أكد مدير مركز اسطرلاب للدراسات، الليبي عبد السلام الراجحي، الخميس، أن دور الجزائر «مهم جدا» في مرافقة ليبيا لاستكمال المرحلة الانتقالية، و»مساعدة الجهاز التنفيذي الجديد في صد التدخلات الخارجية»، التي تسعى للتشويش على وحدة الليبيين. وقال مدير المركز في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن «الشعب الليبي ينتظر الشيء الكثير من جيرانه، لمرافقة حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي في إعادة توحيد المؤسسات الليبية، واستكمال المرحلة الانتقالية لغاية إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري»، مؤكدا أن دور الجزائر «مهم جدا» خلال هذه «المرحلة الحاسمة» من مسار البناء في ليبيا. وأضاف في هذا الإطار، «دور الجزائر كان إيجابيا جدا خلال المرحلة السابقة»، حيث ساعدت «مواقفها الحازمة» و»جهودها الكبيرة»، يقول، «في الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها»، و»استبعاد التدخلات الأجنبية»، مشيدا بدورها كذلك، في إرساء دعائم حوار ليبي-ليبي تحت مظلة الأممالمتحدة. وأفاد عبد السلام الراجحي، أن هناك تخوف كبير عند الشعب الليبي من «تكرار سيناريو التدخلات الأجنبية»، و»محاولة تأجيج الصراع بين الليبيين من جديد لبث الفرقة والانقسام»، و»التشويش على الجسم التنفيذي الجديد»، معبرا عن شكره للجزائر، التي، يقول، «إنها كانت سندا كبيرا لليبيين خلال الأزمة ويمكن أن تكون خير عون لهم خلال المرحلة المقبلة». ولفت الخبير السياسي الليبي، في ذات السياق الى أن ما تحظى به الجزائر من ثقل سياسي ودبلوماسي على الصعيدين الإقليمي والدولي، قادرة على مساعدة حكومة عبد الحميد الدبيبة في «إيقاف التدخلات الأجنبية»، عن طريق التنبيه والتحذير من محاولة العبث مجددا باستقرار ليبيا، والتبعات الخطيرة لأي حرب جديدة في ليبيا على كل المنطقة ككل. الحوار أفضل خيار وأعرب الراجحي عن تفاؤله بنجاح حكومة الوحدة الوطنية في قيادة المرحلة المؤقتة في ليبيا، بعد حصولها على ثقة مجلس النواب الليبي، قائلا: «هناك إصرار من هذه الحكومة ومن الليبيين ككل لإنجاح المهمة»، لأن الكثير من الليبيين -بحسبه- «تعلموا الدرس خلال 10 السنوات الأخيرة، وأيقنوا أن لا أحد يستطيع فرض سلطته ونفوذه بقوة السلاح». وتابع يقول، «الليبيون أدركوا اليوم، أن الحوار والصراع السياسي هو أفضل بكثير من الحروب، وأن صناديق الانتخاب أكثر نجاحا من صناديق السلاح». مضيفا بالقول، الحكومة الليبية الجديدة «تتمتع بزخم وقبول شعبي كبير، كما أنها «تحظى بنوع من التعاطف» من الشعب الليبي، الذي يدرك «صعوبة المرحلة». وأبرز الراجحي، التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجه حكومة الوحدة الوطنية الليبية. موضحا في هذا الإطار، من أولويات حكومة الدبيبة، توحيد المؤسسات وتقديم الخدمات، ودعم الاستقرار الأمني والعسكري، والسهر على احترام وقف إطلاق النار، وأيضا -يضيف- «إخراج المرتزقة الذين يتجاوز عددهم، بحسب التقارير، 20 ألفا ونزع الألغام».