خرج المشاركون في الندوة العلمية الوطنية «وهران مدينة المعرفة والتعايش»، التي احتضنها «كراسك» وهران أول أمس الأحد، احتفاءً بالذكرى ال229 لتحرير المدينة، خرجوا بتوصيات أكدوا فيها على ضرورة ترسيم الاحتفال بهذا اليوم، كما دعوا إلى استحداث جائزة «عثمان الباي الكبير» لأحسن بحث وإنجاز أدبي أو فني أو تكنولوجي له علاقة بوهران وتاريخها، فيما سيكون موضوع الطبعة القادمة «وهران العمران الحضاري والقيم الرمزية». تبنى المشاركون في فعاليات الندوة العلمية الرابعة «وهران: مدينة المعرفة والتعايش»، التي احتضنها مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية «كراسك» بوهران، مجموعة من التوصيات، تلقت «الشعب» نسخة منها. وكانت هذه التظاهرة، التي نظّمت بمناسبة الذكرى ال 229 لتحرير وهران من الاحتلال الإسباني، سانحة أكد الحاضرون فيها على ضرورة ترسيم هذا اليوم «كيوم ولائي ووطني يرمز للوظيفية التاريخية والوطنية للمثقف وتلاحمه مع مؤسسات الدولة من أجل وحدة الأمة واستقرارها، كما أن للنخبة الدينية دور الروحي والاجتماعي المتميز في تطوير الوعي الديني وإشاعة السكينة بين الناس». من أجل ذلك، جدّد المشاركون دعوتهم إلى ترسيم ذكرى تحرير وهران 27 فبراير 1792، كيوم وطني له علاقة بأيام الذاكرة الوطنية وأعياد الاستقلال، كما دعوا إلى الاهتمام بالأرشيف الإسباني وترجمته، لاسيما ما يتعلّق بالمرتكزات الاستراتيجية الإسبانية في احتلالها لوهران في الفترة ما بين 1732 و1792. وفي ذات السياق، تمّت الدعوة إلى تحديد الأماكن الرمزية التاريخية لوهران مع وضع نصب تذكارية مخلدة ومعرفة للأمكنة. ومن بين مخرجات الندوة، نذكر أيضا استحداث جائزة باسم «عثمان الباي الكبير» تقدم لأحسن بحث وإنجاز أدبي أو فني أو تكنولوجي له علاقة بوهران وتاريخها، إلى جانب إعادة طبع الأعمال التاريخية المتعلقة بفتح وهران، بتحقيق جديد، وتكوين لجنة عمل مشتركة بين السلطة المحلية بوهران والجامعة ومراكز البحث، لتضير الملتقيات القادمة وطبع الأعمال التي تؤرخ لذاكرة المدينة، ودعوة المجلس الشعبي الولائي لتبني هذا اليوم الولائي والوطني في برنامجه السنوي وإحيائه نخبويا وشعبيا. وفي انتظار تحقّق هذه التوصيات، اتفق المشاركون على أن يكون «وهران العمران الحضاري والقيم الرمزية» عنوان الطبعة القادمة تخليدا للذكرى 230 لتحرير وهران من الاحتلال الإسباني. وقد سهر على صياغة التوصيات لجنة ضمّت كلّا من أ.د بومدين بوزيد، أ.د العربي بوعمامة، د.مستاري الجيلالي، أ.د حنيفي الهيلالي، أ.د بوعرفة عبد القادر، د.حمدادو بن عمر، أ.بلقوت حسين، د.محمد مرواني. وكانت التظاهرة العلمية التاريخية، التي نظمها «كراسك» وهران أول أمس الأحد، بالتعاون مع مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية وتحليل الخطاب لجامعة مستغانم ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف، قد عرفت حضور رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور بوعبد الله غلام الله، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية عيسى بلخضر، وأشرف على افتتاحه رسميا وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور عبد الباقي بن زيان عبر منصة «زووم». وشهدت الندوة تقديم عدد من المحاضرات والمداخلات العلمية. للتذكير، فقد نشرت «الشعب» يوم السبت الماضي حوارا مع البروفيسور العربي بوعمامة من جامعة مستغانم، باعتباره منسق هذه الطبعة الرابعة، وجميع الطبعات السابقة، وأكّد لنا ضرورة الاهتمام بتراث عاصمة الغرب الجزائري وحفظه من الزوال، كما أشار إلى الدور الذي لعبته النخب العلمية في تحرير وهران من الاحتلال الإسباني. وتحدث عن تميز وهران بكونها مدينة معرفة وتعايش، ومن هنا جاء عنوان الندوة، التي جاءت أيضا رمزية وتكريمية للمرحوم المجاهد السيناتور الزاوي الجيلالي. ——