سيشرع الناخب الوطني جمال بلماضي في تجريب وجوه جديدة من اللاعبين مزدوجي الجنسية، بداية من تربص شهر مارس المقبل، الذي سيتخلله مواجهتان رسميتان لحساب الجولتين الخامسة والسادسة عن التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2020 بالكاميرون، تحضيرا لخلافة بعض الكوادر المقبلين على نهاية مسيرتهم الكروية، ولمضاعفة المنافسة وسط المجموعة التي عرفت تراخي بعض العناصر يتقدّمهم يوسف بلايلي. كشف المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني، أن طاقمه الفني يعاين 5 لاعبين مزدوجي الجنسية بينهم لاعبين يلعبون للفئات الدنيا للديكة الفرنسية، تصريح يؤكد أن نجم مارسيليا الأسبق فتح ورشة ضخ دماء جديدة في كتيبته مع اقتراب موعد نهائيات أمم إفريقيا وكأس العالم، ليعطي أكثر قوة للمنتخب خلال الاستحقاقات المقبلة. كان بلماضي قد باشر مهمة جلب عناصر جديدة إلى الفريق الوطني، بداية من نهاية كأس أمم إفريقيا حيث استدعى كل من المدافع المحوري رحو سبانو، بالإضافة إلى المدافع مديوب ومتوسطي الميدان بولحية وزرقان بداية من تربص شهر أكتوبر المنصرم، ليعلن الجمعة عبر أمواج الإذاعة الثالثة عن نيته في تدعيم صفوف أبطال إفريقيا بخمسة لاعبين جدد من مزدوجي الجنسية، وهو ما سيتم بداية من أول تاريخ الفيفا لسنة 2021 شهر مارس المقبل، لمنحهم وقت لعب وتجريبهم عن قرب في مواجهتي زامبيا وبوتسوانا لحساب الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2022، التي ضمن الخضر المشاركة فيها للمرة 19 في تاريخهم والخامسة على التوالي، والثانية تحت قيادة المدرب جمال بلماضي.
تجريب الوافدين الجدد قبل تصفيات مونديال قطر الناخب الوطني كان يلح على ضرورة ضمان التأهل مبكرا لنهائيات «كان» الكاميرون، خلال الجولة الرابعة من التصفيات بالعاصمة الزيمبابوية هراري، للشروع في تجريب لاعبين جدد، خصوصا أن سنة 2021 ستكون مليئة بالمباريات الرسمية، وهو ما سيكون عائقا في وجه الطاقم الفني لتجريب لاعبين جدد، نظرا لأهمية اللقاءات التي سيخوضها أشباله في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر، التي ستعرف تنقلات صعبة إلى أدغال إفريقيا، تحديدا إلى الجارة النيجر وإلى جيبوتي وكذا بوركينافاسو المنتخب القوي ومنافس الجزائر المباشر على ورقة التأهل إلى كأس العالم، حيث سيعمل رفقاء القائد المخضرم شارليس كابوري على بلوغ نهائيات كأس العالم، لأول مرة في تاريخ الأحصنة التي ضاعت منهم سنة 2014 في المواجهة الفاصلة ضد رفقاء العربي هلال سوداني.
رهان إقناع الخماسي المستهدف بالمشروع الرياضي لعل أكبر رهان ينتظر بلماضي اقناع الخماسي المذكور بحمل الألوان الوطنية، خصوصا منهم اللاعبين الذين تقمّصوا ألوان المنتخب الفرنسي في أكثر من مناسبة في الأصناف الدنيا، يتقدمهم خريج مدرسة تكوين نادي ليون، ومهاجم نادي نيس الحالي أمين غويري صاحب العشرين ربيعا، وجوهرة نادي أونجيه الصاعد المعار إلى نادي وولفرهامتون، الظهير الأيسر ريان آيت نوري صاحب 19 عاما، وبن زيمة الجديد لنادي ليون صاحب 17 سنة المهاجم ريان شرقي، بالإضافة إلى أسماء أخرى تكون قد تألقت في بطولات خارج فرنسا، على غرار هولندا وبلجيكا وكذا في البطولة الكندية، مثلما أكده الناخب الوطني في أحد حواراته السابقة. بلماضي تحدّث كثيرا عن نقطة شرح المشروع الرياضي الذي سطّره مع الخضر بدلا من إقناع اللاعبين باختيار الجزائر، موضحا أنه يعتبرهم جزائريين قبل كل شيء حين يتقدم للحديث إليهم، حيث قال بهذا الخصوص «مثلما قمنا به مع عوار نشرح المشروع الرياضي وطريقة العمل واللعب وأهداف المنتخب، لنكون واضحين مع اللاعبين منذ البداية». وأضاف: «المشكل هل يستمعون لنا ويتجاوبون معنا وهل يفهمون ما نقوله لهم، وذلك لديه عدة اعتبارات، أولها كيف كانت تربيتهم، وكيف يرون مشروع مسيرتهم الكروية».
الحفاظ على القمة يبدأ بتحضير الخلف يرجع تفكير مهندس التتويج القاري إلى الدفع بلاعبين جدد بداية من شهر مارس المقبل، نظرا لتقدم الكثير من اللاعبين في السن، يتقدمهم الدبابة عدلان قديورة الذي بلغ سن 35 يوم مباراة الجولة الثالثة من تصفيات «الكان»، ضد منتخب زيمبابوي بملعب 5 جويلية الأولمبي، والمهاجم إسلام سليماني الذي يتواجد دون منافسة مع فريقه ليستر سيتي، ويبحث عن فريق ينتقل إليه في الميركاتو الشتوي المقبل قد يكون إما سانت إتيان أو ليون المهتمان بخدماته حاليا، بالإضافة إلى العربي هلال سوداني الذي أبعدته كثرة الإصابات عن المنتخب، واقتراب الثنائي براهيمي وفيغولي من نهاية مسيرتهما الكروية. كما أن قوة الاستحقاقات التي تنتظر الخضر في مقدمتها تصفيات كأس العالم تتطلب لاعبين مميزين من طينة محرز الذي بات يتحمل عبء مباريات الخضر، وهو ما يكون وراء جلب عناصر جديدة لتخفيف الضغط عليه، حيث قال بلماضي بهذا الشأن: «كنت أعرف بأننا سنضمن التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا حتى قبل انطلاقها بسبب روح المجموعة». وتابع حديثه: «متأكد من أن تصفيات كأس العالم لن تكون سهلة أبدا، لهذا كنت سعيدا عندما خرج قديورة بالبطاقة الحمراء ضد المكسيك، لأني كنت أريد تجريب اللاعبين وسط الصعوبة». وقال أيضا: «إفريقيا بغض النظر عن الحرارة والرطوبة وارتفاع الملاعب عن سطح الأرض، إلا أن هناك عوامل أخرى أحيانا نشعر بها، تتعلق بقلة الأمن والتحكيم الذي ليس دائما في المستوى، لذا يجب أن يكون لدينا لاعبين مركزين طيلة أطوار المواجهة وقادرين دائما على رفع التحدي». يذكر، أن بلماضي يملك أزيد من أربعين لاعبا جاهزين لحمل القميص الوطني، تم تجريبهم منذ توليه مهمة قيادة العارضة الفنية، ويريد رفع التعداد إلى خمسين لاعبا قبل نهائيات أمم إفريقيا وكأس العالم 2022، حتى يملك كل الأسلحة في يده للدفاع عن لقب أمم إفريقيا، وبلوغ أدوار المتقدمة خصوصا في مونديال قطر.