ما تزال الدراسات المتعلقة بالفيروس المتحوّر عن كوفيد -19 متواصلة، وقد صدرت بعض النتائج، لكنّها متضاربة، منها من تعتبره أكثر فتكا من سارس كوف 2 (أي الفيروس الأصلي)، ومنهم من يعتقد أنّه أخفّ من حيث الخطورة والتعقيدات، في انتظار النتائج النهائية، يشدّد الدكاترة والأساتذة في الطب على الاستمرار في تطبيق البروتوكول الصحي، لأنّه السبيل الوحيد الذي يقلل من الأخطار والإصابات وخاصة الوفيات. بالرغم من تحوّر الفيروس التاجي المستجد، إلاّ أن التحاليل الكاشفة تبقى نفسها لحدّ الآن، ويبقى اللقاح مهما للقضاء على قوّة الفيروس من حيث التعقيدات الخطيرة التي تصل إلى حدّ الوفاة، مع الاستمرار والتشديد في الإجراءات الصحية الوقائية، التي بدا التخلي عنها بشكل ملحوظ بسبب انخفاض منحنى الإصابات بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة. أكّد البروفيسور محمد بركاني بقاط رئيس عمادة الأطباء في تصريح ل»الشعب»، أنّ السلالة الجديدة تمتاز بسرعة التنقل بين الأشخاص بطاقة تصل إلى 8 مرات، إذا ما قورنت بالسلالة الأصلية، وهي بذلك – يضيف – تشكل خطرا من الناحية الوبائية أكثر من السلالة الأصلية أو كوفيد - 19. عبّر البروفيسور بقاط عن تخوّفه بشأن التراخي الملاحظ في الميدان، بعد تسجيل استقرار في الوضع الوبائي، وهو ما جعل الأشخاص يعتقدون أنّ الخطر زال، وبالتالي لا يجدون جدوى من تطبيق البروتوكول الصحي، وهذا ما قد يؤدي إلى تضاعف عدد حالات الإصابات وارتفاع منحنى الإصابات من جديد. يؤكد بقاط أنّ تراجع عدد الإصابات بالفيروس التاجي لأقل من 200 حالة يوميا مع عدد وفيات قليل جدا مقارنة بما سجل في الأشهر خاصة الصيف، لا يعني أنّ الخطر قد زال، خاصة مع ظهور السلالة الجديدة، غير أنّ المطمئن في الأمر- كما قال - أنه يستعمل لعلاجه نفس الأدوية التي تعطى للمصابين بفيروس كوفيد- 19، مؤكدا أن اللقاح صالح لهذا الأخير وللمتحوّر في نفس الوقت، فهو قادر أن يقاوم هذه السلالة الجديدة. قدم بقاط في هذا الإطار بعض المعلومات حول الفيروس المتحوّر، الذي يحمل بروتين متغير، وهذا ما يجعل مناعة الإنسان لا تعرفه، ممّا يسهل له دخول الخلايا بشكل أسرع، والأهم -حسبه - إجراء التحقيقات الوبائية، لأنها السبيل الوحيد الذي يعطي معلومات حول مسار الفيروس. تذكر البروفسور طاوس حدادي رئيسة قسم الطب الداخلي بمستشفى أمين دباغين « مايو سابقا»، أنّ الفيروس المتحوّر عن سارس كوف 2 أو كوفيد – 19 تعدّ أسرع وأكثر انتشارا، وما دام كذلك، فإنّه يمسّ الفئات الأصغر سنّا أيّ الأطفال، لكن هذه الفئة تتمتع بمناعة قويّة والقدرة على مكافحة الوباء أكثر من الفئات الأخرى، خاصة ذوي الأمراض المزمنة والمسنين. وبما أنّ الانتشار أوسع وأسرع للفيروس، فهذا يعني حسب البروفيسور حداد أنّ الشحنة الفيروسية الكبرى، تحتاج دراسات أعمق تستهدف آلاف الأشخاص المصابين وليس إلى العشرات، وأضافت في تصريح لها عبر الإذاعة الوطنية، أنّه نظرا لعدم وجود نتائج متطابقة لحدّ الآن حول الطفرة الجديدة لسارس كوف 2، لكن يبدو – حسبها- أنّ الشحنة الوبائية ستكون أكبر وأسرع من حيث العدوى والانتشار.