جزم مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية، بأن مسألة الذاكرة لا يمكن نسيانها، مضيفا »لا أحد يقرر نسيانها«، واضعا بذلك النقاط على الحروف، فيما أكد نظيره الفرنسي لوران فابيوس ضرورة »إعطاء دفع جديد للشراكة بين البلدين«، واصفا الجولة الأولى من المحادثات في زيارته ب »المفيدة والميسرة«، وتحدث عن »إرادة لمعالجة الماضي بكل موضوعية ووضوح«. تطرق مراد مدلسي بإسهاب إلى فحوى المحادثات التي جمعته بنظيره الفرنسي لوران فابيوس في لقاء إعلامي، واصفا زيارته إلى الجزائر ب »الجد هامة لاسيما وأنها المرة الأولى التي نستقبل وزيرا بعد الانتخابات الرئاسية من الحكومة الفرنسية«، مشيرا إلى أنها تسمح ب »التحضير بطريقة نموذجية لزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر المقررة قبل نهاية العام الجاري«. وأكد فابيوس من جهته أن زيارته إلى الجزائر تندرج في إطار »إعطاء دفع جديد للشراكة بين الجزائروفرنسا«، مشيرا إلى أن »زيارته الأولى من نوعها إلى بلد عربي ودولة صديقة تأتي في ظرف استثنائي، ذلك أنها تتزامن واحتفال الجزائر بمرور 50 سنة على استرجاع السيادة الوطنية، وانتخاب رئيس جديد لفرنسا«، ووصف المحادثات التي أجراها مع نظيره الجزائري مراد مدلسي ب »المفيدة والميسرة«، مشيرا إلى الاتفاق حول عدة مسائل ذكر منها »الأرشيف والملفات الاقتصادية«. وأفاد مدلسي في سياق موصول أنه »لاحتياجات الزيارة والشراكة الناشئة، قررنا النظر في المسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بالتفصيل«، مسجلا »الجهود التي بذلت لإتمام الملفات الاقتصادية التي تطلبت عملا على مدى الأشهر الأخيرة لإتمام ملفات تخص »صناعة السيارات والصناعة الصيدلانية والبيتروكيمياء ومواد البناء والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، معلنا عن اتخاذ قرار لتعيين لجنة لمتابعة المشاريع الاقتصادية«. وفيما يخص البعد الإنساني، سجل الوزير مدلسي تسهيلات في منح التأشيرة لكنه حرص على تأكيد ضرورة بذل مجهودات من الطرفين، من جهته أحال الوزير فابيوس ملف تنقل الأشخاص واتفاق 1968 إلى زميله وزير الداخلية الفرنسي المنتظر بدوره في زيارة تقوده إلى الجزائر لاحقا. وفي سياق مغاير تحدث عن »معالجة المسائل المرتبطة بالتعاون المؤسساتي بين الوزارات والقطاعات، مذكرا بالاتفاق الذي كان ساري المفعول بين 2007 و2011 والذي وصل إلى نهايته على أن يحل محله اتفاق جديد في الفترة الممتدة بين 2012 و2016 يوقع خلال زيارة الرئيس الفرنسي«. »الظرف الصعب جعلنا نعالج ملفات حساسة على غرار الاتحاد من أجل المتوسط الذي سيتم تفعيله ببعث المشاريع شبه الناضجة والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهي مرضية« أضاف يقول مدلسي معلنا بالمناسبة رسميا عن انتهاء المفاوضات الخاصة بالتفكيك الجمركي. وبعدما تحدث عن عقد قمة مغاربية قبل إنقضاء العام الجاري، وعن المنطقة الحرة المغاربية، وذكر باجتماع 19 جويلية بالجزائر، تطرق إلى »العلاقة مع الإخوة المغاربة« جازما بأنها »تزداد كثافة« وبأنها »هادئة وفي طور إعادة البناء«، وقال فابيوس أن فرنسا تؤيد تهدئة العلاقات بين الجزائر والمغرب، وتتابع باهتمام المستجدات في هذا الاتجاه، فيما أكد مدلسي بخصوص قضية الصحراء الغربية أنها تقع على عاتق الأممالمتحدة والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن. للإشارة، فإنه بالنسبة لمشروع مصنع »رونو« أكد فابيوس أنه سينجز في حالة توفر قاعدة »رابح -رابح« أما في حال تسببه فيخسارة لفرنسا فإنه سيتم التخلي عنه.