أشاد سفير الجمهورية اللبنانية لدى الجزائر، الدكتور محمد حسن، بالوقفة التضامنية للجزائر حكومة وشعبا عقب الفاجعة التي ألمّت بلبنان على ما جادت به بالخير والعطاء. قال السّفير إنّ «الجزائر وكما عهدها الجميع كانت في طليعة الدول التي آزرت لبنان في محنتها، ولم تتأخّر أو تدّخر جهدا لمد يد العون، مجسّدة بذلك دورها الريادي في التضامن مع الأشقاء ومقاسمتهم همومهم وأحزانهم». وقدّم السفير اللبناني، في ندوة صحفية نشّطها أمس، بمقر سفارة لبنانبالجزائر تحت عنوان «من الجزائر سلام لبيروت»، شكره للجزائر حكومة وشعباً وللرئيس عبد المجيد تبون على الهبّة التضامنية مع أشقائهم في لبنان إثر الفاجعة التي ألمت بلؤلؤة الشرق ببيروت، مشيرا إلى أنّ هذا السلوك ليس غريبا على بلد الشهداء والحرية، فعلاقات الأخوة والتلاحم التي تربط لبنانبالجزائر خالدة وعميقة حتى صارت جزءاً من التكوين الوطني والروحي والنفسي لكل لبناني وجزائري. وأضاف محمد حسن أنّ الجزائر كانت في طليعة الدول التي بادرت، مباشرة بالاتصالات الأخوية عالية المستوى، التي جمعت رئيسي البلدين الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره العماد ميشال عون، ورئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة، إضافة إلى إرسال 4 طائرات محملة بأكثر من 200 طن من المواد الغذائية والطبية والصيدلانية والخيام والأغطية، وأطقم من الأطباء والجراحين ومختصين في تسيير الكوارث وفرق الدفاع المدني، ناهيك عن طائرة مساعدات إنسانية أخرى جاءت إلى بيروت بعد أسبوعين من الانفجار. وقال السفير إنّه وتجسيدا لوعود الرئيس تبون، انطلقت الأسبوع الماضي باتجاه بيروت باخرة محملة بأكثر من 7 آلاف طن من مواد البناء للمساعدة في إعادة تعمير وبناء ما دمّره الانفجار، ما يدل على عمق وصلابة الروابط الأخوية التي تربط البلدين من حيث التاريخ النضالي المشرف والحاضر المشترك والمستقبل الواعد. وأعرب محمد حسن عن تفاؤله بالجزائر الجديدة لما تملكه من إمكانات وطاقات رائدة في العالم العربي والإسلامي وفي العالم كله، مشيرا إلى أنه البلد الوحيد القادر على لم شمل العربي، الإسلامي والإفريقي بعقول وأدمغة جزائرية، مشيرا إلى أن الجزائر تمتلك من الطاقات ما يمكنها من نشر الحب والسلام والأمن والأمان في ربوع العالم فهي رسالة السلام في الدول العربية. ووجّه المتحدث دعوة للرئيس تبون لزيارة لبنان وقال: «إنه يتمنى أن يزور الرئيس الجزائريلبنان للوقوف والتضامن مع لبنان»، وذلك في إطار، التضامن والتاريخ وروابط المشتركة، موجّها نداء إلى الجهات الرسمية وإلى كافة أبناء الجزائر الخيرين لمساعدة لبنان في الوقوف مجدّدا على سكة النمو والازدهار بالمساهمة في إعادة الإعمار بشتى الوسائل المتاحة، من خلال الخبرات الجزائرية المشهود لها في مجالات الطاقة وموادها الأولية والصناعات الحديدية والزجاجية والهياكل والإجراءات. وبخصوص حصيلة الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت، قال سفير لبنان إن حجم الخسائر البشرية ثقيلة، إذ قارب عدد الضحايا 200 شهيدا، وفاق عدد الجرحي 6 آلاف مصاب، مع إحصاء العديد من المفقودين حتى اللحظة، وخسائر مادية ضخمة المقدرة بمليارات الدولارات مست ممتلكات عامة وخاصة.