أكد المسرحي علاوة جروة وهبي، أن مصطلح التناص استخدم في نقد الأعمال السردية أكثر من الاعمال المسرحية ويعتبر التناص، بحسبه، وافد جديد إلى الاعمال المسرحية، بينما المصطلح عرف منذ القديم في الادب العربي وكان يسمى سرقة وهناك الكثير من الكتابات أثيرت حوله، وحول الاشكالية ذاتها، الى ان أخذ به النقد الحديث مع ظهور الشكلانية، السيميائية، التفكيكية والبنيوية وغيرها. أوضح الكاتب المسرحي علاوة جروة في منشور له عبر صفحته ان «الناقد التونسي محسن بن عثمان اطلق عليه «بالتلاص والتخباص «، بالإضافة الى أسماء كثيرة، ملاحظا ان هناك في المسرح الآن ما يسمى بالتلاص في الاخراج وفي غيره رغم صعوبة تبين الأمر، إلا ان المتابع النبيه يمكنه ان يمسك بذلك وتبدو هذه الظاهرة في تصاعد خاصة في الدول العربية التي تعتمد على الاتكالية أكثر من الابداعية. أضاف أن «مسارح الدول العربية استهلاكية واتباعية أكثر منها انتاجية مبدعة، مبرزا ذلك في قوله: «رجل المسرح في الدول العربية يتلقف ما يظهر في الغرب وانه بعد سنوات يبدأ العمل وفقه وكأنه جاء باكتشاف جديد، وهذا نلاحظه بشكل واضح فنحن جد متخلفين عن الغرب بتخلف حركة الترجمة عندنا وبتخلف عقليتنا عن العقلية الغربية بعديد السنوات .» جاء تدخل علاوة وهبي بعد ان طرح كل من الثنائي الدكتور حبيب بوخليفة والمخرج محمد دهيمي مسألة التناص واستخدامها في الأعمال المسرحية بوجه كبير أثناء اللجوء الى اقتباس النص في العروض المسرحية، وأثارا الثنائي المسألة بحكم أنهما وجهان من أعمدة الحركة المسرحية في الجزائر لهما باع طويل ودراية مميزة في ادارة الركح فنيا وسيميولوجيا، وذلك من خلال ندوة احتضنتها قاعة المحاضرات، بمسرح قسنطينة الجهوي. ختم علاوة جروة حديثه بقوله إن طرح مثل هذه الاشكاليات للنقاش علامة صحية وعلامة خير «قد تخرجنا من حقل التبعية»، ان توفرت النية لوضع قطار الحركة المسرحية على السكة الصحيحة بالنسبة لنا والعودة الى تراثنا وقصصنا وتاريخنا واستلهمناه في أعمالنا المسرحية لتكون لنا خصوصيتنا التي تميزنا عن الغرب، ويمكن حينها القول ان مسرحنا الذي يختلف عن مسرح الغرب والذي له سماته وميزاته الخاصة، كما هو الشأن مثلا في مسرح الدول الأسيوية خاصة مثل اليابان والصين والهند .