قطع المسافات الطويلة. ويؤكد إطلاق هذه الدراجة الجديدة، أن محركات "الديزل" تفرز انبعاثات غازية أقل من محركات "البنزين"، لاسيما وأن دول الاتحاد الأوروبي تعرف تشديدات كبيرة في مجال المعايير البيئية في صناعة مركبات النقل. ويؤكد خبراء في الميكانيك أن محرك "الديزل" يطلق غاز ثاني أوكسيد الكربون أقل كتلة بنسبة 30 بالمئة، من محرك "البنزين"، كما يطلق "مونوكسيد الكربون" أقل 3 مرات منه، غير أنه يقوم بإطلاق كميات هائلة من "أكسيد الآزوت"، أحد الملوثات الخمسة الأهم، بسبب تركيبته الميكانيكية الفريدة، لكنه يبقى في العموم أقل تلويثا من محرك "البنزين"، خصوصا إذا كان خاليا من الكبريت. ومع ذلك، فإن وزارة الطاقة والمناجم لازالت تصر على اعتبار "الديزل" الملوث الأساسي، رغم أنه توجد أكثر من طريقة لتقليص التلوث، مثل توسيع استخدام "الغاز الطبيعي المسال"، أو اعتماد مواصفات بيئية للمحركات "الديزل".