أحيت الأسرة الثورية بالبليدة، اليوم الخميس، الذكرى 64 لمعركة أهل الواد بالشفة (غرب) التي أسفرت عن استشهاد 37 جنديا من الكومندوس كبدوا العدو الفرنسي خسائر مادية وبشرية كبيرة فاقت 155 جندي. في إطار الحفاظ على الذاكرة الوطنية وإحياء للمحطات التاريخية المحلية المتعلقة بالثورة التحريرية، قامت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق، بالتنسيق مع بلدية الشفة، بإحياء الذكرى 64 لمعركة أهل الواد التي تعد من أهم المعارك التي شهدتها الولاية التاريخية الرابعة، وفق ما أجمع عليه مجاهدي المنطقة. بهدف تعريف الأجيال الصاعدة ببطولات وتضحيات أسلافهم الشهداء في سبيل أن يعيشوا في كنف الحرية والكرامة أحيت الأسرة الثورية، اليوم، وبحضور مجاهدي وسكان المنطقة ذكرى معركة أهل الواد التي وقعت بمنطقة أهل الواد الواقعة على بعد 6 كلم جنوب الشفة والتي تتميز بمسالكها الوعرة، يوم 15 أفريل 1957، الموافق لمنتصف شهر رمضان. ففي يوم 15 أفريل 1957، تلقت فصيلة المجاهدين المكونة من 37 جنديا من الكومندوس الذي كانوا متوجهين نحو الشفة بعد تلقيهم لتكوين بالناحية الثانية (المنطقة الثانية للولاية الرابعة)، نبأ محاصرتهم من طرف العدو الفرنسي إثر وشاية من أحد الخونة، وفقا لما أفادت به مصادر من مديرية المجاهدين. وبحسب ذات المصدر، شارك في هذه المعركة التي كبدت صفوف العدو الفرنسي 155 جنديا، نحو 5000 عسكري من المشاة المظليين، بالإضافة إلى عشر طائرات هيليكوبتر وطائرتين من نوع «جاغوار» لمراقبة تحركات المجاهدين بالشكل الذي لا يترك أي منفذ لتسلل المجاهدين. بالرغم من الإمكانيات المادية والبشرية الكبيرة التي جندتها فرنسا خلال هذه المعركة، إلا أن المجاهدين الذين جابهوا محاصرة العدو ببنادقهم وأسلحتهم البسيطة، تمكنوا من الصمود الى غاية الساعة السابعة والنصف مساءً إلى أن إستشهد آخر مجاهد بعد نفاذ الأسلحة على غرار الشهيد سي يحيى قائد الكمندوس وسي عبد القهار قائد الفصيلة ورابح المصراوي وحفصة مصطفى الذي تعرضت جثته للتنكيل بعد استشهاده من طرف الجنود الفرنسيين، بحسب روايات أهل القرية. بعد انتهاء المعركة، توجه العدو الفرنسي نحو القرية لتخريب وتفتيش ونهب بيوت السكان وترويعهم ليجبروا بعدها ببناء بيوتهم بقرية «الحمادة» التي تعرف اليوم «بسيدي المدني» لتبقى قرية «أهل الواد» شاهدة على بطولات شهداء ضحوا بحياتهم في سبيل استقلال الوطن.