أكد مشاركون في ندوة تاريخية بمناسبة إحياء عيد النصر المصادف ل 19 مارس، أن هذا الإنجاز هو «تتويج لتضحيات ومعاناة شعب آمن باستقلال بلاده». أوضح الأستاذ بجامعة «علي لونيسي»، بالعفرون، عبد الكريم مناصر في مداخلة له بمناسبة هذه الندوة التاريخية التي بادرت بتنظيمها المديرية الولائية لأمن الولاية بالتنسيق مع مديرية المجاهدين أن هذا الأخير «لم يأت صدفة أو تنازلا من قبل المستعمر، وإنما هو تتويج لتضحيات وصبر شعب وحنكة شخصيات وطنية أجبرت جنرالات فرنسا على الخضوع والجلوس على طاولة المفاوضات». واعتبر المحاضر في الندوة المنظمة، الخميس، بالبليدة، اليوم التاريخي «اعتراف ضمني» باستقلال الجزائر من فرنسا التي حاولت بكافة الطرق إخماد الثورة التحريرية التي التف حولها كامل الشعب، الأمر الذي أجبرها على اللّجوء إلى الحل السياسي والخضوع لكافة شروط ممثلي الحكومة الجزائرية المؤقتة بعد فشلها في محاولة مراوغتهم باشتراطها تسليم الأسلحة قبل الجلوس الى طاولة المفاوضات، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض. وبحسب ذات المتحدث، سبق الإمضاء على اتفاق وقف إطلاق النار ثلاث مراحل، أوّلها مرحلة «جسّ النبض» لتأتي بعدها مرحلة «الاتصالات السرّية» ثم مرحلة المفاوضات الفعلية التي انطلقت، سنة 1960، التي حاولت خلالها السلطات الفرنسية المراوغة وعرقلة المسار التفاوضي، سعيا منها إلى إفشال الإتفاقيات مع الحكومة المؤقتة غير أنها رضخت في الأخير واعترفت بسيادة الجزائر ووحدتها الترابية وأن جبهة التحرير الوطني، هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الجزائري. من جهته، تحدث الضابط السابق في جيش التحرير الوطني وأحد المحكومين عليهم بالإعدام، المجاهد صالح شرقي عن الفرحة العارمة التي عمّت السجن الكائن بفرنسا الذي كان يتواجد به رفقة العشرات من الجزائريين، عقب بلوغهم خبر إعلان وقف إطلاق النار، عبر كافة التراب الوطني. أضاف شرقي أنه كان يتوّقع حلول هذا اليوم التاريخي الذي اعتبره، هو بدوره، «تتويجا لإصرار شعب حارب لاسترجاع استقلاله» والتخلص من بطش المستعمر الذي مارس كل أنواع التعذيب والتنكيل في حق الشعب الجزائري التي لم يسلم منها حتى الأطفال والنساء والشيوخ. وبهدف تعريف الجيل الصاعد بتضحيات ومعاناة أسلافهم الذين تعرضوا لكافة أشكال الظلم من طرف المستعمر الفرنسي الذي تفنن في إذلالهم والذي قوبل بتحدي وشجاعة من قبلهم، اقترح ذات المتحدث تأليف كتيبات صغيرة تتطرق كل واحدة منها بشكل مبسط لكافة أحداث الثورة وتوزيعها على المؤسسات التربوية.