يرجع المختصون في مجال الصحة العمومية انتشار حالات التسممات الغذائية خلال فترة الصيف الى جملة من العوامل من بينها عدم احترام التجار لشروط حفظ المواد المعروضة للبيع وكذا قلة الوعي لدى الأفراد بسبب عدم حرصهم على اتخاذ الاجراءات الاحتياطية وكشف تلاعب التجار المنعدمي الضمير. ويؤكد أخصائيون في مجال الصحة العمومية بأن اصرار أصحاب المحلات التجارية على عدم الأخذ بشروط النظافة ومقاييس حفظ المواد الغذائية خصوصا الشديدة التلف الى جانب الانعدام شبه كلي للرقابة، كلها عوامل ساهمت في انتشار حالات التسممات الغذائية أثناء فترة الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تتطلب مقاييس صارمة لا يمكن تجاوزها في عرض مختلف المنتوجات الغذائية وتأتي في مقدمتها الأجبان والمصبّرات بأنواعها والمشروبات الغازية والعصائر ورغم ذلك نلاحظ إصرار المستهلك على اقتنائها من الأسواق الموازية التي لا تحترم فيها أدنى شروط النظافة والحفظ هذه الأسواق التي يقصدها المتسوقون من أجل اقتناء السلع الغذائية والمشكل أنهم لا يركزون على النوعية ولا يقرأون حتى مدة الصلاحية، بل أن كل ما يجلبهم هو السعر في سوق باش جراح مثلا وسوق بومعطي تواجه صحة المواطن أو المستهلك الجزائري مخاطر جمة خلال فصل الصيف، فالأرصفة والطاولات كلها مملوءة بأنواع الأجبان، الطماطم، المايونيز، التونة، وهي سلع بقي من عمرها أيام أو ساعات لكن يكثر الاقبال عليها نظرا لسعرها المنخفض مقارنة بأسعارها في المحلات والأسواق النظامية، »هنا كل شيء يباع« هذا ما قالته السيدة رزيقة، مواد غذائية تحت أشعة الشمس لم يكلف أصحابها حتى أنفسهم عناء سترها، مواد غذائية تباع جنبا الى جنب مع مواد التنظيف »جافيل« »أومو« دون أي حاجز بينهما كل هذا لم يمنع الزبون من شرائها، لأن كل ما يهمه هو السعر على حساب الصحة رغم علمه بخطورة الضرر الذي سيصيبه. وتقول السيدة (نجاح، ن)،طبيبة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أن وجود المواد الغذائية على الأرصفة في فصل الصيف يؤدي الى تضاعف عدد البيكتيريا بداخلها ما يحولها الى مواد جد خطيرة على صحة المستهلك وتعرض حياته للخطر بسبب المضاعفات الناتجة عن حدوث تسممات خاصة عند الاطفال والمسنين وكذا أصحاب الأمراض المزمنة بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم وأن التسممات الغذائية تحتل المرتبة الثانية ضمن أكثر الأمراض التي تهدد المواطن وكل هذا بفضل تغيب شروط وكيفيات عرض السلع وإنتاجها التي تستخف بصحة المستهلك خاصة في فصل الصيف، أين يؤدي تأثر المواد الواسعة الاستهلاك بالحرارة وغياب النظافة بالنسبة للمواد الغذائية، الأمر الذي يثير جملة من المسائل، منها المراقبة والمتابعة النظامية للمواد الغذائية المعروضة بالأسواق الفوضوية وضرورة توعية المستهلك بالأخطار التي قد يتعرض لها جراء اقتناء مواد وسلع لدى الباعة غير الشرعيين خاصة أولئك الذين يبيعون اللحوم والحلويات وهو ما يدعو الى ضرورة كشف الجهود لاعلام المستهلك وتوعيته مع تكثيف الخرجات الميدانية لأعوان مصالح الرقابة وقمع الغش وكذا تنظيم الأسواق وتشديد الرقابة على المطاعم ومحلات الأكل الخفيف التي تعد المصدر الأول لخطر التسممات، الى جانب تحلي المستهلك بالوعي عن طريق تطبيق الصارم لشروط النظافة في مقدمتها غسل اليدين قبل تناول الأطعمة أو الشروع في إعدادها.