تشهد ولاية قسنطينة رغم المقومات والمؤهلات التي تتمتع بها نقصا فادحا في مناطق ترفيهية قد تكون متنفّسا مريحا للمواطن القسنطيني، والتي على رأسها الحظيرة السياحية بجبل الوحش، التي لا يزال وضعها مهملا ولا يرقى لحل جذري يضمن حلا نهائيا لحالتها المزرية، ولا تزال مغلقة في وجه قاصديها رغم عمليات إعادة التهيئة التي لم تأتي وفق طموحات المواطنين رغم ما تتمتع به من إمكانيات طبيعية ضخمة، إلا أنها بعد كل عملية تهيئة تنتهي بمشكل غياب جهة مسيرة تتكفل بحماية هذا المرفق السياحي الكبير. تتوفر حظيرة التسلية بجبل الوحش على مناظر طبيعية فريدة من نوعها، بدءا بالبحيرة والثروة الغابية الهائلة التي تبقى مهملة ومغلقة في وجه ‘'قاصديها الطامعين في فتح هذا المرفق الطبيعي الترفيهي، إلا أن الجهود المبذولة تبقى دون نتائج ملموسة على أرض الواقع لتبقى هذه الثروة الغابية التي تحتل في مجملها 500 هكتار تحتوي على محمية بيولوجية تتسع ل 19 هكتار تحيط ب 04 بحيرات وأشجار نادرة من أصل أوروبي وأمريكي، بالإضافة إلى حاجز مائي بمثابة بحيرة خامسة». وتعرضت كل المرافق المتواجدة بحديقة جبل الوحش للضياع والتخريب من طرف الغرباء، فحديقة الألعاب التي تحتل ما مساحته 13.50 هكتار متوقفة عن العمل منذ سنوات، وحديقة الحيوانات المنشأة على مساحة 3 هكتارات تعرضت للإهمال وماتت الكثير من الحيوانات، والمتبقي منها على قيد الحياة تم تحويله إلى حديقة تازة بجيجل، إضافة إلى وجود سكنات وهياكل سكنية داخل الحديقة بطريقة فوضوية وغير حضارية، الأمر الذي يدعي إلى الحيرة والتساؤل لأسباب تجعل حديقة وفق مقاييس عالمية تتعرض لمثل هكذا تهميش وتعرف شتى أنواع الاستغلال السلبي والتدمير البيئي. وفي آخر محاولة من طرف السلطات وتحديدا مديرية أملاك الدولة، تم إعداد دراسة لإعادة الاعتبار لحظيرة جبل الوحش، إلا أن هذه الأخيرة لم يتم تفعيلها، حيث أن آخر مستغل للحظيرة كان ينحدر من ولاية سطيف لمدة زمنية فاقت السبع سنوات، والذي كان من المفروض أن يفتح باب حظيرة التسلية والترفيه في وجه العائلات القسنطينية، إلا أن هذا المستثمر لم يكن بالجدية اللازمة بل تجرأ على تحويل التجهيزات التي كانت موجودة بالحظيرة نحو حظيرة أخرى بولاية سطيف، كما ساهم الإهمال الكبير الذي طال مختلف المرافق التي أنجزت بها منذ أكثر من 20 سنة لتتحول اليوم إلى وكر آمن لممارسة مختلف السلوكات المنحرفة بدءا من الدعارة والخمور وصولا لأشياء أخطر من هذه الآفات. «الشعب» وفي زيارة تفقدية لهذه الحديقة المتميزة، وقفنا من خلالها على خطورة التجول وسط هذه التحفة الطبيعية وذلك لأسباب أمنية، حيث تحولت بفعل الإهمال والقرارت العشوائية الصادرة من أجل تهيئتها وتحويلها إلى مرفق سياحي ومتنفس طبيعي لسكان المدينة الذين يفتقدون لمثل هذه الأماكن، إلى مجرد مساحة غابية كبيرة تنتشر عبرها شتى أنواع الجريمة والانحراف الأخلاقي، حيث تعذر علينا الوصول إلى أماكن طبيعية فريدة من نوعها بدءا من البحيرات التي تزيد من جمال المنطقة.