التلقيح على مرحلتين احتمال انتقال العدوى وارد بينهما حذر رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة، ورئيس المخابر المركزية للمؤسسة الاستشفائية العمومية برويبة «البروفيسور كمال جنوحات، من دخول الجزائر في موجة ثالثة من انتشار فيروس كورونا في حال تسجيل تراخ واستهتار في الالتزام بإجراءات الوقاية من قبل المواطنين، داعيا السلطات العليا إلى الاستمرار في فرض الصرامة في تطبيق البروتوكول الصحي. قال البروفيسور كمال جنوحات خلال نزوله ضيفا في الإذاعة الوطنية، إن الوضع الوبائي في تحسن على مستوى جميع ولايات الوطن، والدليل على ذلك انخفاض حصيلة الإصابات اليومية إلى 416 ثم إلى 382 إصابة بعد أن سجلت الجزائر في فترة سابقة ألف حالة، ما تسبب في اكتظاظ كبير في مصالح الإنعاش، كاشفا أن 70 بالمائة من الأسرة أصبحت فارغة في أغلبية المراكز الاستشفائية، الأمر الذي يستدعي من الجميع التحلي باليقظة وتوخي الحذر تفاديا لعودة تدهور الوضعية الوبائية. واعتبر تعويض المواطنين عن فحوصات» بي سي أر» بنسبة 50 بالمائة وبعض وسائل التشخيص فيروس كورونا كالسكانير، خطوه هامة قامت بها الهيئات المعنية بالتنسيق مع بعض المخابر الخاصة خاصة وأنها أسعار باهظة ليست في متناول المواطن البسيط مشيرا إلى عدم تصنيف اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في قائمة المنتجات المعوضة في صناديق الضمان الاجتماعي. وأضاف أن معهد «باستور» بالتعاون مع خبراء ومختصين في المناعة وطب الأوبئة سيعملون على دراسة ومراقبة اللقاحات والنقاش حول اختيار النوع المناسب على الصعيد العلمي مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف الحفظ والإمكانيات المتاحة ومدى سلامته، منوها بأن الجزائر لا تتوفر على أحدث التقنيات التي تجعلها قادرة على مراقبة فعالية اللقاح. وذكر رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة بأن التلقيح يتم على مرحلتين وما بين الجرعة الأولى والثانية احتمال انتقال العدوى وارد، لذلك لا يجب -على حد قوله - إهمال قواعد الوقاية حتى بعد الخضوع للقاح، موضحا أن الجرعة الثانية من التلقيح تساهم في تأمين حماية طويلة المدى، بالإضافة إلى أن اللقاح سيكون اختياري وليس إجباري، ولكن بعض المرافق العمومية التي تشهد اكتظاظا واسعا قد تشترط خضوع المواطنين للقاح المضاد للكورونا، خاصة في المطارات. وأشار إلى أنه لا يمكن التنبؤ باستمرار التلقيح ضد كورونا في السنوات القادمة كالأنفلونزا الموسمية، مؤكدا أن مستقبل هذا الوباء مجهول على اعتبار أنه فيروس جديد وكشف عن مفاجآت غير متوقعة، زيادة على أن اللقاح المضاد للفيروس لأول مرة تستعمل فيه تقنيات جديدة، حيث يمس الخلية وليس نواة الخلية مؤكدا أن الطريق الوحيد للتوجه نحو مناعة القطيع هو التلقيح علما أن الجزائر ما تزال بعيدة عن نسبة 70 بالمائة، وإنما حققت إلى حد الآن من 20 بالمائة أو22 بالمائة. وفيما يخص اختيار اللقاح المناسب للجزائر أوضح البروفيسور جنوحات في ذات السياق قائلا:» إن ذلك يتطلب معرفة الإمكانيات اللوجستية للبلد وعلى أساسها يتم جلب اللقاح الذي يتلاءم ووسائل التخزين والتبريد المتوفرة، علما أن الكثير من الدول النامية تفتقد إلى الإمكانات الضرورية. في المقابل، توجد بعض اللقاحات كفايزر بيونتاك» تحفظ في درجة حرارة أقل 70 بالمائة 80 بالمائة، وعلى مستوى المراكز الاستشفائية تتطلب ثلاجات خاصة بحفظ هذه اللقاحات وهي غالية الثمن وتقدر الواحدة منها 500 مليون سنتيم. وفي رأي البروفيسور جنوحات، فإن التحدي الأكبر يكمن في اختيار اللقاح الأنجع والأرخص ثمنا مع جلب الكمية الكافية، مشيرا إلى أن أسعار اللقاحات الأقل سعر اللقاح الأقل في السوق سترازينيكا الصيني الذي لا يتعدى ثمنه 4 دولار، أما اللقاح الروسي فيصل سعره إلى 10 دولار للجرعة الواحدة. كما أن اللقاحات مطلوبة بكثرة وتتسارع جميع الدول لجلبها لتوفرها في أقرب وقت، علما أن نتائج المراحل الثانية والثالثة كشفت عن فعالية اللقاحات اللقاح البريطاني بنسبة 70 بالمائة. وأكد رئيس الجمعية الجزائري لعلم المناعة البروفيسور كمال جنوحات، أن جميع اللقاحات المتوفرة فعالة بنسبة تتعدى 50 بالمائة وتطور التكنولوجيا والطب ساهم في اكتشاف اللقاح في وقت قصير غير مسبوق في تاريخ الطب في العالم، قائلا إن اختيار اللقاح المناسب للجزائر يعتمد على عدة صفات، ولكن الصفة التي تأخذها بعين الاعتبار المنظمة العالمية للصحة تكمن في فعالية اللقاح. وعن مدى سلامته نفى أن تتسبب اللقاحات في آثار جانبية قد تشكل خطورة على صحة وسلامة الخاضعين لها، موضحا أن جميع المؤشرات تدل على مدى فعالية اللقاحات وعدم خطورتها، مؤكدا أنه يجب أن نثق في الدراسات العلمية وآراء الخبراء في طب الأوبئة والمناعة الذين يسهرون على متابعة تطور الفيروس وخطورته، بالإضافة إلى السلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا سريعة الانتشار والتطور التي تحتم على الجزائر اتخاذ إجراءات وقائية فعالة والرفع من عدد الفحوصات وتحاليل الكشف عن الفيروس وتطبيق العزل في حال تم الاشتباه في الإصابة.