كشف عبد المجيد شيخي المدير العام للمركز الوطني للأرشيف، عن تنظيم ندوة دولية تمهيدية للتعاون بين الجزائر والدول الاسكندنافية، فنلندا، النرويج، السويد، ايسلندا، الدانمارك، هولندا وألمانيا التي طلبت الانضمام، في حين قامت الجزائر بضم تركيا، وذلك آخر شهر جوان، مضيفا بأن الندوة الثانية ستكون في شهر أكتوبر 2012، حيث تتناول الندوة ترجمة رسائل القراصنة الاسكندينافيين الذين كانوا موجودين بالجزائر قبل سنة 1830. وأوضح أمس ضيف تحرير «الشعب» بأن هذه الرسائل مهمة جدا وتصور الحالة العامة للجزائر وسكانها فيما يتعلق بالتجارة الدولية آنذاك، مؤكدا أن الأتراك قد منحوا الجزائر الأعلام التي كانت تحملها البحرية الجزائرية في تلك الفترة والتي تمثل أعلام الدولة، بالإضافة إلى اللوحات التي تصور المعارك التي خاضتها البحرية الجزائرية مع الدول الأوروبية. وفي ذات الاطار، كشف المدير العام للمركز الوطني للأرشيف عن اتفاق مع اسبانيا وبموجبه تمنح هذه الاخيرة نسخ تهم تاريخ الجزائر من بداية الحروب الصليبية إلى الآن. وفي رد عبد المجيد شيخي عن سؤال جريدة «الشعب» حول سبب غياب قسم للغة والأدب التركي على مستوى الجامعات التركية، باعتبار أن هذه الاخيرة تملك كمية هائلة من الوثائق المتعلقة بالحقبة العثمانية، أوضح أن التعاون بين تركيا والجزائر فيما يخص هذا الموضوع ممتاز جدا، لكنه استطرد أنه ينبغي التفريق بين أمرين وهما الأرشيف الجزائري الذي يهم تاريخنا والموجود بفرنسا، وثانيا الأرشيف الجزائري الموجود في كل أنحاء العالم. وأضاف المدير العام للمركز الوطني للأرشيف في هذا الصدد، بأن الأرشيف الموجود بالجامعات التركية في أغلبيته يهم تاريخنا وفي نفس الوقت ملك للدولة التركية، مبرزا في ذات الشأن، توقيع الجزائر اتفاقية لتسليم نسخة كاملة من الأرشيف المتعلق بالجزائر، وذلك سنة 2004، حيث شرع الطرف التركي في تسليم النسخة من حين لآخر، مما مكن الدولة الجزائرية من الحصول على وثائق هامة جدا. أما بالنسبة لمسألة تكوين إطارات متخصصة في اللغة التركية لترجمة الوثائق التاريخية المسترجعة، تأسف عبد المجيد شيخي عن المنحى الغريب على حد تعبيره الذي اتخذته الجزائر غداة الاستقلال، وذلك عبر إغلاق المعاهد المتخصصة في اللغات القديمة كاللاتينية، اليونانية، التركية والإغريقية الواحدة تلو الأخرى. معطيا مثالا بنفسه عندما كان يدرس اللغة التركية والفارسية ببعض المعاهد بالجزائر خلال الفترة (1965 / 1966)، والتي أغلقت فيما بعد. وبالموازاة مع ذلك، تساءل ضيف «الشعب»، كيف يمكن كتابة التاريخ ان كنا جاهلين باللغات القديمة، لكنه تفاءل بالمقابل بعودة سياسة التكوين في اللغات القديمة حاليا على مستوى الجامعات الجزائرية، حيث توجد أقسام للغة التركية والعثمانية بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة .