حظي كل من الممثلين القديرين سيد علي كويرات وشافية بوذراع بتوشيحهما ب''برنوس سيدي أمحمد'' في طبعته السابعة، بحضور عدد مميز من أبناء وعشاق السينما، والمثقفين والإعلاميين، الذين أبوا إلا وأن يشاركوا عملاقي الفن السابع الجزائري، اللذين أحبهما المشاهدين بأدوارهما التي رسخت في عقولهم بحكم الإبداع والتفاني في جلب أنظار الجمهور والتأثير عليهم. وجاء هذا التكريم، الذي أصبح سنة حميدة لدى المجلس الشعبي البلدي لسيدي محمد منذ ست سنوات في ليلة من ليالي الشهر الكريم، إعترافا وتكريما لقامتين من قامات الفن الجزائري، حيث سبق وأن توجت عدة أسماء ثقافية بارزت علت منصة ذات البلدية لارتداء برنوسها، وكانت البداية سنة 2005 بتكريم الموسيقار شريف قرطبي، ليكون الحظ حليف المسرحي محمد بن قطاف في العام الموالي، إضافة إلى عدة أسماء معروفة على الساحة الفنية والثقافية منها مطرب الأغنية البدوية الراحل خليفي أحمد، الممثل الراحل العربي زكال، ابن السينما عمار العسكري، والمطرب عبد الحميد مسكود. وقد شهدت القاعة التي احتضنت حفل التكريم ببلدية سيدي محمد حضور عدد مميز من السنمائيين، المسرحيين، المثقفين والإعلاميين، منهم رئيس جمعية الجاحظية محمد التين، عبد الحميد رابية، نوبلي فاضل، محمد حلمي، عمار العسكري، الرياضية سواكري، إضافة إلى رئيس المجلس الولائي وأسرة ذات البلدية، الذين أبوا إلا وأن يشاركوا عملاقي السينما والدراما الجزائرية فرحتهما، في تكريم قال عنه رئيس المحلي البلدي لسيدي أمحمد أنه لم يأت بالصدفة، بل تم إختيار سيد علي كويرات وشافية بذراع بحكم المناسبة التي تعيشها الجزائري هذا العام، ويتعلق الأمر بمرور خمسين سنة من استرجاع السيادة الوطنية، هذا النصف قرن الذي ميزته أعمال رائعة وأدوار بقيت راسخة في ذاكرة المشاهد الجزائري، التي جسدها الممثلين القدرين كويرات وشافية بوذراع، هذين الأخيرين اللذين خلقا مع كوكبة من أبناء الفن السابع الجزائري في عصره ذهبي وأوصلوه إلى المحافل الدولية مع العودة بتتويجات أمام كبرى الانتاجات العالمية، ليبقى اليوم الكل يعترف بنجاح السينما في تلك الفترة، ويتساءلون دائما أين هي تلك الأفلام الرائعة التي نقشت في عقول الكبار والصغار وبقيت حاضرة إلى اليوم دون أن تفقد نكهتها. وتم خلال السهرة التكريمية بسيدي امحمد عرض فيلم وثائقي ، عاد به مخرجه رابية بالجمهور والحاضرين إلى السنوات الذهبية للسينما من خلال الأدوار التي تكللت بها المسيرة الفنية لكل من سيد علي كويرات وشافية بوذراع، هذه الأخيرة التي التصق بها في الشارع الجزائري إسم''لالاعيني''، حيث تمكنت بكل إتقان من أداء دورها وبكل براعة في فيلم ''الحريق'' او ما يعرف بدار سبيطار لمصطفى بديع، المقتبس من رواية محمد ديب، كما تم عرض بعض اللقطات من أدوار بوذراع في أعمال برزت بها طوال الخمسين سنة، حيث كان آخرها في الفيلم الثوري ''مصطفى بن بولعيد'' الذي حقق هو الأخر نجاحا كبيرا وصنع ضجة في مهرجان ''كان'' ومن منا لا يعرف ''علي'' ذلك الولد الذي ضحى وبكل بسالة من أجل بلاده، في رائعة ''علي يموت واقف''، لاحمد راشدي، هذا الدور الذي أتقنه سيد علي كويرات لدرجة أدخل فيها ذات الممثل القدير أحاسيسه وكأنه يرى الحقيقة ويعيشها. كما إعتمد المخرج على شهادات أهل الإختصاص في مجال الفن السابع من مخرجين ومنتجين على غرار محمد لخضر حمينة وأحمد راشدي وكذا رفقاء الفنانين أمثال الممثلين فوزي صايشي وحسان بن زيراري، محمد عجايمي، أمال، وغيرها، هذه الأسماء التي ثمنت دور كل من الممثلين المكرمين في سهرة من سهرات رمضان ببلدية سيدي امحمد في تفعيل السينما الجزائرية، معتبرين سيد علي كويرات وشافية بوذراع من الأسماء السينمائية البارزة التي لا يمكن أن ينساها لا المشاهد والجمهور الجزائري، بحكم الأفلام التي بقيت راسخة ومعروفة لدى عامة الناس خاصة ما تعلق بالثورة التحريرية المظفرة، ولا التاريخ أيضا يستطيع نسيانهما او تجاهلهما. وقد أعرب كل من الفنانين القديرين سيد علي كويرات وشافية بوذراع عن سعادتهما بهذا التوشيح الذي حظيا به من طرف بلدية سيدي امحمد، متمنين أن تشمل مثل هذه الالتفاتات كل الفنانين الجزائريين، باعتبار هذه الشريحة أو الفئة مهمة بإمكانها تقديم المنفعة للمجتمع من خلال التمثيل ورسم الواقع في قالب درامي أو فكاهي. سميرة لخذاري تصوير: ايت قاسي