كثفت العديد من الجمعيات الناشطة بباتنة، من نشاطاتها التضامنية خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل، من خلال مواصلة توزيع القفف للمعوزين وتقديم وجبات إفطار كاملة للعديد من العائلات المحتاجة مع الإلقاء على موائد إفطار عابري السبيل، خاصة بالطرق الوطنية الكبرى التي تشهد كثافة مرورية. تعمل جمعية «الصداقة لمكافحة المخدرات» بولاية باتنة، رفقة الهلال الأحمر الجزائري فرع عين التوتة، منذ دخول الشهر الفضيل على التواجد الميداني وتغطية غياب بعض السلطات المحلية خاصة بلدية عين التوتة، في مجال التكفل ببعض الفئات الهشّة والمعوزة، وكذا تعزيز نشاطها الخيري والتضامني، خصوصا في ظلّ الظروف الراهنة والاستثنائية المصاحبة لوباء كورونا. وبادرت الجمعية بدعم من بعض المحسنين وكذا رئيسي بلديتي بوزينة وبني فضالة، على فتح مطعم الرحمة خاص بإفطار عابري السبيل بمحطة محطة ثازيري للخدمات ونقل المسافرين الذي قدم صاحبها كل الدعم والتسهيلات المادية والمعنوية للجمعية بداية بتخصيص مطعم مجهز بكل مستلزماته، وتوفير فريق عمل مختص في الطبخ، وهو ما وقفت عليه «الشعب» خلال زيارتها للمطعم وحضور نشاط إضافي للجمعية يتعلّق بالسلامة المرورية بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية وجمعية بانوراما للسينما والثقافة عين التوتة. وتمّت تهيئة كل الظروف من أجل إنجاح هذا المشروع الخيري الرمضاني، حسب ما أفاد به رئيس الجمعية عمر غشام، من خلال تهيئة مجموعة من الشباب المتطوّع المتكون في مجال إيصال المساعدات إلى مستحقيها على غرار التكفل بوجبات الإفطار لأكثر من 26 عائلة منذ دخول رمضان وتحضير أكثر من120 وجبة ساخنة أيضا لعابري السبيل من أصحاب الحافلات والسيارات رفقة عائلاتهم، حيث تمّ فتح أكثر من 75 مطعم رحمة على مستوى اقليم الولاية تم احترام اجراءات البرتوكول الصحي في موائد الإفطار، تجنبا لانتشار فيروس كورونا. شباب أدخل الفرحة في قلوب المعوزين ويعتبر مطعم جمعية الصداقة لمكافحة المخدرات نموذج في إسعاد الفقراء والمعوزين على مستوى ولاية باتنة، حيث ينطلق الفريق الشباني في التحضير لوجبات الإفطار في الصباح على أن تتواصل عملية توزيع الوجبات الساخنة على الطاولة، أو المحمولة، على عابري السبيل والمحتاجين والأشخاص بدون مأوى لغاية الإفطار، ويخضع المطعم حسب غشام لرقابة مستمرة من طرف لجنة ولائية مختصة، بمساهمة من المحسنين الذين رافقوا الجمعية، في سبيل تقديم الدعم اللازم وإدخال الفرحة على المحتاجين وعابري السبيل ومختلف الفئات التي تتوافد على هذه المطعم، الذي يقوده شباب متطوّع في إطار التكافل الاجتماعي وإدخال الفرحة على المعوزين. ويقدّم هذا المطعم يوميا أطباقا ووجبات كاملة ومتنوعة محمولة للعائلات الفقيرة والمعوزة، تختلف الأعداد من يوم لآخر في مبادرة لاقت استحسانا كبيرا وتفاعلا خاصة من طرف رواد صفحات التواصل الإجتماعي، الذين أثنوا على الشباب المتطوّع في العمل الخيري، في وقت خصّص فيه شباب آخرون أوقاتهم للسهر أو النوم. وأضاف غشام أن هذه السنة، سجلت نقصا في عدد مطاعم الرحمة، ما دفعهم لمضاعفة عدد الوجبات من أجل تغطية أكبر قدر من الحاجيات ويعود هذا النقص إلى الأزمة الصحية جراء تفشي فيروس كورونا، موضحا أنه حتى بعض المساهمين في العملية التضامنية تراجعت بنسبة لنفس الأسباب.