تداعيات احتفالات عيد الفطر تظهر بعد أسبوعين شهدت معدّلات الإصابة بفيروس كورونا بالعديد من ولايات الوطن خلال الفترة الأخيرة تراجعا محسوسا، أرجعته الأوساط العلمية والطبية إلى كثير من العوامل، على رأسها زيادة نسبة الوعي واليقظة لدى المواطنين خاصة بعد ظهور المتحوّرات، وتغير البيئة المحيطة بالفيروس التي جعلته يفقد قوته. أكّد رئيس مصلحة الأمراض الصّدرية ورئيس وحدة «كوفيد-19» بمستشفى الرويبة في تصريح ل «الشعب»، أنّ المنحنى الوبائي يعرف انخفاضا في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، ساهم في تحقيقها وعي والتزام المواطنين بالتدابير الوقائية، خاصة بعد ظهور السّلالات الجديدة البريطانية والنيجيرية التي أحيت الوعي المجتمعي من جديد، وجعلت الكثير منهم يعيد حساباته في التعامل مع الوباء. وأوضح الدكتور، أنّ المعطيات الميدانية تشير إلى الارتفاع النسبي في عدد الإصابات بالمقارنة مع إقبال المواطنين على المستشفيات، مشيرا إلى أنّ الحديث عن الانخفاض أو التراجع في عدد الإصابات يحدد بأسابيع وليس أيام، مؤكّدا ضرورة الإبقاء على نفس التدابير للحفاظ على المنحنى الوبائي. وقال في ذات السياق، إنّ انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا وتوقّف زحف المتحوّرات الجديدة، يفرض التقيد بإجراءات السلامة والوقاية والتباعد الاجتماعي، مبرزا في حديثه أهمية الالتزام أكثر وأكثر بالتدابير الوقائية التي أوصت بها اللجنة العلمية لمتابعة الوباء، من أجل توفير الحماية الشخصية وحتى الجماعية. وأضاف المختص في الأمراض الصّدرية، أنّ الإحصاءات المعلن عنها تعكس الوضع الصحي الذي يدل على تراجع الوباء، غير أنّه يخص العلاج الاستشفائي، في حين توجد حالات كثيرة تعالج في عيادات خاصة أو عن طريق العلاج المنزلي الذي يوصي به الطبيب في الحالات العادية غير الخطيرة، ولا يتم إحصاؤها. هذه الحالات لا تخضع للتحليل الجزئي» بي - سي - أر» الذي يمكن من خلاله تحديد عدد الإصابات، وإنما تعالج عن طريق إرشادات خاصة لمراقبة الأعراض وتجنب نقل المرض للآخرين، موضّحا أنّها لا تدخل في خريطة المرض التي تعلن عنها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلا أن هذا لا يمنع القول إنّ الوضع الصحي تحسّن والإصابات تراجعت. وأكّد البروفيسور أنّ النظريات الطبية لا يمكن أن تثبت التغيرات التي تحدث على الفيروس ماعدا بعض الاجتهادات التي يقوم بها الباحثون والعلماء، وحتى منظمة الصحة العالمية أكّدت أنّ ما حدث مع كورونا منذ شهرين بسبب نقص العوامل أو الطفرات، ما جعله يفقد قوته، عكس السلالات الجديدة التي تنتشر بشكل أسرع. بخصوص عيد الفطر الذي يحتفل به سنويا بأداء صلاة الجماعة وتبادل الزيارات العائلية، قال الدكتور كتفي عبد الباسط، إنّ المواطنين احترموا الإجراءات الوقائية في هذه المناسبة الدينية، حيث لاحظنا التباعد الجسدي واستعمال الكمامة، في حين التهاون سجّل في الأسبوع الأخير من رمضان بسبب إقبال المواطنين على الأسواق والمحلات التجارية لاقتناء الملابس ومستلزمات العيد. وتظهر نتائج تجمّع المواطنين خلال عيد الفطر - حسب الطبيب - بعد أسبوعين على الأكثر، ليتم بعدها تحديد الوضع الوبائي ومدى التزام المواطنين بتدابير مكافحة تفشي الفيروس، خاصة وأنّ التراخي في الالتزام بالقيود يؤدّي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالوباء. وعليه دعا كتفي عبد الباسط، المواطنين إلى المساهمة في استقرار الوضع الوبائي من خلال الالتزام بقواعد الوقاية التي من شأنها توفير الحماية، إلى غاية الوصول إلى المناعة جماعية التي لا تكون إلا عن طريق التلقيح.