نحو الذّهاب إلى انتخابات برلمانيّة مبكّرة في لبنان مؤتمر المانحين يتجنّد للدّعم مازالت تداعيات الوضع في لبنان متواصلة، على إثر انفجار مرفأ بيروت، وفي وقت تعقد فرنسا بالتنسيق مع الأممالمتحدة مؤتمر المانحين لافتكاك تعهدات من الدول للتضامن وتقديم الدعم للبنان، يواصل بعد الوزراء تقديم استقالاتهم وسط دعوات متكرّرة للذّهاب إلى انتخابات نيابية مبكّرة. قال الرئيس اللبناني ميشال إنّ المطالبة بالتحقيق الدولي مضيعة للوقت، طالبا من القضاء اللبناني التحرك بسرعة والكشف عن المتورّطين، وعلى الصعيد السياسي توالت استقالة كل من وزيري الإعلام والبيئة، فيما دعا رئيس الوزراء حسان دياب لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، لنزع فتيل أزمة سياسية متفاقمة. اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح مؤتمر المانحين، أنّ دورهم يكمن في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، مضيفا أنّه لابد لنا من بناء استجابة دولية تحت تنسيق الأممالمتحدة. وأكّد ماكرون أمام المؤتمر الذي تدعمه الأممالمتحدة، كان يستضيفه عبر الفيديو أنه يتعين علينا العمل سريعا، ويجب أن تذهب هذه المساعدات مباشرة إلى حيث يحتاجها الناس على الأرض، مشيرا إلى أن الأموال التي جمعت يجب أن تكون مجرد بداية. المساعدات تمنح برعاية أمميّة وقال ماكرون إن القوى العالمية تدين للشعب اللبناني بالدعم بعد انفجار هائل دمر العاصمة بيروت، مشدّدا على ضرورة «أن نتصرف بسرعة وكفاءة حتى تذهب هذه المساعدات مباشرة إلى حيث تحتاجها»، وقال: «مستقبل لبنان على المحك». وقال الرئيس الفرنسي إنّ عرض المساعدة تضمن دعم تحقيق محايد وموثوق ومستقل، في انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 158 شخصا على الأقل. وشدّد ماكرون أنّنا «نعمل ما بوسعنا لتجنب الفوضى في لبنان لأنّها لا تخدم الوضع»، داعيا «السّلطات اللبنانية إلى القيام بالإصلاحات التي يطمح إليها الشعب». ولفت إلى أن المساعدات سوف تقدّم برعاية أممية. وبعد كلمة الافتتاح التي ألقاها ماكرون في «مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني»، تحوّلت الجلسة إلى جلسة مغلقة.
أمريكا تدعّم المتظاهرين من جهة أخرى، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن المطالبة بالتحقيق الدولي في انفجار مرفأ بيروت، تهدف إلى تضييع الوقت، داعيا القضاء اللبناني إلى أن «يكون سريعا من دون تسرع للتأكيد من هو مجرم ومن هو بريء». ودعا رئيس وزراء لبنان حسان دياب لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، لنزع فتيل أزمة سياسية متفاقمة بعد الانفجار المروع في ميناء بيروت. وتوعّد الرئيس عون خلال افتتاح مؤتمر الدعم للبنان الذي تنظمه فرنساوالأممالمتحدة، كل من يثبت التحقيق تورطه بانفجار المرفأ بالمحاسبة وفق القوانين اللبنانية. وقال دياب: «بواقعية لا يمكن الخروج من أزمة البلد البنيوية إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج طبقة سياسية جديدة ومجلس نيابي جديد»، وتابع أنه لا يتحمل المسؤولية عن الأزمات السياسية والاقتصادية العميقة التي يمر بها لبنان. قالت السّفارة الأمريكية في بيروت، إنّ الحكومة الأمريكية تدعم حق المتظاهرين اللبنانيين في «الاحتجاج السلمي»، وتحث الجميع على تجنب العنف. وأضافت السفارة أيضا على «تويتر» أن الشعب اللبناني «يستحق زعماء يستمعون له ويغيّرون نهجهم للاستجابة للمطالب الشعبية بالشفافية والمحاسبة». ليل ساخن
بسبب الانفجار، أعلنت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد استقالتها، وعزت ذلك إلى إخفاق الحكومة في تنفيذ إصلاحات وكذا الانفجار الهائل الذي هزّ بيروت. وصرّحت الوزيرة في مؤتمر صحفي قائلة: «أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم. التغيير بقي بعيد المنال، وبما أن الواقع لم يطابق الطموح وبعد هول كارثة بيروت أتقدّم باستقالتي من الحكومة». واختار وزير البيئة والتنمية الإدارية اللبناني، التخلي عن حقيبته الوزارة بعد تقديم استقالته من الحكومة اللبنانية التي يرأسها حسان دياب، وفق ما أكدته وسائل إعلام لبنانية. في حين أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، عن جلسات مفتوحة للمجلس النيابي لبحث وقائع حادث «انفجار مرفأ بيروت». ونشر بري عبر حسابه في «فيسبوك» بيانا أعلن فيه عن عقد جلسات مفتوحة للمجلس النيابي ابتداءً من الساعة الحادية عشرة من ظهر يوم الخميس الواقع في 13 من الشهر الجاري، في قصر الأونيسكو، لمناقشة الحكومة على «الجريمة المتمادية التي لحقت بالعاصمة والشعب». وكان خبراء فرنسيون أكّدوا أنّ انفجار المرفأ تسبّب في حفرة عمقها 43 مترا. وكانت بيروت عقب المظاهرات التي شهدتها أمسية السبت، قد عاشت ليلا ساخنا قبيل ساعات من انعقاد مؤتمر الدعم للبنان الذي نظّمته فرنسا وحضره الرئيس ترامب، في ظل استمرار انكشاف الأضرار التي أسفر عنها الانفجار.