تحوّلت المحلات التجارية بعاصمة الاوراس باتنة، عقب الإفطار مباشرة إلى قبلة للعائلات بغية اقتناء ملابس عيد الفطر المبارك في تقليد سنوي دأبت عليه الأسر الجزائرية، رغم الارتفاع المجنون لأسعارها ما أثّر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين الذين ألهبت أسعار الخضر والفواكه وباقي المواد الاستهلاكية جيوبهم خلال الشهر الفضيل. تزدحم خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان محلات بيع ألبسة الأطفال بباتنة التي تشهد إقبالا كبيرا عليها، على غرار محلات بيع المواد الاستهلاكية خاصة المتعلقة بصنع الحلويات، رغم أن عددا كبيرا من العائلات سابقت الزمن واقتنت ملابس العيد لأطفالها خلال شهر شعبان، خوفا من احتمال عودة الحجر الصحي وغلق المحلات خلال رمضان. إقبال على الملابس المستعملة خلال جولة قصيرة ل «الشعب»، بدا واضحا حرص العائلات خاصة النساء على الخروج مباشرة بعد الإفطار للتسوق بمختلف المحلات التجارية التي فتحت أبوابها ليلا لتلبية الطلب المتزايد على ملابس العيد الخاصة بالأطفال، في الوقت الذي أكّد بعض التجار نفاد سلعهم الموجهة للعيد، رغم الارتفاع الكبير في أسعارها عكس بعض المنتجات الصينية المنخفضة نوعا ما. وقد قفزت أسعار الملابس الجاهزة ما بين 30 و40 بالمائة على الرغم من حالة الركود بسبب كورونا وضعف القدرة الشرائية للمستهلك الذي أرهقته أسواق الخضار وغلائها، حيث تواجه العائلات محدودة الدخل متاعب كثيرة في اقتناء ملابس لأطفالها الذين يتوقّفون عند كل محل لبيع الملابس لإلقاء نظرة على ما تعرضه رفوف المحلات. وككل سنة تشهد أسعار ملابس الأطفال بالذات ارتفاعا كبيرا أرجعه بعض التجار إلى ارتفاع أسعارها بأسواق الجملة، وكذا النقص الكبير في كمياتها بسبب كورونا، إضافة إلى تحكم أسلوب العرض والطلب في الأسعار، وتفشي ظاهرة اقتناء ملابس العيد قبل أوانها، بسبب فقدان المستهلك لثقته في التجار. واللافت أيضا هذه السنة هو عودة العائلات لاقتناء الملابس المستعملة في ظل الغلاء الكبير في ملابس العيد الجديدة، مع الحرص على اقتنائها من نقاط البيع المنظمة التي تقوم بعملية التنظيف للملابس، وإن كان الأمر لا يهم الأطفال الذين يبحثون عن ملابس جديدة ونظيفة للتباهي أمام الجيران والأصدقاء غير أن الأمر يختلف كثيرا لدى أوليائهم بسبب غلائها وضعف مداخيلهم المالية. بحث عن سلع محليّة تشهد شوارع باتنة حركة غير عادية خلال السهرات الرمضانية أين تقبل العائلات على المحلات والأسواق من أجل إقتناء ملابس العيد التي غالبا ما تكون من صنع تركي أو صيني، في حين تقصد كثير من العائلات الأسواق الشعبية لمواجهة الارتفاع الفاحش في أسعار ألبسة العيد حيث يتراوح سعر الحذاء الواحد ما بين 2500 دينار و3000 دينار وذلك على حسب النوعية والجودة ، في حين وصل سعر سراويل الجينز ما بين 2500 دينار و3500 دينار، ما جعل الزبائن يتوجّهون إلى السلع المنتجة محليا. وعلى غرار السّنوات الماضية، فإنّ التسوق في سهرات رمضان أصبح متاحا للعائلات بفضل التعزيزات الأمنية التي باشرتها السلطات مع حلول شهر رمضان لضمان راحة المواطنين.