[Image]كتب الفريق الجزائري بأحرف من ذهب مشاركته الأولى في كأس العالم، حيث تبقى ذكرى 16 جوان في أذهان كل الجزائريين ومتتبعي الكرة عبر العالم حين فاز الفريق الوطني على نظيره الألماني في خيخون في افتتاح مشاركة “الخضر” لأول مرة في أكبر عرس عالمي لكرة القدم. ففي مثل هذا اليوم منذ (30) سنة خلت صنع أشبال خالف محيي الدين، أحد أكبر المفاجآت في عالم كرة القدم، أين لم يكن أكبر المتفائلين يظنون أن بإمكان فريق يشارك لأول مرة في المونديال أن يفوز على أحد أكبر المرشحين لنيل اللقب بالنتيجة والآداء.. ويا لها من مباراة من ناحية الحماس واللعب الفني والأهداف “المصنوعة” على الطريقة الجزائرية. فالصور مازالت عالقة لدى الجزائريين، الذين يتذكرون تلك المباراة بافتخار كبير لأنها رسخت امكانيات الكرة الجزائرية على أعلى مستوى، وغيرت في مشاركتها أشياء مهمة في تنظيم الدورات، بعد الفضيحة التي طبعت مباراة ألمانيا النمسا، أين قررت الفيفا بعد ذلك أن تجري المقابلات الأخيرة في المجموعات في نفس التوقيت..! تاريخ (16) جوان كانت ثمار عمل لسنوات قام به تقنيون ومدربون بمساعدة لاعبين ذوي مهارات عالية وظفوها في كأس العالم 1982 بإسبانيا، حتى أن المتتبعين كرروا مرارا أن الفريق الجزائري بامكانياته التي أبانها، لو نقص التجربة لكان من المرشحين للذهاب بعيدا في ذلك المونديال الأول له، حيث أنه تمكن من الفوز بمباراتين في مجموعته، لكنه لم يتأهل الى الدور التالي. جيل ذهبي وبالعودة الى تلك المباراة التاريخية أمام ألمانيا، فإن الجيل الذي عاش تلك الفترة يتذكر جيدا أنها بدأت قبل المونديال بكثير، حيث أن الفريق الجزائري الذي يشارك لأول مرة أعطى بعض اللمحات التي قدمت للجمهور الجزائري نقاط تفاؤلية بمقابلات تحضيرية على أعلى مستوى أمام البيرو وإيرلندا الشمالية وريال مدريد، حين أبدع كل من عصاد، بلومي، ماجر، بن شيخ، كويسي، خاصة أمام البيرو وأين لم يستطع مدرب هذا الفريق الكبير آنذاك تفسير المباراة الكبيرة “للخضر” فقال في آخر المباراة أن اللاعبين الجزائريين تناولوا منشطات..!! لكن الحقيقة عرفها بعد ذلك في المونديال ومنذ البداية أمام بطل أوروبا والعالم، الفريق الألماني، الذي تحدثت عناصره كثيرا في الأسابيع التي سبقت المباراة على غرار برايتنر وشتيليكيه ورومينيغيه، الذين لم يبخلوا على أنصارهم بتصريحات غير رياضية تماما، مثلا: “سأسجل الهدف ال 8 لأهديه لعائلتي “أو” سأدخل ببذلة التجوال في المدينة وبإمكاني أن سجل مرمى الفريق الجزائري”.. وكانت جملة المدبر الألماني تفرز الغرور الكبير، حين قال: “إذا انهزمنا أمام الفريق الجزائري سأركب في القطار الأول المؤدي الى ألمانيا ولا أواصل المونديال”!! “خيخون” محطة تاريخية كانت هذه تصريحات أعطت شحنة أكثر للفريق الجزائري الذي استعد في ظروف جيدة، ويوم المباراة دخل بمعنويات عالية لإسعاد الملايين من الجزائريين، الذين تابعوا المباراة على الشاشة، كما تنقل العديد منهم الى خيخون لتشجيع زملاء دحلب. والشيء الذي أعطى الثقة أكثر للفريق الجزائري، هو أن التشكيلة لعبت العديد من المقابلات ومنذ سنوات، فمركب النقص لم يعد موجودا، رغم ان العديد من اللاعبين كانوا من صنف “الهواة”. فالمباراة كانت من مستوى كبير، حيث صمد الفريق الجزائري طيلة الشوط الأول، مما أدخل الشك في صفوف الفريق الألماني، الذي لم يتمكن مهاجمه روباش من فرض نفسه أمام “العملاقين” قندوز وقريشي. وفي المرحلة الثانية بدا الفريق الوطني أكثر هجومية بتمريرات في العمق، حيث قاد إحداهما بمال زيدان الذي قدم الكرة من طبق لبلومي الذي اصطدمت كرته في الحارس شوماخر لينتهز الفرصة ماجر، وبذكاء خارق يضعها في الشبكة رافعا الكرة فوق شتيليكيه!! ياله من هدف ومفاجأة. عاد الفريق الألماني بحزم وهدد مرمى سرباح، اين تمكن نجمه رومينيغيه من تعديل النتيجة. لكن بعد دقيقة واحدة وبتمريرات (11 تمريرة) بين عناصر الفريق الوطني، ولم تمس الكرة أي ألماني لتنتهي عند بلومي الذي وضعها مرة ثانية في شباك شوماخر، معلنا تفوق الفريق الجزائري، حيث أن الحملات الألمانية كانت كلها فاشلة أمام الرسم التكتيكي للمحنك خالف محيي الدين. فقد دخل الفريق الجزائري تاريخ كأس العالم من الباب الواسع، وتصد عناوين أكبر الصحف العالمية في اليوم الموالي.. وكل تلفزيونات العالم وضعت الحدث في المقدمة. ولحد الآن يبقى هذا الانجاز ضمن أكبر النتائج المحققة من طرف الفريق الجزائري في مشاركاته ضمن كأس العالم، فبالرغم من مشاركته (3) مرات في المونديال، فإن أحسن مشاركة له من حيث اللعب والنتائج هي دورة إسبانيا 1982، وما تبعها من احتفالات التي تبقى راسخة في أذهان كل الجزائريين.