ترى الباحثة في المدرسة الوطنية للعلوم السياسة، تخصص دراسات إفريقيا، مريم هموش، أن منح مجلس النواب الليبي الثقة للحكومة جديدة برئاسة الدبيبة وأدائها اليمين الدستورية، تعد خطوة مهمة جدا، خاصة وأنها جاءت ضمن خارطة طريق واضحة المعالم. مشيرة في نفس الوقت، إلى ان الأولوية الآن للحرص على استكمال المسار وذلك عن طريق تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية ناجحة يمكن من خلالها تحديد ملامح سلطة سياسية موحدة في ليبيا. - دخلت ليبيا مرحلة جديدة بعد أداء الحكومة اليمين الدستورية، ماهي الأولويات المطروحة؟ تشهد ليبيا منذ سنة 2014 فوضى أمنية عارمة وأزمة سياسية حقيقية، حيث أن عدم وجود سلطة سياسية فعلية وموحدة في ليبيا، جعلنا نصف وضع الدولة فيها بالانهيار. طبعا كانت هناك محاولات كثيرة ومبادرات عدة لتصليح الوضع وإعادة إعمار ليبيا لكنها باءت بالفشل. فحتى اتفاق الصخيرات بالمغرب، الذي استبشرنا به خيرا، تمت عرقلته. مع ذلك تعتبر خطوة اختيار حكومة جديدة وأدائها لليمين الدستورية خطوة مهمة جدا، خاصة وأنها جاءت ضمن خارطة طريق واضحة المعالم، لذلك يمكن اعتبار أن الأولوية الآن تكمن في الحرص على استكمال المسار وذلك عن طريق تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية ناجحة يمكن من خلالها تحديد ملامح سلطة سياسية موحدة في ليبيا. - تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في ديسمبر المقبل، يعد هدفا أساسيا للحكومة، هل الوقت كاف لتنظيمها في الوقت المحدد؟ الأكيد أن الوقت كاف لتنظيم انتخابات في الوقت المحدد، لكن السؤال المطروح هو: هل الشعب الليبي مهيأ للانتخاب حاليا؟ أكبر تحدّ يواجه تنظيم هذه الانتخابات هو مدى استعداد فئات كبيرة من الشعب الليبي للتخلي عن الامتيازات التي حققوها بعد سقوط النظام السابق في إطار انتماءاتهم الضيقة لصالح مصلحة أكبر هي مصلحة الدولة. أعتقد أن هذا صعب، بالنظر إلى تركيبة الشعب الليبي، لذلك أخشى أن نشهد عنفا غير مسبوق في هذه الانتخابات. - ما هي الآليات للنهوض بالاقتصاد الليبي في الوقت الراهن؟ الحديث عن النهوض بالاقتصاد الليبي حاليا سابق لأوانه، لأن هذا قد يعرقل إعادة إعمار ليبيا أكثر مما يخدمه، خاصة وأن باب التدخلات الخارجية ما يزال مفتوحا وأطماع القوى الخارجية في تزايد مستمر، لذلك يمكن أن يستغل الوضع بشكل خاطئ. من هنا أعتقد أن الأولوية تكمن في حل الأزمة السياسية والأمنية أولا ومن ثم الاهتمام بالاقتصاد الليبي خارجيا. - وماذا عن مصير بعثة الأممالمتحدة؟ مصير بعثة الأممالمتحدة مرتبط بتطورات الوضع في ليبيا، كونه الوحيد الذي قد يحدد الدور الذي ستلعبه البعثة. مع ذلك أؤكد على أمر مهم جدا، لابد أن يستمر وجود البعثة حتى بعد إجراء الانتخابات، خصوصا إذا تمت هذه الأخيرة بنجاح. لأن الليبيين سيحتاجون إلى مرافقة حتى تستقر الأوضاع ويعاد إعمار ليبيا من جديد.