اللقاحات متوفرة والجميع مدعو لفضاءاتها أكدت مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة بوزارة الصحة الدكتورة سامية حمادي، أن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مقاربة 1000 حالة يومية لم يكن مفاجئا وإنما متوقعا بسبب التراخي في الالتزام بالتدابير الوقائية من جهة وظهور السلالات المتحورة التي تتميز بسرعة الانتشار من جهة أخرى. دقت مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة في تصريح ل «الشعب»، ناقوس الخطر حول إمكانية تسجيل مزيد من الإصابات في الأيام القادمة في حال عدم التعامل بطريقة مسؤولة مع الوباء، داعية المواطنين من مختلف الأعمار إلى الإقبال على مراكز التلقيح والفضاءات العمومية والخيم التي وضعتها السلطات المعنية تحت تصرفهم حتى يستفيد الجميع وبدون تمييز من اللقاحات. وأوضحت أن اللقاحات متوفرة وكافية لتلقيح أكبر عدد من المواطنين، خاصة وأن وزير الصحة، قد أعلن عن جلب كميات إضافية من اللقاح بداية من اليوم، ما من شأنه أن يساهم في تسريع وتيرة التلقيح والحد من تفشي الفيروس بشكل خطير يصعب السيطرة عليه، زيادة على التقليل من الحالات الصعبة وعدد الوفيات الذي شهد ارتفاعا في الفترة الأخيرة بسبب الإصابة بالفيروس. نفت الدكتورة حمادي تسجيل أي مضاعفات منذ انطلاق عملية التلقيح ضد فيروس كورونا في الجزائر، مؤكدة أن جميع اللقاحات آمنة وسالمة وفعالة بنسبة عالية ضد مضاعفات الفيروس، باعتبار أن اللقاح لا يقي من الإصابة، وإنما من مخاطرها ويجنب الأعراض الصعبة، لاسيما بالنسبة لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، كونهم أكثر عرضة لمخاطر الفيروس، مشيرة إلى أن المختصين والخبراء يتابعون يوميا ويراقبون جميع الحالات بعد عملية التلقيح. وقالت، إن الجزائر تعيش حاليا موجة ثالثة مقلقة بسبب انتشار الفيروس المتحور «دلتا» وهي السلالة الهندية التي تتميز بسرعة الانتشار، حيث أن شخص واحد مصاب بهذا الفيروس يمكن أن ينقل العدوى إلى 8 أشخاص، موضحة أن أعراضه تتشابه مع بعض علامات الأنفلوانزا وقد يعتقد البعض أن سببها التعرض بكثرة إلى المكيفات الهوائية ويختلط الأمر، في حين أن الاحتمال الأكبر هو إمكانية الإصابة بفيروس كورونا وليس الزكام والأنفلونزا التي تنتشر بقوة في موسم البرد وليس في فصل الصيف. في ذات السياق، حذرت مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة من العلاج المتأخر لأعراض الفيروس لتجنب تطورها لتصبح أكثر خطورة، داعية جميع المواطنين الذين تظهر عليهم علامات تشبه ولو قليلا الإصابة بفيروس كورونا الى التوجه مباشرة الى المستشفى لتشخيص الحالة، مشددة على تفادي التجمعات وارتداء الكمامة واحترام مسافة التباعد الجسدي من أجل التقليل من تفشي الفيروس بشكل خطير. وترى أن الاستجابة لحملة التلقيح ضرورة لابد منها، على ضوء تدهور الوضع الوبائي وظهور السلالة الخطيرة من الفيروس، مشيرة الى أن «تحقيق المناعة الجماعية ضد فيروس «دلتا» يتطلب تلقيح 80 بالمائة من السكان، عكس الفيروس الأصلي الذي حدد ب70 بالمائة لتشكيلها مرجعة السبب إلى سرعة انتقاله بين الأشخاص وخصائصه المختلفة عن السلالات الأخرى، مضيفة أننا نملك أسلحة تساعدنا على محاربة الوباء، في مقدمتها التلقيح والالتزام بشروط الوقاية. وفيما يخص مدى استعداد وزارة الصحة لهذه الأزمة، أجابت محدثتنا أن المصالح الوزارية تسعى الى تطبيق الاستراتيجية المعمول بها منذ بداية الجائحة بتوفير الإمكانيات اللازمة وتجنيد مختلف طاقاتها حسب طبيعة الوضع الوبائي الذي تشهده الجزائر بصفة مستمرة. وأشارت الى أن الوزارة لا تنتظر تدهور الحالة الوبائية للتدخل، وإنما تعمل على المراقبة المستمرة لعدد الإصابات المسجلة، وعلى إثرها يتم الرفع من عدد الأسرة وتوفير المزيد من وسائل العلاج، زيادة على متابعة ومراقبة الوضع في مختلف الولايات من خلال اتصال مباشر مع السلطات المحلية ومديري المستشفيات للوقوف على الوضع وإيجاد حلول للمشاكل المسجلة في حال ارتفاع عدد الإصابات الخطيرة.