عاد أعضاء جمعية أصدقاء البيئة في الشفة غرب البليدة، إلى استذكار الأعمال البطولية التي وقعت خلال المعركة الشهيرة «معركة أهل الوادي في منطقة شعواو» بضواحي الشفة الجبلية، حيث قاموا بتقديم لوحات تاريخية عن المعركة، شارك فيها التلاميذ بالخصوص، في قافلة تحسيسية هامة، وتقديم محاضرة على مسامعهم من قبل من عايشوا تلك المعركة في الهواء الطلق. وكشف العربي فقاير رئيس جمعية أصدقاء البيئة، أنهم أرادوا تحقيق هدفين مزدوجين، من خلال الذكرى التاريخية، في شق يعيدون إلى المكان التاريخي ذكره وبريقه، ومن جهة ثانية يتعرف التلاميذ وأبناء الحي وإطارات مسؤولة محلية، على المنطقة وكنوزها السياحية والتاريخية، والتطوع برفع الأوساخ والقمامة، وتزيين محيط عنوان المعركة. وأضاف في هذا السياق، بأن محاضرة تم تقديمها حول المعركة، والتي يقول نقلا عن لسان الشهود من المجاهدين، أنها وقعت في شهر رمضان من العام 1957، وتحديدا في شهر أفريل، كان فريق كومندوس نوعي يعرف بكومندوس المهمات المستحيلة، يرتاح بالدواوير، وهم على تلك الحال قام أحد الحركى بالتبليغ وكشف أمرهم لجنود فرنسا الدمويين، حيث تحركت قواتها المدعمة بطائرات استكشاف وقنبلة من الجو، بالإضافة إلى أرمده من الجنود، قدر عددهم بنحو 5000 عسكري، ولم يمر إلا وقت قليل حتى علم فريق الكومندوس بمقدم عسكر فرنسا، ولم يجد من حل سوى تشكيل طوق أمني، يحمي فيه مجموعة من المجاهدين الأشاوس ظهور رفاقهم وسكان الدواوير، وهم يختفون، وكان الجو حارا والجميع صائما، وفي حدود وقت العصر التقى جيش العدو بالمجاهدين المرابطين، وانطلقت عملية إطلاق نار إلى فجر اليوم الموالي، تصدى فيه المجاهدون الأبطال إلى عسكر فرنسا المتوحش، والحقوا بهم قتلى قدرت مبدئيا بنحو بأكثر من 300 عسكري، فيما استشهد 37 مجاهدا وهم يكبرون، ويحمون ظهور البقية حتى لا تقع مجزرة كبرى، وأمام خسائر المعركة في صفوف الجيش المغتصب، قامت فرنسا بالتنكيل انتقاما من السكان العزل بالدواوير، وأصبحت المعركة دليلا على وحشية الاستعمار وجبروته، فيما نال المجاهدون شرف الشهادة من جهة، والبسالة والشجاعة في صدهم وحمايتهم لإخوانهم الآخرين، واستغل أصدقاء البيئة حسب المتحدث الفرصة أيضا، للقيام بحملة تشجير وتنظيف المكان مع إلقاء محاضرة حول البيئة، وكيفية المحافظة عليها.