مقري: تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني «طعنة مسمومة» قسوم: ضرورة التشخيص لتجاوز الأزمات ومواجهة التحديات بن عبو: الديمقراطية الحديثة لا تتجاوز التمثيل الحزبي دعت أحزاب سياسية وجمعيات شاركت، أمس، في الندوة الوطنية المنعقدة بدار الجزائر بقصر المعارض، بعنوان: «الجزائر والتحديات الخارجية»، إلى ضرورة تقوية الجبهة الداخلية ورصّ الصفوف لمجابهة التحديات الخارجية، والعمل المشترك للوصول إلى انتقال ديمقراطي سلس، واعتبار الأحزاب مؤسسات وطنية والابتعاد عن محاولة إضعافها. أبرز رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ضرورة تفعيل العمل المشترك وإرساء الحوار الجاد والتعاون، بما يصنع بيئة سياسية هادئة بعيدة عن المشاحنات والصراعات والتفرقة، التي لم نجنِ منها سوى الضعف والتشتت، وتعثر الوصول إلى انتقال ديمقراطي حقيقي سلسل وآمن يجسد الشرعية الشعبية، على حد تعبيره. وأضاف رئيس حركة مجتمع السلم، أنه الأوْلى الانتباه إلى أولوية التقارب والتعاون المشترك لمصلحة الجميع، من أجل توفير الظروف القانونية والسياسية والثقافية والاجتماعية الموصلة إلى بناء مؤسسات ذات مصداقية، يزيد التنافس السياسي في قوتها بدل إضعافها، والتعاون الجاد لإطلاق مشروع وطني جامع يمكن الجبهة الداخلية من مواجهة المخاطر الخارجية. وقال أيضا، إن إقامة جبهة داخلية ضد المخاطر الخارجية وتحقيق إصلاحات سياسية منشودة لا تكون ذات جدوى ولا تضمن الديمومة، بدون النجاح في تحقيق التنمية الاقتصادية، واصفا تطبيع حكومة المخزن مع الكيان الصهيوني بالطعنة المسمومة في الظهر. في المقابل دعا مقري إلى إطلاق حوار جاد ومسؤول، فيما يخص قانون الانتخابات وتوفير ضمانات ذات نزاهة مختلفة والابتعاد عن كل شكل من أشكال تدخل الإدارة، واعتبار الأحزاب مؤسسات وطنية من مؤسسات الدولة التي لا يمكن إضعافها. وأبدت أحزاب أخرى، موقفها من التهديدات الخارجية، منها التدخل السافر للبرلمان الأوروبي في شؤوننا، والمخاطر بدول الساحل وعلى حدودنا الغربية، مؤكدين أنه عندما يتعلق الأمر بالتهديدات الخارجية يجب أن نقف صفا واحدا حتى لا يطمع فينا الأعداء وهو التزام أخلاقي بالدفاع عن بلدنا بلا شرط. قسوم: الجزائر بحاجة إلى التشخيص والعلاج لتجاوز الأزمات من جهته، قال رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عبد الرزاق قسوم، إن الجزائر بحاجة إلى التشخيص والعلاج لتجاوز الأزمات ومواجهة التحديات، مضيفا أن واقعنا يطبعه التأزم الذي بسط انعكاساته السلبية، والإحباط الاجتماعي بسبب وباء كورونا. وأبرز قسوم، أن هذه العوامل صنعت الهشاشة التي يعاني منها الوطن، الذي لم يمكنه من التصدي والاستجابة للتحديات. وبحسبه، فإننا نعاني أزمة إثبات الوجود على جميع الأصعدة ولابد أن تتصدى له النخبة. بالإضافة إلى تحديات الحدود مع مالي والمغرب، مناشدا الأحزاب السياسية والمجتمع المدني للوقوف جبهة واحدة لمواجهة التحديات. المحامية بن عبو: الديمقراطية الحديثة هي الديمقراطية التمثيلية في المقابل، أوضحت الدكتورة فتيحة بن عبو، خبيرة في القانون الدستوري، أن الديمقراطية الحديثة هي الديمقراطية التمثيلية، وهذه الأخيرة لا يمكنها تجاوز الأحزاب السياسية، مشيرة إلى أن دور المجتمع ليس سياسيا، بل السياسة ترجع للأحزاب السياسية وهذا ما يطلق عليه الديمقراطية التمثيلية، وبحسبها لو همش دور الأحزاب سنصل إلى نظام شمولي استبدادي. وتساءلت الدكتورة بن عبو، لماذا تريد بعض الأطراف كسر الأحزاب السياسية، مرجعة فشل الأحزاب السياسية في السابق إلى سوسيولوجية الجزائر، بحكم أننا لسنا دولة حديثة، مضيفة أن ما تبقى من الأحزاب هو مكسب يجب الحفاظ عليه وتعزيز دوره. في هذا الصدد أبرزت الخبيرة في القانون الدستوري، ضرورة تأدية الأحزاب السياسية دورها المنوط بها خاصة في تكوين الناخبين وتمثيل الرأي العام. وفي سؤال حول تصورها بشأن قانون الانتخابات، دعت عبو للحذر وعدم التسرع وكذا فتح نقاش عميق، خاصة وأن هذا القانون عرف عدة تعديلات منذ سنة 1989، موضحة أن قانون الانتخابات ليس نظرية، بل يجب أن يتماشى مع الواقع الاجتماعي الجزائري.