قال وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، شمس الدين شيتور، إن مشروع انتاج الطاقة الشمسية، «ديزرتيك»، بلغت تكلفته حسب مكتب الدراسات الألماني 450 مليار دولار، وهو ما أدى الى صرف النظر عنه بداعي عزوف البنوك عن تمويله. عاد الوزير شيتور، خلال ردّه على سؤال شفوي بمجلس الامة، الى 10 سنوات خلت، أين أوضح السبب الحقيقي وراء تعطل فكرة انتاج الطاقة الشمسية بالصحراء الجزائرية أو ما يعرف بمشروع «ديزرتيك»، وقال إن الجزائر آنذاك أبرمت اتفاقا مع ألمانيا لكي تدرس ماهية الإمكانيات في مجال الطاقات المتجددة في الصحراء الجزائرية، وبرز «ديزرتيك» كمكتب دراسات من ألمانيا، قدّم بعد دراسته أن في الصحراء ككل بمليونين متر مربع، يكفي منها 250 كلم مربع لاستفادة المعمورة ككل بالطاقة الكهربائية، وتكفي 100كلم مربع لإنارة أوروبا، وفي نفس السياق تكفي 10 كلم مربع لإنارة الجزائر، إذ يعني أنّ 3 بالمئة من الصّحراء تكفي لتزويد المعمورة ككل بالطاقة الكهربائية، وأوضح وزير الطّاقات المتجدّدة أنّه بعد كل هذه السنين تغيّرت الأمور، لأنّ المشروع يتطلب 450 مليار دولار، والبنوك لم تكن مستعدة للمساهمة في هذا المشروع لتوليد الكهرباء في الصحراء وتصديرها إلى ألمانيا. وجدّد شيتور تحذيراته من الاستهلاك غير العقلاني للثروات الباطنية للبلاد، إذ نستهلك 60 مليون طن من البترول في العام، وفي كل أسبوع 800 مليون متر مكعب من الغاز، فالامكاينات التي بحوزتنا في البترول والغاز محدودة، وكل الاحصائيات تقول إنه وفي آفاق 2035 لن يتبقى شيء من مواردنا الطاقوية التقليدية، لذا فكل ما لدينا هو نافذة بعشر سنوات للخروج من هذه التبعية، وبرنامج الوصاية يتمحور على ثلاثة أشياء أهمها محور الاقتصاد الطاقوي، ف 80 بالمئة من الطاقة توجه للاستهلاك وليس للإنتاج، وفي هذا المجال تواصلت مصالح شيتور مع 20 وزارة من أجل توحيد الجهود في كل الميادين، وبالتالي الانتقال الطاقوي مهمة جماعية تقع على الجميع، موضّحا أنّ سفيرة ألمانيابالجزائر رحّبت بكل تعاون ثنائي بين البلدين في مجال الانتقال الطاقوي، خاصة وأن ألمانيا تملك خبرة واسعة بالميدان. وحول تعقيب عضو مجلس الأمة، عبد القادر جديع، الذي طالب بجواب نهائي حول نية التخلي عن المشروع، قال شيتور إنّ الوزارة المستحدثة مؤخّرا لن تقع في أخطاء الماضي، وببرنامج جديد ومنهجية جديدة لن تقدّم وعودا لا يمكنها الوفاء بها، موضّحا أنّه لما تكلّم على 1000 ميغاواط، خلال هذه السنة، سيكون ذلك خلال منتصف هذا العام، داعيا الجميع لمحاسبته في حال فشل في ذلك.